الرحالة الرقمي Digital Nomad
ما هو الرحالة الرقمي ؟
ظهر منذ فترة في العالم الرقمي مصطلح جديد ألا وهو الرحالة الرقمي Digital Nomad
ويشير هذا المصطلح إلى الأشخاص الذين خرجوا من حدود مكان عملهم، وتحرروا من الطريقة الروتينية لإنجاز أعمالهم وذلك عبر التنقل والترحال وفي صحبتهم هواتفهم الذكية أو حواسيبهم الشخصية، وتراهم يديرون أعمالهم من الفنادق مثلاً أو المكتبات العامة أو المنتزهات أو الشواطئ أو في أي مكان يحلّون فيه، ومن هنا جاءت تسميتهم بالرّحل، وغالباً ما يتنقلون ضمن حدود البلد الواحد أو يسافرون إلى خارج حدوده، فيجدون في ذلك راحة لهم وفرصة لتحقيق المزيد من الإنجاز والعمل الحرّ القائم على الابداع والابتكار.
ما الفرق بين العامل الحر freelancer والرحالة الرقمي digital nomad؟
ويتشابه عمل العامل الحر أو المستقل (الفريلانسر) مع الرحالة الرقمي، فالفريلانسر يعمل من منزله وفي أوقات يختارها هو وينتقي عملائه بنفسه، أي لا حدود مكانية ولا زمانية تقيّد عمله.
ماالفرق بين الفريلانسر والرحالة الرقمي digital nomad؟
نمط الحياة
فالرحالة الرقمي قد يستأجر شقة أو غرفة في فندق أو أي مكان في بلد ما، فيحزم أمتعته ومعداته ويقضي هناك عدة أسابيع أو شهور، فطبيعة عمله تسمح له بإنجازه من أي مكان سواء من أمريكا أو أوروبا أو آسيا أو أي قارة أخرى. أما الفريلانسر فلا يحتاج غالباً للسفر إلى الخارج لينجز عمله، وبالطبع يمكنه أن يأخذ عمله معه في حال سافر. ولكن يبقى الفريلانسر أثناء عمله من البيت في نفس المكان ربما طوال حياته أو ربما ينتقل إلى مكان آخر أحياناً، ولكنه يبقى ضمن حدود المكان الذي يعمل فيه ولا يتمتع بمرونة التنقل كما هو حال الرحالة الرّقمي.
التكيّف مع المكان
غالباً ما يعمل الفريلانسر من بيته حيث ركنه الخاص أو مكتبه الخاص، وتتوفر له كل أسباب الراحة في عمله، بينما يحتاج الرحالة الرقمي إلى اختيار مكان عمله المناسب والتّكيف مع هذا المكان، وقد لا يحظى بجميع أسباب الراحة مثل نظيره الفريلانسر.
توفر الاتصال بالإنترنيتWi-Fi
قد يواجه الرّحل الرقمي صعوبة أكبر من الفريلانسر في إيجاد المكان المناسب والذي تتوفر فيه خدمة الإنترنيت الضرورية في إنجاز عمله.
الحياة الاجتماعية
رغم أن الفريلانسر قد يعمل لفترات متواصلة وطويلة في مكتبه، وينعزل نوعاً ما عن الوسط الاجتماعي من حوله، إلا أنه يستطيع في أي وقت يشعر فيه بالملل من العمل أن يجلس مع عائلته أو يخرج مع صديق مثلاً، ولكن هذا ليس ممكناً بالنسبة للرّحالة الرقمي الذي يكون في بلد أجنبي وبعيداً عن عائلته.
الالتزام بالمواعيد النهائية
غالباً ما يكون هناك مشتتات عديدة أمام الرحالة الرقمي، فهو في بلد أجنبي ومجتمع جديد عليه فيميل إلى التعرف والاستكشاف، ويتلكأ في إنجاز عمله وبالتالي يتأخر في تسليمه في الوقت المتفق عليه مع العميل، أما الفريلانسر فغالباً ما يضغط على نفسه ويعمل بجدية أكثر ليتلزم بمواعيده مع العملاء.
كيف أكون رحالة رقمي digital nomad؟
1. حاول أن تحصل على فرصة عمل في المجال الذي ترغب بالعمل فيه كرحالة رقمي، وذلك حتى تصقل مهاراتك وتكتسب المزيد من الخبرات.
2. غالباً ما يبدأ الرحالة الرقميون عملهم كفريلانسرز في أوقات فراغهم، ثم ينتقلون بعد ذلك إلى عملهم كرحالة رقميون. وذلك لاكتساب المزيد من مهارات العمل عن بعد والتّكيّف مع نمط العمل الحر.
3. ابحث عن عمل يوفّر لك دخلاً ثابتاً حتى تتمكن من توفير نفقات السفر والتنقل من مكان إلى آخر.
4. إن ادخار المال أمر أساسي ومهم في طريقك للعمل كرحالة رقمي، كما يجب أن تضبط نفقاتك وتضع ميزانية بحيث تكون قادر على تأمين احتياجاتك في الخارج دون أن تضطر للعمل لساعات طويلة في اليوم.
5. ابحث عن أشخاص قد جربوا من قبل هذا النوع من العمل إن كنت في أول طريقك، واستفد من خبراتهم وتجاربهم.
6. كنت مستعداً للتأقلم مع صعوبات العيش في مكان غريب عنك ووسط مجتمع جديد بالنسبة لك.
7. لو كنت تحب عملك ولا ترغب أن تفقده ولكن بنفس الوقت ترغب بأن تكون رحالة رقمي فإذا كلّ ما عليك فعله هو أن تقنع مديرك في العمل بأنك تستطيع إنجاز عملك عن بعد أو من منزلك، دون أن يكون وجودك في المكتب ضرورياً.
قد يبدو عمل الرحالة الرقميون عملاً ممتعاً، فلا قيود تُفرض عليك ضمن حدود مكتبك، ولا سياسات تتطلب الالتزام منك، ولست مجبراً على التعامل مع أشخاص بعينهم، بل لك الحرية المطلقة في اختيار عملائك، ولكن ثمة تحديات كبيرة أمامك لو فكرت يوماً أن تكون رحالة رقمي، من خلق توازن بين الحياة الاجتماعية وهذا العمل، والتّكيّف مع البيئات والثقافات المختلفة، وتأمين طرق تواصلك مع العملاء من أي مكان وغير ذلك من التحديات.