نصائح يحتاجها المدقق اللغوي

لا يخلو عمل من أن يكون فيه مزالقُ ومهاوٍ، يقع فيها القائم بهذا العمل جهلاً أو سهواً، ولا نقول عمداً، لأنه إذا عمد إلى ذلك فقد أساء وظلم، ومن أجل تفادي الوقوع في شيء من ذلك، نقدم بعض النصائح والتوصيات لمن أحبَّ أن يركب متن هذا العمل، فيكون فيه الفارس الصنديد والماهر المُجيد:
1- قد يدخل الملل أو التعب أو السأم وربما التوتر نفس المدقق اللغوي ، لذلك عليه أن يبعد كل ذلك عنه، فلا يبدأ العمل وهو يعاني شيئاً من ذلك ولا يستمر بالعمل متواصلاً دون راحة، بل عليه عندما يرهق أن يمنح نفسه استراحات وفواصل جيدة، تكفي ليستعيد نشاطه وعزيمته وتركيزه الذهني والنفسي، وهنا لا نحدد ذلك بمدة معينة فهذا مداره على ظروف المدقق اللغوي والتزاماته، والفترة المتاحة له لإنجاز عملية التدقيق.
2- لكي يكون المدقق اللغوي ناجحاً وواعياً بآنٍ معاً، فإن عليه أن يحفظ المصطلحات والتعاريف والكلمات الرئيسة المتعلقة بمجال عمله مدققاً لغوياً؛ وبالأخص: ما يكون في حالة مباشرة له من تدقيقات وتصحيحات؛ فلو فرضنا أنه باشر العمل مدققاً لغوياً في إحدى الصحف السياسية: فإن عليه معرفة أسماء الشخصيات والحوادث والقضايا والإشكالات السياسية الهامة، لئلاَّ يقع في زلة أو هفوةٍ، ومثل ذلك إذا كان عمله في المجالات الدينية، فيجب عليه أن يكون مطلعا على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وحافظا لها ما أمكنه ذلك، لكي يتأكد في حال وجود أي خطأ يخصها في النص الذي يدققه، وكذلك إذا كان عمله في المجال الرياضي، فعليه معرفة أسماء اللاعبين وأنديتهم ومنتخباتهم، وكل ما يتعلق بهم، وهكذا في كل مجال من المجالات.
3- أن يستفيد من أخطائه التي وقع فيها في بدايات عمله في التدقيق اللغوي ويتجنبها في المرات اللاحقات.
4- قراءة النص مرة أو اثنتين أو أكثر إن لزم الأمر قبل أن يبدأ تدقيقه، والاستعانة بالوسائل والشروح المعينة على فهمه، وذلك ليفهم بدقَّةٍ النص الذي بين يديه، وألَّا يبدأ التدقيق اللغوي حتى يفهمه ويحيط به إحاطةً تامةَّ كأنه من تأليفه هو؛ لأن الفهم الخاطئ سيؤدي حتماً إلى وقوع أخطاء بل كوارث وطامَّات في عملية التدقيق اللغوي؛ نتيجة سوء الفهم وضعف الإدراك.
5- حذارِ حذارِ من التباسِ الألفاظ والتعابير، فكثيراً ما يُلَبِّسُ البعض، فيُدرجون الحركات الإعرابية في كلامهم، حتى يحسبها الناس فصيحةً. فيجب الانتباه من الوقوع في ما درج عليه الناس من صيغة منحولة من الترجمات المنقولة عن اللغات الأجنبية؛ فتلك مشكلة كبيرة تفشى في الناس منذ قرن تقريباً؛ وهنا يأتي دور المدققين اللغويين في علاجه ومكافحته.
6- على المدقق اللغوي الاجتهاد في فهم السياق والسَّباق والمنطوق والمفهوم من عبارات النص ومفرداته، ولا حرج في أن يقوم بقراءة الكلمة أكثر من مرة، ليفهمها في ضوء ما تقدم، لا أن يحصر نفسه في الناحية الإعرابية أو الإملائية دون غيرها، وذلك لكي يكون قادرا على الحكم عليها بصورة دقيقة صحيحة ويحدد حاجتها التصحيحية.
7- يرى بعض الباحثين: أنه يجب على المدقق اللغوي أن يتخصص في مجال واحد فحسب، وهذا ربما رأي غير سديد، فالمدقق مثل الطبيب يعالج كل من يحتاج العلاج، لا يفرق في ذلك بين شخص وآخر، فالمدقق اللغوي معنيٌّ بالألفاظ وسلامتها نطقاً وإملاءً ودلالة.
8- قراءةُ الكلماتِ بصوتٍ عالٍ ونطقُ كلِّ كلمةٍ ببطءٍ ووضوح. للتَّحقُّقِ من وجودِ أخطاءٍ قد لا تُلاحظها أثناء القراءة الصَّامتة السَّريعة.
9- يرى بعضهم ضرورة تشغيلُ المُدقِّق الإملائي في برنامجِ مُحرِّرِ النُّصوص Microsoft Word. هذا المُدقِّق النَّحوي والإملائي سيِّءٌ غالباً، وهذا الإجراء قد يُساعدك في اكتشاف الكلمات التي تحتاج تصحيحاً، كالخطأ المطبعي والإملائي ومع ذلك، قد يوقعك في أخطاء أخرى تغفل عنها إذا لم تكن متمكناً من صنعتك.
10- في برنامجِ مُحرِّرِ النُّصوص Microsoft Word، يمكن استخدام ميزة تعقُّب التَّغييرات Track Changes عند تدقيقِ نصٍ ما لغوياً، هذه الميزة مُفيدة لمعرفة أين وقع التَّصحيح، ويُعطي مجالًا لقبوله أو رفضه، ويُفيد المدقق اللغوي عندما يودّ إرسال ما دققه إلى من هو أعلم منه أو لصاحب العمل؛ للاستفادة من ملاحظاته وتوجيهاته، ليعرف هو بدوره أين قام بالتَّعديل بالضبط.
11- حين تبدأ عملية التدقيق اللغوي، يقيناً ستُصادف المدقق اللغوي كلماتٍ يحتارُ في ضبطها، ولا يكون حينئذٍ مُتأكِّداً هل هي نعتٌ أم حال مثلاً؟ وهكذا…في هذه الحالة لابد من طلب المساعدة ممن تراه خبيرا في هذا المجال.
12- عند تدقيق أي موضوع يحوي أسماءَ أشخاصٍ أو مُصطلحاتٍ علمية وتقنية، فيجب التأكد تماماً من تهجئة الاسم أو المُصطلح بشكلٍ صحيح.
13- يجب الانتباه لتدقيق العناوين الرَّئيسة، والفرعية والحواشي. مع الانتباه لما في الهوامش مع العمل على تدقيقها من خلال مطابقة الأرقام والتأكد من تسلسلها في المتن، والمَتْنُ هو النَّصُّ الأصلي للكتاب.
*الاطلاع المستمر ومعرفة الأخطاء الشائعة فهي أشبه باللُّقاح الطبي الذي يعطي الجسم الحصانة التلقائية ضد المرض ولكما كثرت اللقاحات اتسع نطاق المناعة.
14- الاجتهاد في امتلاك مهاراتٍ أُخرى بجانبِ التَّدقيق، كالطِّباعة، التَّنسيق، التَّحرير، الفهرسة، وكيفيةُ كتابةِ الرَّسائلَ الجامعية والمقالات بأنواعها.
15- التركيز على علاماتُ التَّدقيق: (الحذف، الإضافة، الاستبدال، التَّقريب، الإبعاد…إلخ).
16- إتقان مواضع واستخدامات علامات الترقيم، فلا تهمل و لا تستعمل بشكل اعتباطي غير منهجي.
17- ليس هناك تحديد لعدد مرَّات التَّدقيق، دقِّق حتَّى تشعر أنَّهُ لم يبق أي خطأ.
18- يجب أن تكون لديك سُرعة بديهة ومهارة في الأداء، فالمُدقِّق الجيِّد يحتاج ما بين خمس وسبع دقائق، لتدقيق صفحة مكتوب فيها مئتان وخمسون كلمة.

 

حقوق الصورة البارزة