من طرائف المتنبئين

 

كلنا يعلم النهاية المؤسفة لمسيلمة الكذاب، الذي ادّعى النبوة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وسعى لتقليد آيات القرآن تقليدا مُضحكا كشف خفّة عقله، وبحثه عن الجاه والزعامة.

إلا أن السنوات اللاحقة شهدت تكرار المحاولة، وظهور أدعياء للنبوة على صنفين: صنف ادّعى النبوة طلبا للدنيا، وآخر توهم أنّه مصلح أو رجل عظيم فصدّق ذلك وسعى لإظهاره وتطبيقه.

وكان لأغلبهم طرائف ومفارقات مع الحُكام أو عامة الناس حفظتها المكتبة الأدبية من باب الترفيه على النفس، وتوثيق ما طبع الحياة الاجتماعية آنذاك!

منها أنّ رجلاً ادّعى النبوة زمن الخليفة المهدي فاعتقلوه وحملوه إلى الخليفة، فقال له: أنت نبي؟

قال: نعم.

قال: وإلى من بُعثت؟

قال: أوَ تركتموني أذهب إلى أحد؟ ساعة بُعثت اعتقلتموني!

فضحك الخليفة وأفرج عنه.

وجاؤوا إلى الخليفة المأمون بمُدعٍ للنبوة فسأله: هل لك علامة؟

قال :نعم، علامتي أني أعلم ما في نفسك

قال: وما في نفسي؟

قال :أني كذاب!

قال : صدقت . وأمر به فوُضع في الحبس

بعد أيام سأله الخليفة: هل جاءك وحي؟

رد المتنبئ: لا، لأن الملائكة لا تدخل الحبس!

فضحك الخليفة وأطلق سراحه.

وادّعت امرأة النبوة فلمّا جيء بها إلى الخليفة سألها: من أنت ؟

قالت : أنا فاطمة النبية !

قال : أتؤمنين أن ما جاب به محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق؟

أجابت: نعم

قال: فإن محمد قال: لا نبي بعدي

ردت: صدق، فهل قال: لا نَبية بعدي؟

فضحك الخليفة حتى غطى وجهه!

وتنبأ أحدهم زمن المأمون فقال له: ما مُعجزتك؟

قال: سَل ما شئت!

قال: خذ هذا القفل وافتحه

قال: أصلحك الله، لم أقل لك أني حداد!

فضحك المأمون وأمر له بنفقة.

هل تعرف قصة أخرى عنهم؟ أخبرنا بها ..

حقوق الصورة البارزة