مؤسس صدى التقنية محمد سيد

 في لقاء مع استكتب 

( صدى التقنية )، الموقع العربي المعروف بمواكبته لكل ما يتعلق بعالم التقنية من أخبار البرامج والتطبيقات والشركات والأجهزة وأنظمة التشغيل. إذ يكاد لا يغيب عن ساحاته أية صغيرة أو كبيرة حول تطورات التقنية في العالم كي يقدمها في قالب ممتع ومميز باللغة العربية.

محمد سيد مؤسس ومدير موقع صدى التقنية ، هو مهندس مصري ومدوّن تقنيّ، وصانع محتوى متميز يشار له بالبنان، لما له من إسهامات بارزة في مجالات الكتابة التقنية في العالم العربي، محمد سيد ضيفنا اليوم في برنامجنا الحواري لقاء في استكتب، فأهلا ومرحبا بك.

  • كما جرت العادة، نتطلع والمتابعين إلى التعرّف عن بداياتك في عالم التدوين.

دفعني شغفي بمتابعة كل ما يتعلق بالتقنية إلى إدراك الفجوة الهائلة بين المحتوى التقني باللغة الإنجليزية ومثيله باللغة العربية، وهو ما شجعني على محاولة تغيير هذا الوضع من خلال الإيمان بقدراتي على المساهمة في تقديم محتوى أفضل باللغة العربية.

 

في ذلك وقت، كانت هناك 3 مدونات تقنية شهيرة، تطوعت للكتابة في إحداهن، وهو ما ساعدني كثيرا على تطوير قدرتي على التدوين عن التقنية، كما قدم لي نافذة هامة للنشر، وبعد حذف أحد الأخبار التي نشرتها لكونها غير مناسبة لتوجه رئيس التحرير، اتخذت قرارا بتأسيس مدونتي “صدى التقنية” كمدونة على بلوجر أستطلع من خلال ما أنشره فيها رأي المتابعين في المحتوى الذي أقدمه، وبعد حوالي عام كانت كل الأمور تشجعني على الاستمرار في التدوين.

  • لماذا اخترت التدوين التقني ، وهل لتخصصك الدراسي علاقة بذلك؟

درست هندسة الاتصالات والإلكترونيات، وهو أقرب المجالات للتدوين التقني، حبي وشغفي لمتابعة أحدث أخبار التقنية والتركيز على ما يسهل حياة الناس منها يسبق البدء في التدوين عن التقنية بسنوات طويلة.

ساعدني تخصصي الدراسي في الكتابة عن موضوعات لم تكن تتطرق إليها معظم المدونات ومواقع الأخبار العربية الأخرى، كما ساعدني في الاهتمام بالدقة وبكل التفاصيل.

  • ما هو تعريفك للكتابة التقنية؟

النشر عن كل ما يتعلق بالتقنية من أخبار وتقارير ومقالات، بالإضافة إلى كل ما يرتبط أو يتشابك مع التقنية، مثل علاقة الفن بالتقنية أو عن تأثير التقنيات على المستقبل وما إلى ذلك.

  • يتردد على لسان الكثيرين بأن اللغة العربية غير مؤهلة للتعاطي مع عالم التقنية والصناعات التكنولوجية، لاسيما وأن لغة التقنية اليوم هي اللغة الانجليزية، ما هو رأيك؟

أرى أنه استسهال ليس أكثر، لا  أرغب في ذكر جمل يعاد تكرارها مثل أن اللغة العربية غنية وما إلى ذلك، لكن من خبرتي في التدوين التقني ، يمكن صياغة أصعب الموضوعات التقنية بأسلوب بسيط ودقيق باللغة العربية.

  • ما هي مقوّمات الكتابة التقنية ؟

مقومات أي كتابة في البداية، الإلمام بقواعد اللغة وأن يملك الكاتب أو المدون حصيلة لغوية كبيرة تمكنه من التعبير عن ما يريد، بالإضافة إلى تطوير أسلوب يتيح له صياغة ما يريد بدقة وبساطة، يمكننا تلخيص المقومات من خلال الإلمام بقواعد اللغة وحُسن الصياغة والدقة التي تأتي من الفهم السليم للأخبار والتقنيات والبحث عن كل الموضوعات التي تعزز ذلك.

  • هل هنالك حاجة للكاتب التقني أن يتقن اللغات العالمية، ولماذا؟

لا بد من ذلك، لأن كبرى شركات التقنية أجنبية تنشر عن منتجاتها وتقنياتها باللغات الأجنبية، كما أن معظم مصادر الأخبار باللغة الإنجليزية.

  • ما هو تقييمك للتدوين التقني في العالم العربي؟

لست سعيدا، أعتقد أن المستوى كان أفضل قبل عدة سنوات، كانت هناك مدونات عربية واعدة لكنها للأسف لم تستمر، كما تحول الكثيرون للتدوين عبر الفيديو. مؤخرا، انتشرت العديد من المدونات التي تقدم ترجمة سيئة أو تنسخ الأخبار دون سياسة تحريرية تصب في مصلحة المستخدم العربي، لكني على كل حال متفائل.

  • ما هي أبرز العوائق التي تواجه المدوّن التقني؟

عربيا يواجه المدون التقني العديد من العوائق، إذا كنا نتحدث عن مدون مستقل، من الصعب أن يعتمد كليا على دخله من التدوين فقط لإعالة نفسه أو أسرته، وإذا كنا نتحدث عن إنشاء مدونة وإدارتها فإن عائق الوقت وعدم الدعم وقلة الدخل كلها عوائق كبيرة، إذ تحتاج مشروعات المحتوى إلى صبر وجهد كبيرين لتحقيق نجاح وإيرادات مقبولة.

  • صدى التقنية محطة هامة في ميدان المحتوى العربي، ما هي توجهاتكم التي تسيرون عليها للحفاظ على هذا المستوى وما الذي تطمحون إليه؟

أتمنى أن نكون دائما عند حسن ظنكم بنا، هدفنا واضح، وهو التركيز على ما يهم المستخدم العربي مع مساعدته على استخدام التقنية في تحسين حياته، مع الحفاظ على أسلوب بسيط وعدم التنازل عن الدقة، كما نطمح بأن تتاح لنا الإمكانيات التي تساعدنا في توفير محتوى متنوع يناسب المنصات المختلفة بما في ذلك يوتيوب، ونخطط إلى إطلاق المزيد من مشروعات المحتوى تحت مظلة صدى التقنية منها موقع متخصص في نشر أخبار الشركات الناشئة وريادة الأعمال.

  • أخذ التدوين التقني أشكالاً متعددة، مرئية وصوتية ونصية، أيها الأكثر طلبا وتأثيرا على المتابع العربي؟

يحظى المحتوى المرئي أو الفيديو بأهمية كبيرة مؤخرا، نظرا لشعبية يوتيوب الكبيرة (الإنترنت بالنسبة للبعض يوتيوب!)، لكن لا يزال المحتوى النصي الأهم والأكثر انتشارا، وفي ظل نمو انتشار المحتوى الصوتي متمثلا في البودكاست عالميا، من المتوقع أن ينمو عربيا خصوصا مع وجود بعض المحاولات الرائعة الآن.

  • ما هي ميادين الكتابة التقنية ؟

لا حصر لها! ترتبط التقنية بكل مجالات الحياة، كما تتنوع المجالات بين الكتابة عن الأجهزة بما في ذلك الهواتف والحواسب، بالإضافة للكتابة عن تطبيقاتها المختلفة، أو الكتابة عن ريادة الأعمال والمشروعات الناشئة، أو الكتابة عن البرمجة أو تقنيات التعليم أو ما يربط بين الحكومات والتقنية مثل كيفية استخدام التقنيات الحديثة في تطوير المدن على سبيل المثال، إلى جانب أخبار العلوم بما في ذلك أبرز الأبحاث العلمية وأخبار الفضاء والصحة.

  • محمد سيد هو من روّاد الأعمال المعروفين، ما هي نصيحتك للروّاد الناشئين؟

كناشر أسست وأدير مشروعا للمحتوى، أنصح بأن تكون هناك خطة واضحة من اليوم الأول قابلة للتطوير بالطبع، كما أنصح بالاهتمام بفريق العمل وبالصبر والاجتهاد والتطوير المستمر، لا بد من وجود معايير للتقييم تتيح قياس مدى جدوى الاستمرار في المشروع أو ضرورة التوقف، كما أن للتسويق نفس أهمية إنتاج المحتوى بجودة عالية.

  • من هي الأسماء التي يعترف محمد سيد بفضلها عليه في تغذية ميوله لهذا المجال، وتشجيع خطواته الأولى؟

محمد الساحلي ويوغرطة بن علي من المغرب لدورهم الريادي في التدوين عن التقنية، وعبد الله المهيري من الإمارات لدوره في تشجيعي على أهمية التدوين.

  • استكتب منصة ناشئة في عالم صناعة المحتوى النصي، ما هي رؤيتك لها، وما النصائح التي ترى فيها تسديدا لخطواتها؟

وجود منصات للمحتوى مثل استكتب خطوة هامة لتعزيز وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت، أرى أن دور استكتب والمنصات المشابهة سيتعاظم في المستقبل الكبير مع نمو الحاجة إلى محتوى بجودة عالية، أنصح بالاهتمام أكثر بالتسويق وبأن لا تقتصر المنصة على المحتوى النصي.