كيف يمكن أن تكون مستقلاً ناجحاً

ويغنيك العمل الحر عن عمل آخر

 

مؤمن الطيبي، صانع محتوى ومترجم مستقل بخبرة خمس سنوات من فلسطين، قدم خدماته عبر منصة استكتب وجنى أكثر من 800 دولار كأرباح وبتقييمات إيجابية عديدة، دعونا نتعرف أكثر عن مؤمن وعن تجربته في العمل الحر واستكتب خاصة.

عرفنا أكثر عن مؤمن الطيبي، بعيدا عن العمل الحر .

أبلغ من العمر 28 عاماً، متزوّج ولديّ طفلة. درست هندسة البرمجيات في إحدى جامعات غزة، وعملت في مجال تخصّصي لسنة واحدة. بعدها، وبسبب قلة فرص العمل والأجور المدفوعة، فكّرت في استغلال مهاراتي في اللغة الإنجليزية وكذلك إلمامي باللغة العربية للعمل في مجالي الترجمة و صناعة المحتوى .

كيف كانت بداياتك في العمل الحر ؟ وكيف اكتسبت قدراتك في صناعة المحتوى ؟

بدأ الأمر قبل 4 سنوات، عام 2014، حيث تعذّر الحصول على عمل في مدينتي بسبب الأحوال السياسية والاقتصادية المتردية، فبدأت بعرض مهاراتي في إحدى المنصات العربية بأجور بسيطة لبناء ملف شخصي مميّز، واحتاج الأمر لبضعة أسابيع قبل أن أحصل على عملي الأول.

تعرّفت على قدراتي في مجال صناعة المحتوى لكوني كنت أكتب بعض الخواطر والقصص القصيرة بأسلوب شيّق وبالتزام بقواعد اللغة العربية بشكل تلقائي أثناء الكتابة، كما ساعدني معرفتي بأسلوب كتابة الملفات التعريفية والمنشورات من خلال متابعتي لها كأي مرتاد للإنترنت.

تبلورت قدرتي على صناعة المحتوى من خلال عملي لدى إحدى المنصات العربية المتخصّصة في هذا المجال، حيث استطعت خلال عام، إنجاز أكثر من 72 مشروعاً للملفات التعريفية والمحتوى التسويقي والمعرفي للشركات والأفراد، فتمّت ترقيتي إلى منصب مدير مشاريع لإدارة محتوى ينجزه كاتبو محتوى آخرون.

كيف ترى نفسك بعد أكثر من عام على استكتب؟

ساهمت منصّة (استكتب) في تنمية مهاراتي في صناعة المحتوى ، حيث حصلت على وظائف بأنماط عمل مختلفة نوعاً ما عمّا كنت أنجزه في السابق كمُترجم وكاتب محتوى. أحصل على وظائف متنوّعة عبر (استكتب) تحتاج مرونة في تنوّع المهارات وسرعة الإنجاز، لذلك يُمكنني القول إنني أصبحت أكثر تكيّفاً وفعالية في تحقيق متطلبات العملاء.

كشخص يعيش في بلد محتل، ما هي الصعوبات التي تواجهك دائما؟

وجودي في غزة يجعل من تركيزي على العمل الحر ضرورة ملحّة، فالوظائف شبه مُنعدمة هنا، والحقيقة أنّ جميع المستقلين الذين يمتهنون العمل الحر يواجهون صعوبات حديثة كزيادة المنافسة.

أمّا فيما يخص الصعوبات التي أواجهها شخصياً، فهي غالباً متعلّقة بالتحديات التي يضعها الاحتلال والدول المنحازة له فيما يخص الحصول على الأرباح وامتلاك وسائل دفع قانونية.

ماذا بخصوص مشكلة سحب الأموال ؟ كيف تقوم بحل المشكلة التي تؤرق الكثير في العالم العربي ؟

هذه المشكلة هي العقبة التي تقف أمام جميع المستقلين العاملين في مجال العمل الحر في غزة وفلسطين بشكل عام، والحقيقة أني ما زلت أعاني من المشكلة واضطر لنقل الأموال عبر أكثر من وسيط أو طلب ارسالها كحوالات مالية بدلاً من التحويل عبر الحسابات الالكترونية (كـ PayPal مثلاً).

هل يمكن أن يعتبر العمل الحر في رأيك مصدر رزق دائم؟

نعم، ولكن الأمر يحتاج لملف شخصي (سيرة ذاتية) مليئة بخبرات العمل السابقة لضمان الحصول على وظائف كلما انتهت مدة العمل على الوظائف الجارية. العمل الحر يُشبه التجارة، لذلك من الأفضل دائماً استغلال فترات العمل المُزدهرة للاحتفاظ ببعض المال للمستقبل، فحتى أفضل المستقلين يمرّون بفترات خمول ولا يحصلون على وظائف وعملاء طوال الوقت.

ما هي الأسرار التي يجب أن يتمتع بها كل مستقل لكي يصبح شخصا يتلقى تقييمات إيجابية على أعماله؟

بنظري يحتاج من يعمل في مجال العمل الحر إلى المرونة في التعامل ومحاولة فهم المطلوب بدقة قبل بدء العمل. شخصياً، أتعاطى مع متطلّبات العملاء من تعديلات يطلبونها وأحرص بالدرجة الأولى على الاستجابة الفورية لرسائلهم وإنجاز ما يطلبونه قبل الموعد المطلوب.

ما شعورك وأنت تصنف من بين الكتاب الأكثر إقبالا على طلب الخدمات في استكتب (أكثر من 30 مشروعا)؟

أشعر بالرضا عن الذات ورغبة أكبر بالاستمرار في العمل مع منصة (استكتب)، ويشجّعني على ذلك التعامل الاحترافي والتعاون الذي ألقاه من القائمين على المنصة .

نلاحظ في حسابك أن لديك عملاء متكررين ودائمين، ما السر في رأيك وراء إرضاء العميل وجعله يستمر في طلب خدمات أكثر من نفس المستقل ؟

هدفي الأول دائماً هو جذب العملاء للعمل معي مستقبلاً، وأنجح في ذلك عادة. السر هو أنني وبمجرد أن أتأكد أن العميل قد يحمل لي المزيد من الأعمال لاحقاً، عندها أؤدي أكثر من المطلوب وأقدم الاقتراحات، بالإضافة طبعاً لما أقوم به عادة، وهو انجاز العمل قبل الموعد المطلوب والمرونة في تقبّل طلبات التعديلات.

 لعل مشكلة الكثير من الذين يعملون عبر الانترنت هي انعدام العملاء، كيف كان حلك تجاه المشكلة؟ كيف سوقت لنفسك كصانع محتوى يبيع خدماته؟

واجهت هذه المشكلة في البدايات وأواجهها من فترة لأخرى. أرى الحل هُنا يكمن في عرض المهارات، حيث يجب على المُستقل عرض مهاراته بشكل مُختصر ومُبهر للحصول على عملاء جُدد، والأهم من ذلك في نظري هو الحفاظ على العملاء أصحاب الأعمال المُستمرة، ذلك أفضل حتى من الحصول على عملاء جدد أصحاب وظيفة واحدة مهما كانت جذابة.

ما الدروس التي اكتسبتها بحكم تجربتك في ميدان العمل الحر ؟

تعلّمت من خلال عملي في هذا الميدان لـ 4 سنوات أنّ المرونة في التعامل مع العملاء والالتزام في الجودة ومواعيد التسليم هي ما يجعلني أحافظ على العميل، فعندها لن يحاول العميل البحث عن مُستقل آخر لكيلا يُخاطر بفقدان تلك المزايا التي أمتلكها. تعلّمت أيضاً ضرورة إدراك كافة المُتطلبات للعمل قبل البدء فيه، وعدم قبوله قبل معرفة كافة التفاصيل، فمن شأن قبول الوظائف قبل التأكّد من القدرة على اتمامها، الحصول على تقييمات سلبية وشعور المُستقل بالارتباك وانعدام الثقة في كل لحظة يعمل فيها.

ما نصيحتك للشباب الذين يودون خوض غمار العمل الحر ولكن بهم خوف من ذلك؟

إذا كان لدى الشاب مهارة حدّ الاتقان، فالعمل الحر سيكون خياره الأفضل. من الطبيعي أن يخاف أي شخص من تجربة جديدة، ولكن على الأغلب هؤلاء ليسوا واثقين من كفاءة مهاراتهم أو مواهبهم. لا تحتاج لأن تكون مُتقناً بشكل تام لمهارة محدّدة ولكن على الأقل بالدرجة التي تؤهلك للعمل، ذلك يكفي لدخول سوق العمل الحر . البعض الآخر يخاف من المنافسة والأجور المتدنية أو قلة العملاء، ذلك يحدث في البداية دائماً، عليك أن تتذكر أن أفضل المُستقلين بدو بـ “صفر” وظيفة و “صفر” عميل وبعضهم احتاج أسابيع أو أشهر للحصول على وظيفته الأولى.

كشخص أمضى أكثر من عام في العمل على استكتب ، كيف تجد وتقيم اختيار استكتب كمنصة للعمل عليها؟ وهل تنصح بها لأي صانع محتوى يريد أن يجني مالًا من خدماته ؟

أرى (استكتب) إحدى أفضل المنصات العربية المتخصّصة في صناعة المحتوى ، فعلى المنصة تتوفّر مئات الخبرات والخدمات متنوّعة بشكل يُغطي احتياجات المُستكتبين.

بعد تجربتي خلال عام في (استكتب)، أستطيع القول بأنها تجربة إيجابية بكل المقاييس، وما يميّز المنصة هو احترافية واهتمام الإدارة الكبيرين وحرصها على إرضاء الكاتب والمُستكتب دائماً، لهذا، أنصح المُستقلين الذين يعملون في مجال صناعة المحتوى بـ (استكتب) كمنصة مثالية لعرض وإطلاق وتنمية مهاراتهم في الكتابة والترجمة.

 

حقوق الصورة البارزة