تمتزجُ على أرضِ ليبيا الشقيقةِ عاداتٌ مغربيةٌ ومشرقيةٌ؛ لتجعلَ لشهرِ رمضانَ هناك مذاقا خاصا، وحضوراً تأْتَلفُ فيه العاداتُ العربيةُ والأمازيغيةُ الأفريقيةُ.
تبدأُ الاستعداداتُ للشهرِ الَفضيلِ منذُ منتصفِ شعبان، فتُقبِل الأسرُ الليبيةُ على تهيئة الحلويات الرمضانية، كلُقمةِ القاضي، والمَخارِيقَ، والمُعسّلةِ، والقَرينَاتِ، والغُريبةِ، وغيرِهَا.
وتُعد الشوربةُ العربيةُ طبقاً رئيسياً على المائدة الليبية، إلى جانب الأكلةِ الشعبيةِ المعروفةِ بـ”البازين”، وبعضِ المُقبلات مثل الضَولَمة، ورُوشْتة الكُسْكُس، والبوريك، وبالطبع لا ننسى خبزَ التَّنورِ التقليدي الذي لم يَفقُدْ مكانتَهُ المميزةَ أمام هيمنةِ المخابزِ العصريةِ.
وشهرُ رمضانَ هو شهرُ الكرمِ الذي يتنافسُ فيه الليبيونَ للتعبيرِ عن شهامتِهِم ومروءتِهم، فتُبادرُ المنظماتُ الخيرية والكشفية إلى إقامة مئاتِ موائدِ الرحمن، ومن أشهرِها تلك التي تُقام سنوياً خلفَ ضريحِ المجاهدِ الشهيدِ عمرِ المختار.
ولأهل ليبيا عنايةٌ خاصة بالطقوسِ الدينية المصاحبةِ لشهر رمضان، خاصةً حلقاتِ المديحِ التي تٌقام يومياً في المساجدِ، وتحضرُها أعدادٌ غفيرةٌ من الكبارِ والصغارِ على السواءِ.
(( خفيفة- مبادرة المحتوى السهل، برعاية استكتب، وسونديلز)).