طارق لم يستسلم، وجرّب استكتب

طارق الموصللي من مصر، كاتب ومترجم طموح، لم يستسلم للقدر الذي أحاط بمهنة الكتابة، تلك المهنة التي لطالما أخذت من عمره ومن جهده الشيء الكثير ولم يقدّرها إلا ما رحم ربّي.. خاض تجربته الأولى في استكتب، وأرسل لنا حديثا شيّقاً عن تلك التجربة، فإليكم ما كتبه لنا.

“كان يجب عليّ أن أستسلم، فمن الواضح أنّ مهنة الكاتب أصبحت من المستحاثات، وأن الزمن الحالي هو زمن “المصممين والمبرمجين” فقط!

هذا ما كنت أحدّث به نفسي، بعد أن قضيت قرابة ستة أشهر في محاولة نيل حقّ الكاتب بداخلي.

و إليكم القصة بإختصار:

انضممت منذ بداية العام الجاري إلى زمرة (المستقلين –Freelancer ) وكان ذلك من بوابتيّ كتابة المقالات والترجمة، ولأن المجال ما زال يحبو في عالمنا العربي، فكان لزاماً أن يكون ذلك العمل تحت مظلة منصات للخدمات المصغرة، حيث تبدأ أسعار الخدمات من 5$.  قضيت حينها أشهرا عديدة في كتابة المقالات الرخيصةُ ثمناً، القيّمةُ جودةً، إذ إنّي لم أكن أعمل لأجل المال بالمقام الأول، فكانت بدايتي في كتابة 5 مقالات لقاء 4$، بعض تلك المقالات كانت “ترجمة لمقالات أجنبية“، أي أنّ الجهد فيها مضاعف!

كانت المقالة الواحدة تستغرق ما لا يقلّ عن ساعتين لثلاث ساعات، ما بين إختيار الموضوع، وترجمته، ومن ثم تنسيقه تنسيقاً احترافياً. كلّ ذلك مقابل أقل من 1$!

هنا، توقفت عن أداء مثل هذه الخدمات، وانتقلت لمجالاتٍ أخرى تستهلك جهداً أقل يتناسب مع الإيراد الضعيف من وراءها.

واستمر بيّ الحال إلى أن صادفت منشوراً على فيس بوك يتحدث عن المنصة العربية الأروع “استكتب“، وهي منصة العمل الحرّ المتخصصة بصناعة المحتوى الكتابي في العالم العربي. والتي تبدأ أسعار الخدمات فيها من 20$! فرق كبير، أليس كذلك؟

حينها بادرت بالتسجيل فيها (دون حتى قراءة الشروط -اعتراف صغير- لأنني وجدت فيها المكان المنشود.

و بعد وضعي لخدماتي فيها بيومين، جاءني الطلب الأول!

وهو عبارة عن ترجمة لقصة رعب على يوتيوب، من الإنجليزية للعربية، بمتوسط 1500 كلمة، لقاء 20$.

واجهتني حينها – وللمصادفة الفذة-  معوقات عديدة، ولدت لدي الرغبة بالاعتذار للمستكتب الرائع (عبد العزيز سالم) لكني توقفت للحظة وقلت لماذا لا أصارحه بالأمر!

وقد كان ذلك من منطلق مناقشتي لحقيقة ما، فإن كان هناك شخص مستعد لدفع 20$ في ترجمة 1500 كلمة، فهو إذاً يُدرك قيمة العمل المبذول، هذا الأمر الذي شجعني لأطلب منه فرصة ثانية، لأنك لن تصادف شخصاً يقدّر عملك في كلّ يوم.

و فعلاً، وافق على إعطائي الفرصة، فقمت بالعمل بالشكل المطلوب، وأعلن العميل عن رضاه.

https://goo.gl/Z3mUan

بل وراسل الإدارة يشكر فيها احترافية الأشخاص الموجودين وعلى رأسهم أول من تعامل معه، محدثكم 🙂

لم أكن لأعلم بهذا الردّ، الذي دفعني لكتابة هذه التدوينة ومشاركتكم تجربتي، لولا أن قامت الإدارة بذاتها بتهنئتي على تحقيق أول مبيعاتي وإخباري بردّ المستكتب، فهل صادف أحدكم – ضمن مشواره في العمل الحرّ – أشخاصاً محترفين كهؤلاء؟ أشكّ في ذلك!

إنّ سعادتي بالمنصّة فاقت كل التصورات، بل ودفعتني لكتابة مقالتين في إحدى المنتديات أدعو فيها الناس إلى التسجيل لدى من يقدّر الكلمة وأصحاب الكلمة حق قدرهم.
بالمناسبة، هل كنت تنتظر أن تُنهي قراءة التدوينة حتى تسارع للتسجيل في المنصة؟

#خبر_عاجل : لقد انتهت!”

#نجحت_في_استكتب

اترك تعليقاً

  1. مهدي 30 يوليو، 2017 at 4:14 م - Reply

    اكيد تستحق ذلك

    • طارق 30 يوليو، 2017 at 8:07 م - Reply

      بارك الله فيك أخي مهدي،
      أسعدتني بلُطفك?

مقالات مشابهة