مع هذا التسارع الرهيب في خدمات الإنترنت والعالم الرقمي، على مستوى العالم والعالم العربي على وجه خاص، لا بد لنا أن نقف عند بعض الاحصائيات التي تؤكد أن مستخدمي هذا العالم الرقمي بازدياد هائل فلوعدنا إلى الوراء، قبل ما يقارب أربعة وعشرين عاما كان عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي ، عبارة عن 700 ألف مستخدم ، {¹} بينما في آخر احصائية لعام 2020، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي، حوالي 182.1 مليون مستخدم، من بين 4.5 مليار مستخدم على وجه الأرض، وفق تقريرأصدرته وي آر سوشيال وهوت سويت الرقمية العالمية{²}.
ومع كل هذه الأرقام الكبيرة والمتزايدة ، إلا أن نسبة مستخدمي الإنترنت حول العالم لم تتجاوز 56.7% من السكان حتى عام(2019) وفقا للإحصئيات العالمية، وهذا ما جعل بعض الشركات السعي نحو محاولة تأمين الإنترنت بشكل مجاني كشركة( قوقل وفيسبوك وستار لينك)،عن طريق إطلاق بالونات تبث الإنترنت، وهي موجوده حاليا في بعض الدول كجنوب أمريكيا وأفريقيا والبارغواي والبيرو.
ومستقبلا تسعى إلى إطلاق صاروخ يحوي على ستين قمرا صناعيا، يدور على وجه الأرض مزودا سكانها بالإنترنت وهذا يعني الإنترنت لكامل البشر بشكل مجاني.{³}
وفق هذا الانتشار الهائل لهذا العالم الرقمي، وكوننا لا نستطيع أن نكون بمنأى بعيد عن هذا الانتشار، هذا يقودنا إلى التساؤل ألا وهو كيف نجعل بيوتنا تقنية ولكن بشكل آمن؟
بداية نحن أمام نوعين من أمن الإنترنت :
_الأمن المعلوماتي وهو أمن يهتم بالمعلومات بشكل عام سواء كانت رقمية أو مادية ضد أي تهديد يهاجمها.
_الأمن السيبراني وهو من فروع أمن المعلومات يهتم بالحفاظ على سلامة الفضاء الالكتروني وأجهزته وشبكته من التهديدات الخارجية.{⁴}
ولطالما علمنا عن شركات كبيرة قد تم تسريب مئات الملايين من المعلومات عنها،فما بالك بأشخاص عاديين ألا يتم اختراقهم!
إن المعرفة الكافية للأمان على الإنترنت، تحقق الحماية للأفراد والشركات وأيضا الدول، من الهجمات الالكترونية المنتشرة في أرجاء العالم، وهذا حتما يتطلب منا معرفة مخاطر الإنترنت المتمثلة بإدمان الإنترنت والابتزاز والمحتوى غير الأخلاقي ناهيك عن الأضرار الصحية وانتهاك خصوصية الأفراد والأسر والمجتمعات.
كل هذه الأخطار ، تتطلب منا البحث عن سبل حماية خصوصية معلوماتنا ، وأجهزتنا اثناء استخدام هذا العالم الرقمي؛ للتقليل من احتمالية تعرضها لمخاطر الاستخدام غير المشروع، والذي يلحق بنا الضرر المادي والمعنوي، فما هي طرق حمايتها؟
نبدأها من خلال الأمان في جهاز الحاسوب من خلال:
1. تركيب برنامج لمكافحة الفيروسات ، مع الحرص على تحديثها وفحص الجهاز بشكل دوري.
2. الحذر من الاتصال أثناء استخدام الشبكات اللاسلكية العامة فهي مفتوحة على مصراعيها ولا تعلم من يتحكم بها بالإضافة إلى عدم الشراء أو مشاركة البيانات عن طريقها.
3. الحرص دائما على تحديث نظام التشغيل والتطبيقات والاحتفاظ بنسخة احتياطية، ويعتبر التخزين في السحابة من أفضل ميزات الحفظ على وجه الأرض ولكن بشرط توافر الخبرة الأمنية الكافية أثناء التخزين.
الأمر الآخر الذي لا يقل اهتماما عن جهاز الحاسوب، هو أمن بريدك الالكتروني حيث أن أغلب المواقع والشبكات الاجتماعية تحتاج إلى بريدك الالكتروني للتسجيل فيها، ناهيك عن مخاطباتك المستمرة مع البنوك والشركات من خلاله، كل هذا يجعلنا حريصين كل الحرص من أجل حمايته وذلك من خلال الطرق الآتية :
1. وضع كلمات مرور قوية تحتوي على حروف وأرقام ورموز وتفعيل التفعيل الثنائي.
2.عدم فتح المرفقات من مصدر مجهول.
3. تجنب الوقوع ضحية للرسائل الاحتيالية.
4.تخصيص بريدا خاصا للاستخدامات الرسمية والهامة.
ستمنحك الطرق السابقة الحماية من الاختراق إذا قمت بجميع الإجراءات ولكن مجرد أن يتولد لديك الشك في الاختراق، إياك والانتظار بل بادر إلى القيام بالخطوات التالية بشكل سريع:
1. فصل جهازك من الانترنت حتى ينقطع الرابط بينك وبين المخترق.
2. إعادة تهيئة الجهاز.
3. تثبيب برامج الحماية من الفيروسات من جديد وإجراء فحص شامل للجهاز.
4.استعادة البيانات والمعلومات من النسخ الاحتياطية.
في نهاية هذا المقال أسأل الله أن أكون قد وفقت في تقديم هذه المعلومات الهامة ؛ حيث لا بد لنا مع هذا التوسع اللامتناهي في العالم الرقمي ، أن نحمي أنفسنا وأبناءنا ومجتمعاتنا من أية أخطارمحتملة، آنية ومستقبلية أثناء استخدام الإنترنت.
مصادر.
¹.عبدالقادر الكاملي . انترنت تغيير العالم فكيف تغيرنا السنة 1 العدد 4 يناير 1998.
².تقرير وي آر سوشيال وهوت سويت الرقمية العالمية.
³.عبد العزيز الحمادي. فيديو يوتيوب .
⁴.علي أيمن. كاتب محتوى ومسوق الكتروني.