محمد أحمد: تجربتي مع استكتب

محمد أحمد : كاتب تقني 
يواجه المستقل العربي عدة تحديات، لعلَّ أبرز انعدام الأمان الوظيفي وحالة عدم اليقين الدائمة الناتجة عن ضعف السياسات القانونية في المنطقة بخلاف العمل التقليدي. وعلى الرغم من أنّ بعض المشكلات قد حُلَّت في السنوات الأخيرة مع ظهور منصات العمل الحر، لكنها أيضًا نسجت بدورها تحديات أُخرى ألزمت المستقل بقيودٍ جديدة متدعية حفاظها على نموذج آمن لجميع الأطراف.

حالي كحال الكثير من الشباب العربي الذي اتجه لل*عمل الحر كوسيلة للنجاة والتغلّب على التحديات التي يواجهها في مجتمعه، انخرطت في العمل الحر منذ 3+ أعوام متنقلًا بين المنصات وباحثًا في أعالي محيطات الإنترنت، حيث عالم مليء بالمستقلين ذوي الخبرات الكبيرة والمنافسة الشديدة، مواجهًا تحديات عديدة.

وفي وسط كل هذه الفوضى، وعلى جانبٍ آخر، تعرَّفت على منصة استكتب لخدمات صناعة المحتوى، عبر توصية من الأستاذ يونس بن عمارة، وبفضل الله أنشأت حسابًا في المنصة، توثَّق بعد أيام قليلة لحظت خلالها سرعة الدعم الفني لديهم، ثم شرعت بعرض خدماتي عبر المنصة.

وما لبثت إلا أيامًا حتى صحوت على إشعارِ تنبيهٍ من منصة استكتب بأن أحد العملاء الأكارم طلب إحدى خدماتي عبر المنصة. وهذه كانت أول خدمة بِعتها على المنصة ومررت بتجربة مميزة أُعجبت بعدها بنظام استكتب والمستكتبين.

حسنًا، حتى تشعر بما كنت أعيشه قبل الانضمام إلى «استكتب»، دعني أُخبرك أن الخدمة التي كنت أُقدِّمها هي الكتابة التقنية وإعداد المقالات والأدلة التقنية والاقتصادية المتخصّصة، وهذا النوع من الكتابة لا يشبه الأنواع الأخرى، فعلاوةً على صعوبته، إنّ الوعي بأهميته والفروقات بينه وبين أنواع المحتوى الأخرى يكاد يكون منعدمًا بين أصحاب المشاريع، وفي الغالب لا يتم تقدير قطعة المحتوى التي تصنعها جيدًا وتُصنَّف كالمحتوى العادي.

لكن، مع استكتب، كان الأمر مغايرًا تمامًا، إذ أنّ العملاء في المنصة يُدركون أهمية المحتوى وجودته ويُقدّرون قيمة صُنّاعه جيدًا. وبالرجوع إلى العميل الذي طلب أول خدماتي في استكتب، فقد كان عملًا رائعًا استمتعتُ بالعمل عليه ووجدت شخصًا يُقدّر أهمية المحتوى ويعرف الفرق بين أنواعه جيدًا.

من وجهة نظري، هذه أهم التحديات التي واجهتني خلال عملي على منصات العمل الحر الأخرى:

  • صعوبة جلب العملاء في ظل ارتفاع المنافسة بين المستقلين
  • عدم التزام العميل بالدفع
  • أسعار متدنية للغايّة

ومنصة استكتب في اعتقادي تتجاوز وتحاول حل معظم تلك التحديات. حسنًا، ولكي أكون صادقًا، تعاملت مع عملاء جيّدين في أماكنٍ أُخرى، لكن ما يُميّز استكتب حقًا هو تقدير معظم أصحاب المشاريع الجودة على الكم ويُقدّرون عمل صانع المحتوى.

أضف إلى ذلك أن المنصة تضع حدًا أدنى لكل خدمة لا يجوز لأي مستقل تقديم خدمته بسعر أقل منها، وبهذا فهي تُخرجك من وحل التنافس غير الشريف مع مستقلين دون مستواك وخبرتك والاضطرار لقبول أعمال بأسعارٍ متدنية. تعمل منصة استكتب كذلك كوسيط بيك وبين العميل وتضبط العلاقة بينكما لتحفظ حقوق كلا الطرفين وتُجبر العميل على الدفع لك في حال استلم طلبه.

أخيرًا، أود القول بأن التجربة التي عشتها مع استكتب كانت جديرة بتدوينها، آمل أن تكون دافعًا لشخص ما يُريد أن يسلك مسار العمل الحر لكنه مترددًا بشأن التحديات والأحاديث الجانبية السلبية المنتشرة في أرجاء الإنترنت عن العمل الحر.

لا تزال الفرصة أمامك لكي تلتحق بالركب. صحيح أن العمل الحر ليس جنة كما يحاول البعض تصويره لكنه أيضًا لن يكون جحيمًا، كل ما تحتاجه للنجاح هو صقل مهارتك جيدًا واختيار المكان الصحيح لتقديم خدماتك كعامل حر، وأعتقد بأنّ منصة استكتب ستكون نقطة انطلاق جيدة لك.

 

حقوق الصورة