لا أحد يدرك بشاعة أن تكون دائما في صورة القويّ المنتصر، الذي لا تهزّه رياح الدنيا ولا تطيح به عواصفها، لا أحد يدرك أنّ تلك القوة تنمّ عن ضعف لا يمكن مقاومة ألمه أو تفاديه، تلك الصلابة ليست قوة في حدّ ذاتها وإنّما هي مجرد محاولة أخيرة من محاولات المقاومة قبل الانهيار المروّع الذي يصيب المرء.
ذلك التظاهر بالتحدّي والتحمّل واللامبالاة بالمشاقّ التي تعترض الطريق ليس إلاّ سعيا من المرء إلى عدم فقد التوازن قبل السقوط، جقا المظاهر خدّاعة ليس في جانب الخداع والمكر فقط، ولكنّها خادعة حتى في المواقف التي تجعل المرء ينهار في داخله وهو يبدو في كامل ثباته واتزانه، ذلك الثبات الذي يبدو على ظاهر المرء يداري خلفه ركاما من النفس والذكريات والآمال المخيّبة والخذلان، كل ما في الدنيا من فلسفة وظنظريات لا يمكنها أن تعزي المرء في معنويات تحطّمت في داخله، أو فقدان عاشه مهما كان يبدو للغير بسيطا وتافها، فقيمة الأشياء ليست بقدرها المادي وإنّما بقدرها المعنوي، نحن لا نبكي الأحبّة إذ نبكيهم لأنّهم ملّكونا الذهب والفضّة وإنّما نبكيهم لأنهم تركوا بداخلنا أثرا معنويا لا يمحوه تعاقب الأيام والسنين.
السلام على قلب لا زال ينبض بالمحبة والعطاء واللين والرأفة وهو في أمسّ الحاجة لربتة حنون أو كلمة طيبة تروي رمقه وتواسيه في محنه.
المشاركة تعني الاهتمام، أظهر إعجابك وشارك المنشور مع أصدقائك.
الرجاء تسجيل الدخول للتعليق على هذا المنشور. إذا لم يكن لديك حساب، يرجى التسجيل.