من تكون رضوى عاشور؟

قد تكون (ثلاثية غرناطة) أو ( الطنطورية) أهم الأعمال الأدبية للكاتبة المصرية الراحلة رضوى عاشور، إلا أن قسوة البوح وجماليته في سيرتها ( أثقل من رضوى) تمنح هذا الصوت الأدبي المتفرد حضورا أقوى على الساحة، حين قررت بمراس شديد وفنية عالية أن تصهر رحلتها مع المرض، ويوميات التدريس بالجامعة بأحداث ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك. فكانت متعة السرد الشعري لهذا المزيج الحادّ من المشاعر ممتعة ومؤلمة في الآن ذاته، بما تضمنته من عفوية مترعة بالرصد المرهف لما تفضي إليه مقدمات الأحداث.

يحتفي محرك البحث جوجل اليوم 26 مايو / أيار بميلاد رضوى عاشور الثاني والسبعين في القاهرة سنة 1946، تلك الأديبة والروائية الكبيرة التي ترعرعت – كما تتحدث عن نفسها – على قراءة النصوص الشعرية للأدب العربي من قبل جدها الدبلوماسي والأستاذ الجامعي عبد الوهاب عزام، ثم التحقت بجامعة القاهرة وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن سنة 1972، ثم الدكتوراه من جامعة ماساتشوستس عام 1975.

رضوى عاشور

 

تولت التدريس بجامعة عين شمس، واهتمت بالكتابة الأدبية و النقدية، حيث صدرت لها عدة أعمال روائية مميزة، مثل أيام طالبة مصرية في أمريكا، وحجر دافئ، وخديجة وسوسن، وسراج وغيرها كثير، وقد نالت بفضلها جوائز أدبية منها على سبيل المثال جائزة أفضل كتاب عن روايتها ” ثلاثية غرناطة” ضمن فعاليات المعرض الدولي للقاهرة سنة 1994، وجائزة السلطان عويس للرواية. كما احتفت بالكتابة النقدية من خلال دراسات عديدة أبرزها “الحداثة الممكنة: الشدياق والساق على الساق” ودراسة عن أعمال غسان كنفاني تحت عنوان “الطريق إلى الخيمة الأخرى “.

إلى جانب عطائها الأدبي تحتفظ الذاكرة ببعض شغبها السياسي المؤثر، فرضوى نحتت مسارها النضالي منذ سن العاشرة، حين وقعت على عريضة تندد بإعدام المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد. وأثناء تواجدها بأمريكا لنيل الدكتوراه انخرطت في المظاهرات الرافضة للسياسة الأمريكية في العالم، كما ناهضت التطبيع مع إسرائيل وأسهمت بشكل فاعل في تأسيس ” اللجنة الوطنية لمقاومة الصهيونية في الجامعات المصرية “.

لم تنعم رضوى بالجو الأسري الدافئ بعد زواجها بالشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، حيث أدى موقفه من زيارة أنور السادات لإسرائيل إلى إبعاده من مصر لمدة 17 عاما، وخلال هذه الفترة أنجبت ابنا هو الشاعر المتألق تميم البرغوثي.

وبعد صراع طويل مع المرض رحلت رضوى إلى دار البقاء في 30 نوفمبر 2014 عن سن يناهز الثامنة والستين عاما.

وصفها الناقد الفلسطيني فيصل دراج بقوله (رضوى عاشور من تلك القلة النادرة التي اختصرت معنى المُثقف في مفردة واضحة: هي الممارسة الأخلاقية، فلقد بحثتْ في كلِّ حياتِها عن الحقيقة).

حقوق الصور البارزة لـ google