المحتوى هو الملك! المحتوى هو الملك!

دومًا تسمع” المحتوى هو الملك! المحتوى هو الملك!”، وربما تندهش من هذا الإصرار الغريب على هذه النصيحة لأي شخص يُبنى عمله على الإنترنت، من خلال موقع أو مدونة؛ فلابد من عمل قسم خاص بالتدوين، قد يضم عدة تدوينات خاصة بما يطرحه الموقع، أو تدوينات تثقيفية، تلقي الضوء على الكثير من الأشياء الهامة، المتخصص فيها الموقع بالفعل.

عودة لذات السؤال: لماذا سيظل المحتوى هو الملك؟ دعني أجيبك عن هذا السؤال من خلال طرح فوائد التدوين السبعة التي  ستجنيها من التدوين أو كتابة المحتوى:

الفائدة الأولى:

سيظل المحتوى هو الملك؛ لأن هذا هو ما يبحث عنه الناس. محركات البحث – وعلى رأسها جوجل– تقوم في معظمها على أساس بحث الناس الدائب مع أجوبة لأسئلتها.

 

محركات البحث

 

 هذه الأسئلة هي ما تقودهم لمدونات ومواقع تحتوي على أجوبة شافية لما يبحثون عنه. عندما تقوم بعمل مدونة، وتهتم بإتاحة مجموعة من التدوينات أو المقالات، وتطرحها عبر قواعد السيو؛ فإنك بهذا تضمن عددًا لا يُستهان به من العملاء المحتملين، الذين سيأتون إليك يوميًا دون أن تتعب في البحث عنهم.

 أي أن المحتوى الذي تقدّمه سيجعل الزوّار يفدون إليك عبر بوابة موقعك أومدونتك المفتوحة على مصراعيها.

الفائدة الثانية:

عندما تطرح منتجًا ما، أو خدمة ما؛ فما الذي سيجعلني أهتم بك؟ أنا لا أعرفك، وحتى لو كانت سيرتك الذاتية ملهمة؛ سينتابني بعض الشكّ في مقدرتك على ما تقدمه.

يأتي المحتوى ليغرس بعض الثقة في نفسي ناحيتك، أقرأ تدويناتك؛ لأجد فيها بعض ما أبحث عنه. هنا تنشأ الثقة بيني وبينك. المحتوى يخلق ثقة فيما يقدمه صاحب المدونة أو الموقع.

الفائدة الثالثة:

هل تسمع عن الأفلييت، أو نظام التسويق بالعمولة؟

 في الحقيقة هو قائم على المحتوى الذي تكتبه. عندما يقوم أحدهم بالحديث عن كتابٍ رائعٍ قد قرأه، ويتكلم بطريقة تحفيزية ملهمة، تجعل القارئ يسيل لعابه؛ ليقرأ هذه التحفة، ثم يضغط على رابط الكتاب الموجود بلون مختلف، ويشتري نسخة ورقية أو إلكترونية.

 المحتوى هنا صنع عميلًا حقيقيًا، تأثر بما يقرأه أو يسمعه، وتصرف على أساسه. طبعًا قسْ على هذا كل شيء قابل للبيع، من خلال محتوى جيد، صادق، لا يعتمد على التهويل أو المبالغة؛ بل يشرح الأمور بشكل متزن وحقيقي.

 أنت تصنع طابورًا من العملاء يقف؛ لكي يُجرب ما جربته أنت، ويستمتع بما استمتعت به أنت. نصيحتي عندما تقوم بعمل تدوينة عن منتج؛ فلا تتحدث عن شيءٍ لا تعرفه أو لم تجربه. الأمانة أن تتكلم عن شيء قد عرفته وجربته فعلًا.

الفائدة الرابعة:

وماذا لو لم يكن هناك منتجات تتحدث عنها؟

 في الحقيقة عندما تقدم محتوى مجاني، لا يعتمد على منتجات معينة، تربح نسبة منها؛ وترغب في تثقيف الناس في شيء ما؛ فهذا شيء عظيم. شيء عظيم؛ لأنك ربما تتحدث عن شيء جديد في العالم العربي.

هذا الشيء لن يتقبله الناس بسهولة. لهذا تبدأ في نثر مقالاتك وتدويناتك بشكل منتظم وذكي. الحقيقة أن المحتوى هنا يقوم بتغيير طبيعة القرّاء ببطء.

فأنت تغرس أفكارك من خلال التدوين، تخلق قاعدة متابعين لك، تنمو ببطء، وتتابع ما تكتبه بنهم، وتقوم بمشاركة تدويناتك؛ لتجلب لك المزيد من العملاء المحتملين.

الفائدة الخامسة:

التدوين يخلق متابعين، والمتابعون يجلبون متابعين أكثر، وحركة المرور الهائلة هذه؛ ستجعل الشركات الخاصة التي تريد الإعلان لديك؛ تهرع إليك وتدفع لك، من أجل أن تضع إعلاناتها عندك.

الفائدة السادسة:

التدوين رائع على المستوى الشخصي؛ فأنت عندما تُلزم نفسك بكتابة تدوينة كل يوم، أو كل أسبوع؛ فأنت تمارس الكتابة، وتجوّدها، وتتعلم وضع أفكارك بشكل محدد ومنطقي على الورق، والأكثر أنها ستتيح للناس أن تتفاعل معك، وتشاركك آراءها.

 

فوائد التدوين

 

 

الفائدة السابعة:

التدوين يعلمك الالتزام، إنجاز المشاريع، يعلُّمك كيفية أن تفكر في الشيء وتفعله دون تأخير. بمرور الوقت هذا؛ سيخلق عادة صحية لك؛ ستجني ثمارها على المدى البعيد.

 

وبعد استعراض فوائد التدوين أعلاه، هل تلمست إحداها في طريق صناعتك للتدوين من قبل؟

 

بقلم عارف فكري – مدون وروائي وكاتب سيناريو من مصر

 

حقوق الصور البارزة