لم تلك الوُّجهة مستحيلة لكنها كانت تستحق
في أواخر صيف 2020 تخرجت كغيري من الجامعة بعد قضاء 5 سنوات فيها. حين أرحت متاعي في المنزل عشية ذاك اليوم المتعب ما لبثت أن باغتني سؤال لم أكن مستعدا للإجابة عنه أو إن شئتَ قلتَ كنت اتهرب منه. هذا السؤال هو: ثم ماذا بعد الجامعة؟ ما الخطوة التالية؟
لقد كان سؤالا صعبا وجوابه أصعب.
كان فيروس كورونا قد انتهك حمى قلوبنا وأخذ حصته الكبيرة من صحتنا النفسية ومن فرص العمل بل حتى من فرص الحياة أيضا. كانت تجربة قاسية نسأل الله العافية.
لطالما كنت مقتنعا أن التفكير لمجرد التفكير لن يغيّر من واقع الحياة شيئا. شمّرت عن ساعدي الجد وقررت البحث عن عمل. لم أترك باب شركة قد تحتاج تخصصي إلا طرقته ولا أحدا من معارفي إلا أوصيته ولا سبيلا من سبل السعي إلا مشيت فيه فأنا الذي كنت أؤمن دوما أن المجد لمن سعى لا لمن سكن.
كما أنني لن أقول أن كل الجهد المبذول كان كصراخ في صحراء لا يرتجع منه غير الصدى، لكني تعلمت منه الكثير وقابلت الكثير وافتضح عندي أمر الكثير ممن كنت أظن أنه الكتف التي لا تملّ من حملي والصديق الذي لا يدّخر جهدا في نفعي والسند الذي لن يشكو. وفيها هذا تذكرت قول الشاعر:
فلا تَعدُدِ المَولى شريكَك في الغنى
النعمان بن بشير
ولكنّما المَولى شريكُكَ في العُدمِ
والمولى هنا يُقصد بها الصديق أو الصاحب. أي أن الصديق الحقّ من شاركك عُدمك لا غناك، وحزنك لا فرحك، وتعب الطريق لا فرحة الوصول.
المهم أنّ رحلة البحث عن عمل كانت رحلة مُضنية وحربا نفسية مع الرفض والواقع المرير الذي ترى فيه الواسطة أهم من الكفاءة. لكنه ليس وقتا مناسبا كي نندب حظنا العاثر ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وسط هذه المعتركات كان لابد من بديل فمن أراد تغيير النتائج وجب عليه أولا تغيير الطرق.
كنت قد سمعت في سابق عهدي بالعمل الحر والفريلانس وقرأت في صفحة مجتمع جزائري للمستقلين عن تجارب عديدة لأناس ناجحين في العمل الحر. لكنني كنت أتخيل أن هذا الطريق صعب والبدء في مُظنٍ. تراودني الفكرة تلو الفكرة مرات ثم تغيب…وهكذا
بعد عام وأنا جالس على كرسي في دكان كان مالكه قد وظفني عنده أبحث في تويتر وأتصفح تغريداته حتى طلع علي كشمس الضحى حساب لكاتب محتوى جزائري اسمه يونس بن عمارة، تصفحته بدهشة وأنا أتذكر موهبتي في الكتابة منذ الصغر فقد كان حمل القلم بالنسبة لي أسهل من فتح فمي للكلام. وكانت الورقة أعز من حفظ أسراري وتقاسم معي عبء الذكريات وتعب السنوات.
كانت فرحة لا توصف فقد وجدت ضالتي أخيرا وعند من؟ عند جزائري يعرف واقعنا ومشاكلنا وأية عوائق قد تعثر خطواتنا لقد كان حلما حقا. اتصلت به واشتركت في مجتمع رديف الذي يديره ومن هناك بدأت رحلتي ككاتب محتوى.
تعرفت بعدها على منصة استكتب وهي منصة عربية رائعة للعمل الحر وكتابة المحتوى فكرت أن أفتح بها حسابا لكنني كنت أؤجل ذلك لمشاغلي ونسياني.
استيقظت ذات صباح وإذ برسالة من المهندس طارق الموصللي يخبربني فيها عن تحدي استكتب للتدوين فقررت أن هذه هي أفضل فرصة للبدء مع استكتب. شاركت في التحدي لعشرة أيام متتالية وكنت ممن ربحت التحدي مع كوكبة طيبة من كتاب المحتوى المتألقين.
ليس هذا فقط بل كانت منصة استكتب هي أول منصة عربية كسبت منها دخلا من كتابة مقالين لأحد عملائها. سأخبرك شيئا قد يكون هاجسا بالنسبة لمعظم كتاب المحتوى إنه السعر. في منصة استكتب الأسعار ممتازة فهي تبدأ من 20 دولار فما فوق.
كتبت المقالين وأرسلتهما وقُبلا مني واستلمت مستحقاتي بكل سلاسة. لهذا أنصحك بأن تفتح حسابا في استكتب.
أما إن كنت مترددا في بدء العمل الحر ككاتب محتوى فإليك الطريق المختصر حسب تجربتي:
كل نقطة ذكرتها تحتاج تفصيلا أكثر والمكان لا يتسع لكل التفاصيل. ولي عودة إن شاء الله لأكتب سلسلة كاملة عن كتابة المحتوى
كانت هذه حكايتي مع العمل الحر من البداية وقصة أول دولارات كسبتها من منصة استكتب ولازلت أتعلم وأتطلع للتطور والعمل.
نصيحتي الأخيرة هي أن تعتكف لتتعلم مهارة في 6 أشهر وأن تصبر على مرارة التعلم حتى تصبح لديك قيمة تقدمها للعملاء فهذا رأس مالك.
إن رأيت أن تجربتي كانت ملهمة لك فشاركها مع من تحب، وأخبرني عن أي خطوات تنوي أن تخطوها في تعلم كتابة المحتوى.
المشاركة تعني الاهتمام، أظهر إعجابك وشارك المنشور مع أصدقائك.
الرجاء تسجيل الدخول للتعليق على هذا المنشور. إذا لم يكن لديك حساب، يرجى التسجيل.