العصف الذهني هو تقنية نستخدمها لتوليد أفكار جديدة وإبداعية أو لإيجاد حلول لمشكلة ما أو للتفكير خارج الصندوق، وأول من أوجد تقنية العصف الذهني هو (أليكس أوزبورن) وهو مسؤول تنفيذي في مجال الإعلانات من مدينة نيويورك، فقد طرح (أليكس) في كتابه (الخيال التطبيقي Applied Imagination ) طريقة إبداعية جديدة في إيجاد حلولاً مبتكرة للمشاكل في الأعمال التجارية والتي نعرفها اليوم بالعصف الذهني، وركّز في تعريفه لهذه التقنية على تعاون مجموعة من الأفراد لإيجاد حلاً لقضية ما. وسنتعرف في هذه المقالة على أهم تقنيات العصف الذهني، وبعض الأفكار من أجل عصف ذهني فعّال.
يوجد مجموعة من التقنيات المختلفة يمكن أن نستخدمها خلال جلسة العصف الذهني ، ومن هذه التقنيات:
يحدد أفراد الفريق بدقة المشكلة التي تعترضهم، ثم يطلب قائد الفريق من باقي الأفراد طرح الأسئلة حول هذه المشكلة لتحديدها بشكل واضح وللإحاطة بكافة جوانبها، مما يسهّل الأمر في إيجاد الحلول لهذه المشكلة من خلال الإجابة على تلك الأسئلة المطروحة.
تساعد هذه التقنية في إفساح المجال لتوليد الأفكار الأولية التي تراود أعضاء الفريق وتدوينها قبل مناقشتها. فتبدأ الجلسة بطرح قائد الفريق للقضية أو الموضوع، ثم يطلب من أعضاء الفريق كتابة أفكارهم الفردية الخاصة بهم، تمنح هذه التقنية جميع أفراد الفريق فرصةً لحرية التفكير دون توجيه تفكيرهم في اتجاه معين.
وتقوم هذه التقنية على رؤية المشكلة من عدسة مختلفة ومن جهات نظر متعددة، أي أن يتبنى كل فرد من الفريق وجهة نظر مختلفة إلى المشكلة؛ أي قد ينظر الرجل إلى الموضوع من وجهة نظر الأنثى والعكس صحيح، أو مثلاً أن يضع المدير نفسه مكان موظفه، وتنوع وجهات النظر هنا يساعد في طرح الحلول المختلفة لنقاشها وانتقاء أنسب للحل للمشكلة.
وفي حال وجود عدد كبير من أفراد الفريق يتم تحليل المشكلة إلى عدة نواحي وتوزيعها على مجموعات ثانوية لإيجاد الحلول المناسبة، ثم جمع ما توصلت إليه كل من هذه المجموعات ونقاش الحلول المطروحة، وتفيد هذه التقنية في زيادة تركيز كل مجموعة ثانوية على جانب واحد فقط من الجوانب المختلفة للمشكلة.
يضع قائد الفريق معايير معينة لتقييم المشكلة في بداية جلسة العصف الذهني، وذلك ليبقى أفراد الفريق ضمن المسار الصحيح لمناقشة المشكلة وعدم الخروج عن السياق الأساسي أو طرح أفكار ليس لها صلة بالمشكلة الأساسية.
يوزع السؤال المطروح حول المشكلة بين أفراد الفريق، ثم يكتب كل شخص الحل المقترح أو الفكرة الخاصة به على ورقة، وبعد أن ينتهي كل شخص من ذلك يتم تبادل الأوراق عشوائياً بين أفراد الفريق، فيعزز كل فرد الفكرة المكتوبة على الورقة التي أمامه وذلك بكتابة فكرة جديدة تدعم الفكرة المطروحة، ويمكن الاستمرار بهذه التقنية لجولتين أو ثلاث جولات أخرى. وتعزز هذه التقنية من قدرة أفراد الفريق على رؤية المشكلة بعدسة الآخر؛ أي من وجهة نظر مختلفة تماماً عن النظرة الفردية للمشكلة.
هدف هذه التقنية هو البحث عن مسببات المشكلة والتركيز عليها، فالخطوة الأولى في حل المشكلات هو تحديد الأسباب التي نتجت عنها، فمثلاً قد يبحث أفراد الفريق عن الأسباب التي دفعت العملاء لشراء منتجات غير منتجاتهم، مما يسهّل عليهم إيجاد الحلول المناسبة.
وفي هذه التقنية يرسم قائد الفريق خريطةً على ورقة أو لوح أبيض أمام الفريق، وذلك برسم دائرة كبيرة في الوسط مثلاً ويكتب بداخلها المشكلة الأساسية، ثم يتفرع عن هذه الدائرة خطوط أساسية تمثل الجوانب الرئيسية للمشكلة والتي يحددها أفراد الفريق، وخطوط فرعية ثانوية للأفكار والحلول المقترحة خلال جلسة العصف الذهني، وتفيد هذه التقنية في تركيز أفراد الفريق على المشكلة التي أمامهم عبر تحفيز الدماغ على ربط الأفكار مع بعضها، وبالتالي ضمان عدم الحياد عن المشكلة الأساسية بأفكار لا تمت لها بصلة.
قد يلجأ قائد الفريق خلال جلسة العصف الذهني إلى حث أفراد الفريق على إيجاد الحلول المناسبة بأسرع وقت ممكن، وذلك من خلال تضييق الوقت عليهم وإلزامهم على التفكير خلال مدة زمنية قصيرة، مما يحفّزهم على التفكير السريع وتوليد الأفكار دون تلكؤ أو شرود عن المشكلة الأساسية.
تقويم هذه التقنية على التفكير بالخيارات المعاكسة للحلول، مما يحدد المسار نحو الحل الأمثل ويسهّل تحديد الخيارات المتاحة، فمثلاً قد يطرح أفراد الفريق أفكاراً عن خسارة العملاء من تقديم منتجات تفتقر إلى الجودة على سبيل المثال أو عدم الاهتمام بحاجات العملاء أو التعامل غير الأخلاقي معهم وما إلى ذلك، وعندها سيدرك أفراد الفريق بوضوح ما يجب عليهم فعله لكسب العملاء، فالضد بالضد يُعرف.