تعريف التحقيق الصحفي

 

التحقيق الصحفي هو أحد أهم أنماط التغطية التحريرية و النشر الصحفي ، لكونه يقوم على تفسير وتعليل الأحداث والقضايا المهمة، وتناولها بالاعتماد على آليات البحث و الاستطلاع و التحليل الواقعي ، ورصد البيانات و المعلومات ، مع الاحتكام إلى وجهة نظر صائبة، ويدعمه في الغالب استخدام الفن التصويري .

أهمية التحقيق الصحفي

وتكمن أهمية التحقيق الصحفي في استهدافه لأمرين أساسيين:

أولهما تشكيل الرأي العام والتأثير فيه من خلال كشف تصرفات غير مسؤولة ودفع الجمهور لاتخاذ مواقف بشأنها.

والثاني هو تكوين قوة مضادة حين تحاول السلطات القائمة، سواء الحكومية أو الاقتصادية ، أن تقيد أو تشوه المعلومات المتصلة بمسائل لها أهميتها لدى الناس عموما.

ومن أشهر الأمثلة على ذلك: التحقيقات الصحفية التي قام بها كل من بوب ودوارد وكارل بيرنشتاين لفائدة صحيفة الواشنطن بوست، ضمن ما يعرف بقضية ووترغيت، التي اتهم خلالها الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بالتنصت على الحزب الديموقراطي الأمريكي، وأدت إلى الإطاحة به سنة 1974.

وتعتبر العديد من الدراسات الصحفية أن أهمية التحقيق الصحفي تكمن في سعيه للإجابة على سؤال لماذا ؟ و من؟، حيث يتم تسليط الضوء على المشكلة أو القضية لفهم خلفياتها وبحث سبل حلها. كما تظهر أهميته كذلك في كونه قادرا على إعادة تفسير المشكلة، وتعزيز البحث بكافة الأدوات الفنية المساعدة من رسوم وإحصاءات وصور ،خاصة مع زيادة تغيير التركيبة الاجتماعية، وارتفاع الوعي بفضل التعليم وثورة تكنولوجيا الاتصال.

ويتخذ التحقيق ثلاثة أشكال رئيسية هي:

أشكال التحقيق الصحفي

  • التحقيق التحريري

وهو نمط تغلب عليه المادة التحريرية وهيمنة الكلمة المكتوبة، لكنه قد يدعم ببعض الصور والرسوم والأشكال التوضيحية. وهذا الشكل يتطلب جهدا كبيرا أثناء الإعداد بالنظر إلى اعتماده على مجموعة من المصادر، واستخدامه لأدوات مناهج البحث العلمي الاجتماعي.

  • التحقيق المصور

ويعتمد بشكل أساسي على الصور الفوتوغرافية، بحيث يكتفي المحرر بعمل مقدمة للتحقيق، وإرفاق الصور بعبارات مقتضبة لتكون عاملا مساعدا فحسب.

  • التحقيق المرسوم

ويستعين خلاله المحرر برسام الصحيفة أو المجلة، حيث يتم توزيع المادة التحريرية تحت الرسوم. غير أن هذا النوع قليل الاستخدام.

أقسام التحقيق الصحفي

ويمكن أيضا تقسيم التحقيق الصحفي بحسب الدور الوظيفي إلى خمسة أنواع

1. تحقيق الخلفية

والذي يُعنى بالبحث عما وراء الخبر.

2. تحقيق الاستعلام

ويعتمد على اختيار قضية أو موضوع، وإلقاء الضوء عليه لتشكيل الرأي العام.

3. تحقيق البحث

ويسعى إلى الكشف عن قضايا غير معروفة مسبقا لدى القراء. وهو أقرب إلى التحقيقات التي تُجريها الشرطة لكشف الجرائم.

4. تحقيق التوقع

ويهدف إلى مساعدة القارئ لمعرفة كيف ستتطور قضية أو حدث، وبالتالي فهو لا يهتم بوصف الوقائع، وإنما باستشراف تطورها اللاحق وما يمكن أن تؤول إليه.

5. تحقيق الهروب

ويميل عادة إلى إبعاد القارئ عن المشاكل اليومية، بالتركيز على جوانب مسلية وممتعة، كالظواهر الطبيعية الغريبة، والأحداث المثيرة، وأخبار المشاهير و النجوم. لكن هذا النوع لا يخلو من ضرر لكونه يصرف الناس عن التفكير في مشكلاتهم.

إن التحقيق الصحفي كشكل تحريري ، وبخلاف باقي الأنماط الأخرى، يتطلب التقيد بسمات معينة من بينها : الواقعية، والدقة، والتجرد، والتوازن. كما يُلزم معد التحقيق بمواصفات محددة أهمها الصبر والإيمان بالموضوع المطروح، والجهد في التنقيب عن المعلومات.