لماذا تكتب؟

هو السؤال الذي طرحناه على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة باستكتب، فأتتنا الأسباب تباعاً كانهمار المطر، كلّ يعبّر عن الدافع وراء هذا الفعل الجميل.

فالكتابة فعل انزياح عن الواقع صوب عوالم أخرى، يؤسسها الوجدان والخيال.

أن تكتب معناه، أن تنثر على البياض حبر همومك وانشغالاتك، وأحلامك وطموحاتك. أن تمنح وجودك قيمة مضافة بنقل حيز منه إلى دائرة المتاح على صعيد الإنسانية، فالكتابة تُحررك من الأنانية!

إنه السؤال الذي قد يفجأ الذات في دورة الروتين اليومي فتنقل أحاسيس ورؤى دافئة:

 أكتب من أجل الشغف، يقول خير الدين بنموسى، من أجل العشق التام المتكامل لهذا الفن. أكتب ما أعيشه في عوالمي المتوازية وأعيد بناءه بالحروف والكلمات.

 هل يستوفي الشغف وحده مبررات الكتابة؟ بالتأكيد لا !

أكتب حتى لا أنفجر.. كثير من الكلمات لا أستطيع قولها لكن يمكنني كتابتها، فأجد في ذلك عزاء لنفسي وأفكاري، يقول عبد الرحمن أبو عصام رشاش.

والكتابة تحرر، يقول عثمان الفتحي: أكتب لأنجو بأفكاري ..لأحررها من سجني وتهرب لغيري. أكتب لأن الكتابة فن والفن يحتاج دربة وتعلما. أنا امسك القلم وهذا جيد للروح وللعقل، إنه مؤشر تحفيزي مهم.

تضيء الكتابة عتمة الذات، وتسمح للأنا أن يسترد حضوره في عالم يضج بألوان الغموض:

“أكتب لعلي أفهم من أنا و ماذا أكون فأُخَلّصني، بذلك من معمعة أفكار أرهقتها الحياة.” نور الإيمان.

رأي مماثل يعبر عنه صاد العلي بقوله:” أكتب لأثبت اللحظة.. أكتب لأقيد الفكرة.. أكتب لكي لا أنسى.

أكتب لأحاكم نفسي وأعذر قلقي وأطرد الصراع الداخلي في عقلي ووجداني. أكتب لأنني اعتقد في سحر الكلمات وقوة المعاني.”

أما سهام دعاء الريان فتبحث في ثناياها عن الملاذ والود المفقودين في عالم الحس:” أكتب لأن الكتابة ملاذ الروح، وهي مساحة ود بيني وبين نفسي، كما أنها العالم الجميل الودود الذي أجد فيه السلام المفقود على الأرض. على الأوراق تنتهي الأحزان ،وتنمو الآمال، وتزهر القلوب.

 

وتصر فتاة من العالم الآخر على أن الكتابة تحليق، وسفر يحررك من ضيق اليومي و المعيش: ” أكتب لأسافر إلى عالم آخر عبر سفينة شراعها كلمات تطفو في بحر اللغة.

أكتب كي أنغمس كل مرة في رحلة جديدة لمدينة بعيدة. هناك حيث أجدني أداعب حروفي و أراقصها على أنغام لغتي.”

أحيانا قد يفقد السؤال ذاتُه معناه لتصبح الكتابة فعلا غير مبرر، لنقل وجها آخر لعملة الإنسان الفاني. وهو المعنى الذي يعبر عنه محمد الأمين بركات باستحضار سؤال سابق للكاتب المصري يوسف إدريس:

” سُئل يوسف إدريس لماذا تكتب ؟

أكتب لأني أحيا..

ونقول مجيبين: “أتُسْأَل الغيمة لم تمْطر؟ “

 

يتبع،