إجادة لغة القلب

هذا ما يؤكده المثل الصيني الشهير، وتعززه شواهد الحياة اليومية وأصناف المعاملات في مختلف المرافق العامة والخاصة. فالابتسامة أشبه بتوزيع قدر من أشعة الشمس على الناس أينما ذهبت. تضيء بها القلوب وتكسب ودّ الجميع، وتحقق أهدافك بيسر وسهولة.

يعيش الناس اليوم وضعا قلِقا بسبب ضغوط الحياة اليومية، ومخاوف المستقبل، والسعي المستمر لامتلاك ما يعتقدون أنه سرّ السعادة. وخلال ذلك تضيع الابتسامة كما تضيع مشاعر أخرى ويصيبها الضمور. لذا صار القلق والعبوس مظهرا يوميا، وتعبيرا عن مأزق الإنسانية برمّتها، بعد أن أخطأت سبيل الرشد والحياة الهانئة السعيدة.

سواء اتفقنا أو اختلفنا، تظلّ الابتسامة سرّ المتجر الرابح، وإكسير جذب الناس وكسب العملاء. إنها عنصر أساسي من عناصر الجاذبية التي تحقّق الأهداف.

تصرح ليل لاوندس، خبيرة الاتصالات ومؤلفة كتاب (كيف تجذب الناس كالمغناطيس) بأن الأشخاص الذين يجذبون الناس كالمغناطيس  يسألون دوما  أنفسهم: “ما الذي يفكّر فيه ويشعر به من يستمع إلينا بالتحديد؟“. ثم يحرصون على التحدث من وجهة نظر مستمعهم مع تحويل العبوس إلى ابتسام، والوجوم إلى ابتهاج، ولابديل عن كلمة “نعم” .

في الابتسامة تطوير للمشاعر الإيجابية التي تتيح لك الاقتراب من الآخر، لكن كسب ثقته رهين بصدق هذه الابتسامة وعفويتها. وهنا تميّز ليل بين ابتسامة رسميّة مُمططة، وأخرى سريعة ومداهنة، وثالثة جامدة ومخادعة.

إن هذه الأصناف لا تحقق شيئاً لأنها ببساطة لا تحرّك أوتار القلب. الفرق بين ابتسامة صادقة وأخرى زائفة يكمن في تدفقها الطبيعي، ومدتها الزمنية.

تقول ليل:

ابتسامات الجذابين للناس تكون بطيئة، بطيئة حقا. وابتساماتهم تفيض بالبشر والبشاشة على وجوههم. ويبدون كأنهم يغترفون مما في داخل قلوبهم؛ حتى إذا امتلأت قلوبهم بالسرور الذي نالته عيونهم، فإنّ سرورهم يفيض بالابتسام على شفاههم. كأن ابتسامتهم تقول “ياه، إني أحبّ حقا ما أرى! “.

 

إن لم تكن ممن يجيدون الابتسامة فلا داعي لأن تفتح دكانا!

إن لم تكن ممن يجيدون الابتسامة فلا داعي                          لأن تفتح دكانا!

ليست العبرة إذن بانفراج الشفتين فقط، وإنما بإجادة لغة القلب.

يتطلب الأمر جهدا، أليس كذلك!

حقوق الصورة البارزة