يمتَدُّ الصَّومُ عندَ اليهودِ منْ تركِ الأكْلِ و الشّرْبِ إلى الاِمْتنَاعِ عنِ الكلامِ، وهذهِ الشَّعيرَةُ الدِّينيةُ لا تُؤدَّى فقطْ اِبتِغاءَ رضى الربِّ، وإنما للتَّعبيرِ كذلكَ عنِ الحزْنِ لِفقدِ أحدِ الأقرباءِ، أو إظهارِ الْخوفِ عندَ وقوعِ حوادثَ طبيعيةٍ خطيرةٍ.
يصومُ اليهودُ الصِّيامَ الأربعينِيّ، وهي الفترةُ الَّتِي قضاهَا مُوسى عليهِ السَّلام صائمًا قبْلَ تلقِّيهِ الْكلماتِ الْعشْرِ علَى جَبَلِ طورِ سيناء، كَما يصومونَ يومَ الغُفران، وهو اليومُ الأكثرُ قدسيةً في السنةِ، حيثُ يجري الامتناعُ التامُّ عنْ تناولِ الطَّعامِ و الشرابِ لمدّةٍ تقاربُ خمسًا وعشرينَ ساعةً، كما يُمنَع خلالَه اِنتعالُ الأحذيةِ، أو إشعالُ الكهرباءِ، أو ركوبِ السَّيَّارةِ، أو الطّبخ.
وهناك أيضًا أيامٌّ أخرى يصومُها اليهودُ؛ لكونِها تخلِّدُ أحداثا تاريخيَّةً وسياسيةً معينَةً، كصيامِ إستير وجداليا والعاشر من تيفيت، لكنَّه صومٌ غير ملزم، ولا يستدعي تعويضه.