by استكتب

Share

by استكتب

Share

كتب غيرت حياتهم

من سلسلة كيف تنتقي كتابا من المكتبة

 

  ألبرت آينشتاين

كانت أسرة ألبرت آينشتاين تستضيف كل خميس طالبَ طب فقير يدعى ماكس تالمي لتناول الغذاء. لاحظ الطالب أن الطفل ألبرت آينشتاين لا يقرأ الكتب السطحية ولا يلعب مع أقرانه، فأهداه سلسلة كتب علمية من تأليف آرون بيرنشتاين ، يعرض الجزء الأول منها لموضوع سرعة الضوء. وسيظهر بعد التجارب التي استخدمها ألبرت آينشتاين أن تلك السلسلة شكلت الحافز الفكري لوضعه نظرية النسبية. وهو الأمر الذي صرح به آينشتاين لماكس حين لقيه بعد سنوات في نيويورك قائلا: “كتاب رائع حقا، لقد أحدث أثرا كبيرا في تطوري بالكامل”.

تتردد عبر العالم آلاف القصص عن الكتاب الذي أحدث فارقا في حياة قارئه، إمّا بتمهيد السبيل إلى فكرة، أو الإجابة المهدئة لتساؤل محير، أو ببساطة تقديم مفاتيح الحل لمشكلة قائمة.

طبعا ليست هناك كتب بالتحديد تفعل ذلك، فقد يتعلق الأمر بكتاب دين، أو سيرة ذاتية، أو حتى قصة مستلهمة من الواقع الذي يفوق الخيال. لكن ما يهمّ في المسألة هو تمكنك من وضع اليد على الكتاب الذي قد يضاهي في سحره مصباحَ علاء الدين!

إن الكتاب الذي يغير حياتك هو الذي تلمس من خلال سطوره أن كاتبه أشبه باليد التي تمتد لتنتشل الغريق. في كلماته ذبذبات غير اعتيادية، وصدقٌ وحرارةٌ ينفذان إلى وجدانك، فتشعر أنك انتقلتَ بخفة ساحر إلى العالم الذي تحلم به، وإلى الوضع الذي تُطابق فيه خطواتك طريقها الصحيح.

  نجيب محفوظ 

في كتابه ” أساتذتي” يُقربنا نجيب محفوظ من مفعول الكتاب الحافز حين يتحدث عن الأديب يحيى حقي قائلا: “لم أعرفه إلا من خلال (قنديل أم هاشم) حيث كنت متابعا لسلسلة (اقرأ) التي تصدرها دار المعارف. وكانت مفاجئة جدا لي لأني وجدت أدبا عذبا جدا وجميلا جدا، إلى درجة أستطيع أن أقول معها إن قنديل أم هاشم والثلاث قصص الملحقة بها في هذه المجموعة القصصية القصيرة “خيشت” في عقلي، وعشقت كاتبها على غير معرفة أو اتصال به”.

ولعل من أمتع ما قد عاشه القارئ، في زمن لم يبلغ فيه التداول الورقي والإلكتروني ما بلغه اليوم، أن تهزّه فقرة أو مقطع من كتاب، فيسعى للبحث عنه، والتودّد لمن يملكه حتى يعيره إياه. وهي حال لم يُجربها أغلب قراء اليوم نظرا لوفرة الإصدارات.

ومما يُحكى في هذا الصدد أن عاِلما حكيما يُدعى ابن الإخشيد بذل جهدا كبيرا للعثور على أحد مؤلفات الجاحظ، حتى أنه وقف ينادي في موسم الحج: “أيها الحجيج، رحم الله من دلّنا على كتاب الفرق بين النبي والمتنبي لأبي عثمان الجاحظ على أي وجه كان”.

وتعد تجربة السجن من الأمثلة الدالة على التغيير الذي تُحدثه الكتب في حياة قرائها، إذ تكون القراءة ملاذا من الوحشة والضيق وترقب الفرج. وفي العديد من المذكرات نلمس ذاك الإقرار الشفاف بفضل الكتاب الفلاني في تغيير البوصلة، وشحذ العزيمة، وإعادة النظر في التصورات والمسلمات.

 أحمد سليمان 

فحين سُجن الوزير السوداني أحمد سليمان أواخر الخمسينات، وكان وقتها مع الشيوعيين لم يجد كتابا فطلب مصحفا ليقرأه، فكان للقرآن أثر بالغ في تحرره من غواية الشيوعية، على حدّ قوله، بعد أن كان ظلوما جهولا، ظالما لنفسه، وجاهلا بحقيقة الزفة التي كان يسير ضمن موكبها.

 مالكوم إكس 

نفس التجربة عايشها مالكوم إكس في تحوله من مجرم إلى مناضل بفضل كتابين كشفا له عن تاريخ الامبراطوريات السوداء، وحركا بقوة وعيه النضالي، كتاب تاريخ الحضارة لويل ديورانت، والخطوط العريضة للتاريخ ل هـ.ج.ويلز.

إن متعة القراءة هي في سعيك المتواصل للبحث عن الكتاب الذي يشبهك، الكتاب الذي يوطد قدميك أثناء سعيك المتواصل خلف أحلامك، ومن المؤكد أن بعض الفضل سيعود في النهاية إليه!

أخبرنا عن كتب غيرت حياتك أو أشخاص قد غيرت كتب حياتهم.

 

STAY IN THE LOOP

Subscribe to our free newsletter.

Don’t have an account yet? Get started with a 12-day free trial

Leave A Comment

Related Posts