المجوسِيةُ عَقيدَةٌ وثَنيةٌ تُؤمِنُ بِالصِّراعِ الدَّائمِ بيْنَ إلَهيْنِ اِثنيْن: إلهُ الْخيْرِ وإلهُ الشَّرِّ، ويعبُد أتباعُهَا النَّار. وفِي صُحُفِهِمْ الْمُقَدَّسَةِ نَجِدُ تعاليمَ واضِحةً تَأمُرُ بِالصَّومِ، وتَعْتَبِرُهُ مِنْ أعْمِدَتِها الأساسِيةِ لِبلُوغِ مَراتِبِ التَّعَبُّدِ السَّامِيَةِ.
وينقسِمُ الصَّوْمُ عندَ المجوسِ إلى صَوْمِ عامَّةِ النَّاسِ، ويؤَدّيهِ الجميعُ خِلالَ أيَّامٍ متَفَرِّقةٍ مِنَ السَّنَةِ، وصومُ رجالِ الدّينِ، ويُمْكنُ أنْ يَمْتَدَّ إلَى خَمْسِ سَنواتٍ. بلْ إنَّ بَعْضَ فِرَقِ المجُوسيةِ الَّتِي تُسَمَّى (الصِّيامِية) تبالغُ فِي شعَائرِه، إلى حدِّ الاِمتِنَاعِ عنْ أكلِ الأسْماكِ والطُّيُورِ والذَّبائحِ تَقَشُّفًا وزُهْدًا، وقدْ يؤدِّي صيامُهُمْ فِي بَعْضِ الأحْيانِ إلَى الْموتِ؛ نتيجَةَ الاِمْتِناعِ الْمبالَغِ فيهِ عَنْ أكلِ كلِّ شيْءٍ تدُبُّ فِيهِ روحٌ، ممَّا يُؤَدِّي إلَى إجْهَادٍ مُفْرطٍ تَنْتُجُ عنْهُ الوْفاةُ.
(( خفيفة- مبادرة المحتوى السهل، برعاية استكتب، وسونديلز)).
حقوق الصورة البارزة لـ pexbay