أحلامهم تعزز مكاسبك

 

ما قدمه ماثيو كيلي في كتابه (مدير الأحلام) هو بالفعل فكرة ذكية، وبرنامج مناسب للحدّ من نزيف الكفاءات الذي تعاني منه الشركات والمنظمات والقطاعات الاجتماعية برمّتها.

فكرة بسيطة لكنها مؤثرة؛ عرضها ماثيو بأسلوب مشوّق ليؤكد على أن الأفكار الملهمة قد تصدر من شخص غير متوقع، يكفي أن تحسن الظنّ به وتمنحه المبادرة وحقّ المشاركة ليخفف من هواجسك، ويضعك على سكة الريادة مجددا.

سواء كنت مدير شركة، أو رئيس قسم، أو مدرّب فريق رياضي فأنت تدرك ولا شك أن إدارة الناس أمر صعب، وأن تزايد الموظفين غير الملتزمين أمر مزعج رغم ما يُقَدم لهم بين الفينة و الأخرى من ترقيات وزيادة في الأجور وغيرها.

لقد بات الاحتفاظ بالرأسمال البشري وتحفيزه رهانا تبذل الشركات والمقاولات جهدها لكسبه، ضمانا لميزتها التنافسية، وللفاعلية والإنتاجية التي تتأثر سلبا حين يفقد الناس ارتباطهم الوجداني بعملهم .

ما السبب في ذلك ؟

هناك طبعا الرغبة في كسب المزيد من المال، وتحسين ظروف العمل, لكن ما اكتشفه ماثيو، ويعرضه في كتابه هذا، هو أن توقف العمال أو الموظفين أو أعضاء الفريق عن السعي لتحقيق أحلامهم بسبب متطلبات الحياة ،يُقلص من أدائهم، ويدفع أغلبهم إلى البحث عن فرص عمل مجدية.

لو أن كل مدير أو رئيس وضع استراتيجية ما، تهيء للعاملين فرص تحقيق أحلامهم، وحدد إطارا معينا تتم من خلاله مناقشة هذه الأحلام، ورسم خطط لتنفيذها بحسب إمكانيات كل عامل لأحدث بذلك ثورة في تجديد التزام العامل بعمله، وضَمِن استمرارية الكفاءات والمواهب تحت إدارته لتعزيز قدرته التنافسية، وبلوغ الربحية والإنتاجية المطلوبة.

تنقلنا فكرة (مدير الأحلام) إلى ما ينبغي أن يكون اليوم في كافة مؤسساتنا وهيئاتنا. إلى مطلب التوظيف الجيد للحس الإنساني، وتجنب السلطوية المقرفة التي تُعامِل الآخرين كأدوات إنتاج فحسب. إن لدى العاملين تحت إشرافك أحلاما وأفكارا قابلة لبلورتها، وتبنيها كمصدر آخر للطاقة النظيفة التي تدير محركات معملك، أو مكاتب إدارتك.

يقول ماثيو كيلي:” إذا علمتهم أهمية التخطيط الاستراتيجي في حياتهم الخاصة، فإنهم يُدركون أهميته في حياة شركتك. ويصح الشيء نفسه على الأحلام والأهداف. وإذا أردت إشراك العاملين في أحلام شركتك وأهدافها ،وجب عليك أولا جعْلُهم منخرطين في أحلامهم وأهدافهم الشخصية.”

حقوق الصور البارزة