أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله، وأهلا بكم.
يُعدُ شهرُ رمضانَ دورةً تدريبيةً سنويةً للمسلمينَ في كلِ مكانٍ على ضبطِ النفسِ، وكبْحِ جماحِ شهواتِها، وتمكينِ المسلم من التحكمِ في جوارحِه، حفاظًا على صيامِه من أن يخدِشه قولٌ غيرُ لائقٍ أو تصرفٌ غير مقبولٍ، وليَنالَ أجرَه من الله تعالى كاملاً غير منقوصٍ، ولذا وجبَ على المسلمِ أن يحفظَ لسانه من الكذبِ والغيبةِ والنميمةِ، والخوضِ في أعراضِ الناسِ، والسبِ وقولِ الزورِ، وغيرِها من الآفاتِ اللسانيةِ الُمدمرةِ.
وأن يحفَظَ سمعَه وبصرَه عن تتبُع عوراتِ الناسِ، والتجسسِ على أسرارِهم، وتحسُّسِ مالا يُحبون نشرَه من أخبارِهم، فذلك كلُّه مما يَقدَحُ في صوْمِ المسلمِ، ويُضيّعُ أجرَه، مِصداقاً لقولِ الرسولِ الأمينِ صلى الله عليه وسلم:” من لم يَدعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بهِ فليسَ للهِ حاجةٌ في أن يدعَ طعامَه وشرابَه”.
وقد حثَ صلى الله عليه وسلم الصائمينَ على ضبطِ انفعالاتِهم، وعدمَ الاستجابةِ لنزغاتِ الشيطانِ في نفوسِهم، فقال:” إذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابَّه أحد أو قاتَلَه فليقلْ إني امرؤٌ صائمٌ ” رواه البخاري .
ولقد أحسنَ الشاعرُ القائلُ:
إذا لم يكنْ في السمعِ مني تصامُم وفي ناظري عمى، وفي منطِقي صْمت
فحظي من صومي هو الجوعُ والظَّما وإن قلتُ إني صمتُ يوما فما صمتُ