كان ذلك العجوزيبهرنى دوما بثقته بذاته وعدم الاكثرات لما يقوله جميع من حوله عن جشعه وبخله ... وكأنه يسمع مديحا وشكرا منهم ....واتعجب كيف يكون لك المال الكثير ولاتتمتع به وتجعل حياتك رغدا .
نفس الجلباب البالى منذ ما يقرب من العشرين سنة ..نفس الحذاء المتهالك.. نفس الروتين ..... يخرج صباحا الى المخبز يشترى رغيفا واحدا ثم يذهب الى احد المطاعم ويفعل ما يفعله مع البائع كل صباح من اساليب البخلاء من المحاولات لاخذ ما يريد مجانا وهو قرص من الفلافل الساخنه ودوما ما يفلح مع البائع الذى يريد ان يتخلص من سخافاته وبروده المستفز...
فى هذا الصباح جاء برغيفه وقرص الفلافل وجلس على كرسى قريب من كرسيي فى المقهى و اخد ينظر يمينا ويسارا كمن يبحث عن احد ....وبادر هو ب(صباح الخير يا أستاذ) رددت له صباح الخير ..واخد يلتهم الرغيف فى نهم ونظر الى كوب الشاى الخاص بي ثم قال :يبدو ان كوبك من الشاى هذا قد برد كثيرا واعلم انك تحبه ساخنا .... اطلب لنفسك كوبا اخر من عامل المقهى سأكتفى انا بتلك الرشفة المتبقيه لانى اشربه باردا جدا....ولاول مرة احس بالاستفزاز والغضب فقررت ان احرجه ..قلت له : ألا تستحى ابدا من نفسك ؟! الا تمل من سماع كلمات يندى لها الجبين من كل من يعرفك او لا يعرفك .. يا رجل المثل يقول اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب .. ستموت وتترك كل مالك لمن ...
نظرإلى فى استغراب شديد وهو يبتلع ما تبقى من كوب الشاى ثم قال : لا أعرف من قائل هذا المثل ولكنه محرف ..المثل يقول (اصرف ما فى الجيب ترتكب اكبر عيب)
تلك هى فلسفة البخيل الذى كنت على وشك الفتك به وبعد سماع اخر حديثه كنت محتارا بين اهداءه عدة كلمات متتاليه فى وجهه أو أقع ارضا من كثرة الضحك ....
المشاركة تعني الاهتمام، أظهر إعجابك وشارك المنشور مع أصدقائك.
الرجاء تسجيل الدخول للتعليق على هذا المنشور. إذا لم يكن لديك حساب، يرجى التسجيل.