قراءة في كتاب

سبع شخصيات تسمم حياتكم 

 

إن أفضل المؤسسات هي تلك التي يتسع حجم ظلها كلما كبرت، وتزداد المساحات المظلمة فيها من حيث سوء معاملتها للعاملين بها. وفي هذه المؤسسات يكثر عادة الأشخاص المزعجون الذين يقللون من قيمة إنجازاتك، ويعيقون تحركاتك. إنهم أصابع الديناميت التي ينبغي أن تتفادى الاحتكاك بها، وتضع لنفسك استراتيجيات لمواجهتها، سواء داخل الأسرة أو في مقر العمل، بل في الحياة بشكل عام.

من خلال دليله ” سبع شخصيات تسمم حياتكم ” يرحب بك أندرو فولر في عالم الأشخاص صعبي المراس، ويقودك عبر صفحات الكتاب إلى اتخاذ قرارات عملية لتحسين علاقتك بهم، وإحداث توازن بين قوتك وقواهم؛ فإما أن تجيد التصرف، أو تستسلم وتهرب!

1) الغدّار الذي يطعن في الظهر:

 مهمة الغدار هي أن يكبح إمكانياتك، ويقلل من إنجازك لإرضاء ذاته. هو سيد الإشاعة والغمز والمديح الذي يحتمل معنيين. من استراتيجياته القيام بحركات الغمز، ورفع الحاجب أو تدوير العينين، والتفوه بعبارات تبدو بريئة لكنها في كالسهم السام.

يحرص الغدّار على حجب المعلومات عنك والتظاهر بدعمك؛ لذا فأفضل طريقة لتغييره هي أن تراقب أفعاله.

كن صريحا ويقظا وهجوميا!

2) اللّوام كثير الشكوى:

اللّوام إنسان يفضل العيش في الماضي لا الحاضر، فهو لا يرغب في القيام بأي شيء يُحسن حياته. يريد من العالم أن يُكيّف القواعد لأجله هو، والأسوأ من ذلك أنه يشكو لكنّه لا يسمح للآخرين بالشكوى!

أسوأ أدواره في أماكن العمل أنه يسحب الطاقة من أذكى وأفضل الأفكار، فيجعل من المؤسسة فضاء للروتين المجرد من كل إبداع. لكن يمكنك الاستفادة منه كجهاز إنذار مبكر، فهو عادة ما يخبرك بالغلط المحتمل في الفكرة، وبطبيعة الردود السلبية المتوقعة.

احرص على مواجهة اللَّوام بحزم وهدوء، ولا تضيع مزيدا من الوقت في حل مشاكله إن كان الغرض هو أن يحسن الناس التفكير فيك، فأعظم درس يمكنك أن تستفيده من اللّوام هو أن لا أحد كامل.. بما فيهم أنت!

3) المُتنمر الاستبدادي:

إنه المتسلط والمتعطش للقوة ،الذي إن أفسحت له الطريق للمجد فسيتغذى على ذاتك المحطمة. يتعمد الإساءة الكلامية والتهديد والإطاحة بالآخرين.

يسمح التسلسل الهرمي للوظائف بأن تصبح أماكن العمل أرضا خصبة للمتنمر، لذا كن منطقيا وغير عاطفي، واحرص على مراقبة المتنمر ودراسة شخصيته لتجعل من لغة جسدك وسيلة للحد من رغبته في السيطرة عليك.

 أحد أسباب ضعفك أمام المتنمر أن رأي الآخرين فيك يهمك، وهذا ما قد يدفعك لأن تتحمل تصرفات لا تطيقها. إن ما ينبغي أن يشغلك حقيقة هو أن تحتفظ باحترامك لذاتك حين تتعرض للانتقاد.

4) المسيطر:

يتدخل بأدق التفاصيل الصغيرة، ولا يشعر بالسعادة إلا إذا سارت الأمور على هواه حتى وإن كان المآل هو الهاوية.

إن المسيطر إنسان ماهر في جعل أسلوبه يبدو فعالا ومقبولا. لذا حين تشعر بأنك فقدت حريتك واستقلاليتك فاعلم أن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات مستقلة.

اشكر المسيطر على اهتمامه واتبع اقتراحاته، لكن تجاهل في الوقت نفسه نصائحه، وتجنبه حتى يستسلم.

طمئنه إلى أنك لا تشكل تهديدا له، ولا تحاول إرضاءه كي لا تتزايد طلباته.

5) المُراوغ:  

قد يفتقر المراوغ إلى المهارات اللازمة، فيتهرب من أداء مهمة لأنها تفوق قدراته. كما يمكنه أن يلجأ إلى تفويض آخرين للحلول محله، وإنهاء العمل بدلا عنه. إن التجنب والاختباء هو آليته المفضلة لمواجهة المصاعب.

يُخيب المراوغ أملك باستمرار لأنه يخشى ألا يكون على قدر المسؤولية. وهو شخص مخادع لا تتطابق أقواله مع أفعاله، وهدفه دوما ألا يخضع للمحاسبة.

كن واضحا في تحديد المهام التي عليه القيام بها، ودقيقا فيما تتوقعه منه. راقبه ولا تدع له فرصة تفويض العمل للآخرين مهما تظاهر باللطف. إنه إنسان راشد عليه تحمل نتائج عمله.

6) المُنافس :

المُنافس شخص مهووس بذاته لذا يقع في المآزق، ويخوض مواجهات لا داعي لها.

إنه إنسان ضيق التفكير ويؤمن بأن الانتصار هو الحياة بحد ذاتها، لذا يصعب عليه التعاون والتنسيق، أو تشكيل جزء من فريق !

يصر المنافس على أن توضع له قواعد خاصة، ويرى أنه يستحق معاملة مميزة.

للحد من سطوة المنافس عليك التفكير في إبقائه مشغولا للغاية، ومُركِّزا على التحديات والأهداف حتى لا يتسنى له الوقت للتبجح. وعند الاحتفال بالنجاح احرص على مكافأة الفريق ككل.

7) الفاشل في التواصل :

شخص ثقيل الظل ومُمل. يتحدث دون تفكير أو مراعاة، ويستعين بالإثارة لإخفاء ما يعانيه من قلق اجتماعي.

الفاشل في التواصل هو شخص يستولي دون إذن على مساحتك الخاصة وملكيتك، ويعبر في الغالب عن شخصية متقلبة وحادة الطباع دون سبب. إنه شخص محزن ومرهق، يستعمل مئة كلمة في الموقف الذي يتطلب كلمتين.

يتيح لك الفاشل في التواصل إمكانية مراجعة استراتيجيتك في الانتباه وحسن الاستماع، لذا عليك أن تكون حازما ولطيفا أثناء الحوار معه. عوِّده أن يوجز بأن تحدد له بضع دقائق أو تفضل مواصلة الحديث عبر الرسائل الإلكترونية.

كن ودودا ولا تأخذ تعليقاته اللاذعة على محمل الجد لأن الرد عليه سيطيل أمد الهجوم !

أخيرا، هل في حياتك إشارة لشخصية من تلك التي ذكرت في دليل ” سبع شخصيات تسمم حياتكم “!

يمكنك الاستماع لتلخيص الكتاب من خلال رابط حلقة سلسلة مطالعة استكتب الخاصة بكتاب سبع شخصيات تسمم حياتكم .