قبل حوالي أكثر من خمسةٍ وعشرين عاما، كان الجزء الأسهل في مادة الجغرافيا ( المناخ)، لقد حفظنا عن ظهر قلب ( بارد شتاء حار صيفا)، ( بارد ممطر شتاء حار جاف صيفا) هكذا إن لم تخن الذاكرة، لم نكن نعرف ما يسمى بالاحتباس الحراري وبقينا عقودا طويلة والمناخ نفسه في كتبنا المدرسية، وفي أجواء مدننا وأريافنا.
إذن ماذا نعرف عن التغير المناخي؟
هو التغير في درجات حرارة المنطقة، وتغيير أنماط الطقس على المدى البعيد، سواء في منطقة معينة أو في الكوكب كاملا، وقد حدث التغير المناخي بسبب ما يسمى الاحتباس الحراري الذي هو الآخر زيادة الحرارة في الأرض إما بسبب أنشطة البشر أو عوامل الطبيعة.
ولما كان تغيّر المناخ قضية بارزة في عصرنا الحاضر ذلك لأنه يترتب عليه آثار كثيرة مؤثرة على الطقس (أي معدلات هطول الأمطار، وحدوث الاعاصير، وموجات الغبار)، وهي بالتالي تؤثر على الحصيلة الزراعية من الإنتاج العالمي، تؤثر أيضا في زيادة منسوبات المياه في البحار والمحيطات فتنحسر وفقًا لذلك أو تنتج عنها الفيضانات التي تؤثر على صحة الإنسان، حتى المناطق الجليدية (كقمم الألب، والهيمالايا، وآلاسكا، وغيرها) طالها التغير المناخي فبدأت بالانحسار، وانخفضت الثلوج التي تغطي نصف الكرة الأرضية من الشمال، ولعل هذا التغير المناخي يعود لأسباب من صنع البشر وأخرى طبيعية، نوجز أهمها فيما يلي:
إن بدأنا بالأسباب البشرية فأبرزها:
- مولدات الطاقة: والتي ينتج عنها حرق الوقود (حرق الفحم أو الزيت أو الغاز) ينتج عن حرقها غازات سامة كثاني أكسيد الكربون، تغطي هذه الغازات الأرض وتحبس حرارة الشمس.
- الزراعة وتربية الحيوانات، أيضا تؤدي إلى انبعاث غازات دفيئة من أهمها غاز الميثان تتصاعد إلى الغلاف الجوي.
- إنتاج الإسمنت كذلك يتسبب بانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
أما الأسباب الطبيعية فمن أهمها :
- البراكين: فالثورات البركانية تؤثر في ارتفاع درجات الحرارة بسبب الكربون أو تؤثر بالبريد الناتج عن اكسيد الكبريت في الرماد البركاني.
- الإشعاع الشمسي: يؤثر الإشعاع على فترات زمنية تبدأ بالثواني وتنتد إلى عقود فهو إما يزيد أو يخفض كمية الطاقة المتبعة من الشمس للأرض.
كل هذه الأسباب السالفة الذكر كانت على وجه العموم وليست على وجه الحصر، فالأسباب أكثر من ذكرها في مقالةٍ صغيرة متواضعة.
لو انتقلنا لنعرف ماذا يمكن أن يكون مستقبل الكوكب والكائنات الحية فيه إذا تغير المناخ؟
التغير المناخي يؤثر بالدرجة الأولى على تفاعل الكائنات بين بعضها، فتضطر إما (للهجرة) إذا كانت قادرة على قطع مسافات طويلة كالأسماك على سبيل المثال، أما بعضها فتكون الهجرة صعبة عليها كالحيوان الكسول، أو تلجأ بعضها إلى (التطور) وقد يحدث على نطاق واسع يؤدي إلى وجود أنواع جديدة من الكائنات، كالدببة البنية والدببة القطبية التي تنتمي إلى نفس الفصيلة، ومن المؤسف أنه إذا لم تستطع الكائنات الحية بمختلف أنواعها (حيوانا أو نباتا) الهجرة أو التطور فإنها تفنى وتنقرض، وهذا الأمر يخل بتوازن البيئة.
ما الحل؟
- زيادة العمل على الطاقة الشمسية والحد من استخدام مولدات الكهرباء.
- الإكثار من التشجير، فالأشجار قادرة على الحد من أزمة التغير المناخي.
- استخدام وسائل نقل عديمة الانبعاث، فالغاز الذي ينتج منها كفيل بالمساهمة في التغير المناخي.
المشاركة تعني الاهتمام، أظهر إعجابك وشارك المنشور مع أصدقائك.
الرجاء تسجيل الدخول للتعليق على هذا المنشور. إذا لم يكن لديك حساب، يرجى التسجيل.