أحدث روبوت الذكاء الاصطناعي ChatGPT ضجة كبيرة في عالم التكنولوجيا، وانبهر به الكثير من المهتمين وغير المهتمين بتطبيقات الذكاء الاصطناعي على حد سواء. لكن بعيداً عن الانبهار بروبوت الذكاء الاصطناعي الذي جاء منافساً لمحرك البحث جوجل ماذا قال الخبير اللغوي المخضرم نعوم تشومسكي عن هذه التقنية ChatGPT؟ وما رأيه في دور تقنية ChatGPT في التعليم؟ سوف نركّز في هذه المقالة على رأي نعوم تشومسكي بتقنية ChatGPT وأهم النقاط التي ذكرها حول هذه التقنية.

من هو نعوم تشومسكيNoam Chomsky ؟

قبل أن نعرف رأي نعوم تشومسكي حول تقنية ChatGPT لا بد أن نعرف تماماً من هو نعوم تشومسكي وما الذي قدّمه في مجال اللغة والتعليم. نعوم تشومسكي هو عالم لغوي وفيلسوف وناشط سياسي أميركي. وقد تخصص نعوم تشومسكي في علم اللغة النظري ونال درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد. وعمل أستاذ مساعد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وكتب نعوم تشومسكي الكثير من المؤلفات في مجال اللغويات وأبرزها كتاب “التركيبات النحوية” الذي أحدث ثورة في الدراسة العلمية لعلم اللغويات.

ما هي تقنية ChatGPT؟

هو عبارة عن روبوت ذكاء اصطناعي يشابه في عمله محرك البحث المعروف جوجل. أصدرت شركة OpenAI المهتمة بالذكاء الاصطناعي ChatGPT في نهاية عام 2022. ويعمل هذا التطبيق بشكل أساسي على جمع البيانات والمعلومات وإعادة صياغتها لتقديم إجابات منطقية نوعاً ما للباحث أو المتصفح. أي أن التقنيات التي يعتمد عليها في عمله هي خوارزميات متطورة للذكاء الاصطناعي مثل معالجة اللغات الطبيعية Natural Language Processing وتعلم الآلة الإحصائي Statistical Machine Learning. واستفاد الكثير من الباحثين من تقنية ChatGPT في مجالات عديدة من التعليم والتسويق وخدمة العملاء والإعلام وغيرها من المجالات الأخرى.

ما هو رأي نعوم تشومسكي بتقنية ChatGPT؟

ذكر العالم اللغوي نعوم تشومسكي في إحدى المقابلات معه رأيه حول تقنية ChatGPT ودورها في التعليم اليوم، وكان رأيه مخالفاً للكثير من الداعمين والمنبهرين بتقنية ChatGPT. ومن أهم النقاط التي ذكرها خلال هذه المقابلة ما يلي:

• “ChatGPT هو سرقة أدبية تقنية متطورة”:
  من وجهة نظر تشومسكي إن ChatGPT هو تقنية متقدمة للسرقة الأدبية، حيث أن هذه التقنية تقوم على أساس جمع المعلومات من مصادر مزودة بها مسبقاً ثم ترتيب هذه المعلومات بمساعدة خوارزميات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتوليد نص بلغة مشابهة جداً للغة البشر. فهي بذلك من وجهة نظر نعوم تشومسكي تقنية متطورة للسرقة الأدبية.
• ” لا علاقة لتقنية ChatGPT بالتعليم بل إنها تضعف التعليم “:
  يرى نعوم تشومسكي أن ChatGPT لا يضيف للتعليم أي قيمة بل أنه يتسبب بتقويض العملية التعليمية. يعتمد الطلاب اعتماداً كلياً على ChatGPT في إنجاز وظائفهم وهذا ما يؤثر سلباً على العملية التعليمية وبالتالي لا يكتسب الطالب أي مهارة تعليمية.
• اللجوء إلى تقنية ChatGPT يعني أن ” النظام التعليمي يفشل “:
  يفسّر نعوم تشومسكي لجوء الطلاب في المدارس والجامعات لاستخدام ChatGPT في إنجاز وظائفهم بانعدام متعة تعلم المادة التعليمية لديهم وموقفهم السلبي من هذه المادة التعليمية. وهذا كله يعني أن النظام التعليمي يفشل شيئاً فشيئاً وهو نظام آيل للسقوط. والحل كما يراه تشومسكي هو في العمل على ترغيب الطلاب بالمادة التعليمية وإضافة عنصر المتعة والتشويق في عملية التعليم، والابتعاد عن مبدأ التعليم من أجل الاختبار. وهذه المهمة تقع على عاتق المعلمين بالدرجة الأولى والقائمين على عملية التعليم.
• قد يكون ChatGPT ” مفيداً في الحصول على المختصر المفيد “:
  يرى تشومسكي أن لمحركات البحث مثل Google Translate أو ChatGPT فائدة في الحصول مثلاً على ملخصات الكتب والمقالات وغير ذلك، أو في ترجمة أي نص مكتوب بلغة أجنبية. ويوضّح تشومسكي أنه ليس ضد هذه التقنية لكن من الأفضل أن نستخدمها كأداة مساعدة في التعلم وألا نعتمد عليها كليّاً.

هذه النقاط التي ذكرناها، كانت أبرز النقاط التي تحدث عنها نعوم تشومسكي خلال المقابلة التي بيّن فيها رأيه بتقنية ChatGPT وعلاقتها بالتعليم ومدى فائدتها في المجال التعليمي. ومع التقدم التكنولوجي سريع الخطى يبقى هناك تباين بين تأييد لمثل هذه التقنيات الحديثة وانبهار بها وحذر شديد من مخاطر هذه التقنيات على المستقبل الوظيفي والتعليمي والخدمي وحتى السياسي.

المصادر

https://www.thoughtco.com/noam-chomsky-4769113

https://mymodernmet.com/noam-chomsky-chat-gpt