ضريبة هوليود.. ماذا يدفع العرب والمسلمون للظهور في الشاشات العالمية“، “قوة الصورة كيف نقاومها وكيف نستثمرها“، “المغالطات المنطقية في وسائل الإعلام“.. كل ما سبق وأكثر، غيض من فيض فكر يتسم ببساطة الكلمة وسهولة الأسلوب وتركيز الرسالة.

من هو أحمد دعدوش ؟

 كاتب وباحث أكاديمي سوري، مجاز في العقيدة والفلسفة من كلية أصول الدين، وحاصل على دبلوم الدراسات العليا في العلاقات الدولية، أنتج عشرات المقالات والمؤلفات والبرامج الثقافية، هو ضيفنا في برنامجنا الحواري لقاء في استكتب، فأهلاً ومرحباً بك.

  • متى بدأت الكتابة، وما هو الجنس الأدبي الذي شعرت بميل مبكر نحوه ؟

لا أذكر بداية واضحة، فالموهبة الأدبية كانت مغروزة كاستعداد فطري كما يبدو، ثم أبرزها انضمامي لحلقات تحفيظ القرآن الكريم في سن مبكر، فضلا عن تشجيع المدرسين والوالدين، وبما أني لم أفلح في كتابة الشعر فقد وجدت ضالتي في كتابة الخواطر والقصص في البداية، وقبل أن أتوجه للمجالات الفكرية لاحقا.

  • ما هي برأيك مقومات وشروط المقالة الفكرية؟

أبرز عوامل الإبداع في هذا المجال هو الاستناد إلى مخزون فكري متين، وأن يحمل الكاتب رسالة يقتنع بها ويدافع عنها.

  • تزدحم في المشهد الثقافي صنوف المقالات الفكرية، بعضها بنّاء، والآخر هدّام، فما هي المعايير التي يمكن الاعتماد عليها للتمييز بينهما؟

إذا كان الحديث عن التمييز بين البنّاء والهدام فالمعيار يرتبط في العادة بالمرجعية، فأنا بصفتي مؤمنا بالوحي وأحمل رسالة الإسلام فمن البدهي أن أرى فيما يناقض الوحي هدما. أما إن كان المقصود تخصيص التصنيف بالتمييز بين النقد البناء والنقد الهدام، فأعتقد أن من أهم شروط النقد البناء أن يعرض الكاتب الفكرة التي ينقدها بنفس الوضوح الذي نجده لدى صاحب الفكرة نفسه، ثم يشرع في نقدها خطوة خطوة، مع أكبر قدر من التروّي والإعذار وحسن الظن وترك مساحة واضحة بين الفكرة ومنتجها، وأن يضع الناقد في ذهنه احتمالات التأويل ويناقشها، وأن يستحضر أثناء نقده كل ما قد يخطر ببال صاحب الفكرة الأصلية من اعتراضات. وبغير هذه المنهجية ستبقى النقاشات الفكرية أشبه بحوارات المقاهي والنكاية الشخصية.

  • لقد أطلقت منذ مدة موقع السبيل، فلمن توجه محتواه، وما الذي تسعى من خلاله؟

نعيش منذ سنوات في مرحلة مضطربة جدا، بدأت باحتجاجات ضد الأنظمة المستبدة وتطورت إلى حالة غليان وتمرد ضد كل المرجعيات، وظهرت فيها مواطن الخلل والضعف وسقطت الأقنعة، حتى أصبح من الضروري إعادة هيكلة الكثير من الأفكار والنظم. وبما أن هناك جهودا مشكورة لسد الثغرات وإغاثة المتضررين في المجالات الإنسانية كافة، فقد وجدت أن المجال الفكري والعقائدي ما زالت شبه فارغ من هذه الجهود الضرورية، ويأتي مشروع السبيل كمحاولة للقيام بهذا الواجب وتثبيت عقيدة الشباب وتوعيتهم والإجابة على أسئلتهم الوجودية.

 

أحمد دعدوش

صورة من المقالات في موقع السبيل

  • ما هي أبرز إشكاليات الفكر العربي برأيك، وهل من مقاربة لإنعاشه في الوقت الراهن؟

الفكر وليد الظروف والبيئة في الغالب، وبعد أن كان المسلمون رواداً طوال قرون استيقظوا قبل نحو ثلاثة قرون على صدمة التخلف، ومازال الكثير من أفكارهم يدور في فلك النهضة واللحاق بالغرب. أول ما ينبغي فعله في رأيي هو فك الارتباط مع الثقافة الغربية الغالبة، فإصلاح عيوب التراث لن يحدث بتطعيمه بنفايات مستوردة.

  • ركّزت في أكثر من كتاب لك على دور الإعلام، وسيطرة الغرب على أروقته، لماذا بالتحديد هذا المنطلق، وما الرسالة التي تودّ أن توصلها من خلالها؟

دخولي مجال الإعلام قبل نحو عشر سنوات كان بدافع إيجاد منبر لتبليغ الرسالة، فالكاتب أو المثقف أو منتج الفكرة وناقدها قد لا يجد لصوته أي صدى إذا اكتفى بطرح نتاجه عبر الوسائل التقليدية ما لم يكترث له أصحاب المنابر. ونظرا لخلفيتي الأكاديمية في الفكر والاقتصاد والسياسة فقد وجدت في الوسط الإعلامي ساحة حرب لا تهدأ بين كافة الأقطاب على اكتساب النفوذ، ولا شك بأن الأقوى (الغرب) هو الأكثر نفوذا فيه، وإذا كان لي دور توعوي إضافي هنا فلا بد أن يكون لكشف أساليب التضليل واستعباد الجماهير، سواء من قبل الغرب نفسه أو غيره.

  • ما هي نصيحتك للمهتمين بصناعة المقالة الفكرية؟

أنصح بعدم التسرع في الكتابة قبل النضج المعرفي، ولا أقصد تراكم المعلومات فقط بل نضج الحس النقدي أيضا، وأن تكتمل أبعاد الصورة في ذهن الكاتب من كل جوانبها قبل طرحها للناس. وأنا أقر بتراجعي عن بعض المقالات التي كتبتها في صدر شبابي عندما كنت مزهوا بزادي القليل، وكلما ازددت علما أدركت الحجم الحقيقي لبضاعتي.

  • ما رأيك بالعمل الحر، وهل تراه حلاً مجدياً لأحد المشاكل الأساسية التي يعاني منها الشباب العربي؟

بالتأكيد، لا سيما مع انهيار الحكومات والمؤسسات أو تهالكها في بعض الدول، والأجدر بالشباب الآن البحث عن أي فرصة سانحة حتى لو لم تكن وظيفة مستقرة بدلا من انتظار وظيفة قد لا تأتي أبدا، وإن أتت فربما لا تجدي.

  • ما رأيك بمنصة استكتب، وهل ترى في توجهها نحو صناعة محتوى عربي مميز إضافة للمشهد الإعلامي والثقافي العربي ؟

حسب اطلاعي المبدئي على ما تقدمه فهي مشروع ممتاز يستحق التشجيع والنمو، ويبدو أنها تقدم حلولا جيدة وضرورية للشباب في هذا الجو المضطرب، وأتمنى لها التوفيق.