مع تنامي التنمر الرقمي، تنامت معه صرخات الاستنكار. و دعوات المنع وتشريع القوانين لمعالجته ومعاقبة مرتكبيه. حيث يتجه الآباء الذين تعرض أطفالهم للتنمر إلى مساعدة الشباب والمراهقين على فهم مخاطر التنمر الرقمي وعواقبه غير المقصودة في كثير من الأحيان.
حتى أن البعض اقترح اعتبار التنمر الرقمي جريمة يعاقب عليها القانون. خاصة في الحالات القصوى التي تؤدي إلى ضرر نفسي أو جسدي ملحوظ..
ومع ذلك، فإن أفضل طريقة لمنع التنمر الرقمي عبر الإنترنت تبدأ على أرض الواقع بزيادة وعي الأولاد والمراهقين والشباب بهذه الظاهرة ومخاطرها. ومرافقة ضحاياها والسهر على الاكتشاف المبكر لبعض حالاتها .
هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المتنمرين يستهدفونك، حيث يميل المتنمرون إلى اختيار الأشخاص المختلفين أو إن شئت قلت المتميزين عنهم أو أولئك الذين انتحوا جانبا ولم يسيروا مع تيار السائرين.
في حين أن شخصيتك المميزة أو ذكاءك الخارق أو حتى جمال شعرك أو خامة صوتك هي أمور ستفتخر بها في وقت لاحق من حياتك، غير أنك تراها لعنة عليك حين تكون شابا يافعا وتكون تلك الميزة هي سبب تنمر الآخرين عليك.
ربما ترتدي ملابسا تظهر ذوقك الفريد أو تتصرف بشكل مختلف، أو ربما كل ما يميزك هو عرقك أو دينك. وقد يكون الأمر ببساطة أنك جديد في المدرسة أو الحي الذي تسكن فيه ولم تكوِّن صداقات جديدة بعد.
قد تكون بعض أسباب التنمر بسيطة جدا، بل تافهة في معظم الأحيان. إلا أن لها وقعا في نفس الضحية لا يزول بسهولة.
مهما كانت أسباب استهدافك والسخرية منك. من المهم أن تتذكر أنك لست وحدك. فقد تعرض الكثير منا لهذه المشكلة في مرحلة ما من حياتهم.
في الواقع، يعاني حوالي 25 % من الأطفال من التنمر، وما يصل إلى 59 % من المراهقين يتعرضون للتنمر الرقمي، ويعاني حوالي ثلث البالغين من التنمر في مكان العمل.
لكن ليس عليك أن تتحمله أو تكتمه في نفسك خجلا. فهناك الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك في التغلب على المشكلة والحفاظ على كرامتك واحترامك لذاتك.
لا يوجد حل بسيط لهذه المشكلة ولا توجد طريقة مضمونة للتعامل مع المتنمر ونهره للكف عن أذاه. ولكن نظرًا لأن التنمر نادرًا ما يقتصر على حادثة واحدة أو اثنتين فمن المرجح أن يُعاود المتنمر الكرة مرارا على مدار فترة من الوقت، فقد يتعين عليك أن تكون قاسياً في رد فعلك او في الإبلاغ عن كل تنمر رقمي تتعرض له من أي شخص كان إذ لا يوجد سبب يجعلك تخفي أو تخجل أو تخاف من المتنمر.
بغض النظر عما يقوله المتنمر أو يفعله، أو مايصفك به أو ينشره عنك. يجب ألا تخجل مما أنت عليه أو مما تشعر به. المتنمر هو الشخص المذنب الذي يعاني من مشكلة نفسية وسلوكية وليس أنت.
إذا تعرضت لحادثة تنمر عابرة. فلا تجعل الحادثة أسوأ من خلال التفكير فيها أو إعادة مشاهد حدوثها مرارًا وتكرارًا. وبدلاً من ذلك، ركز على التجارب الإيجابية في حياتك. وما تنجزه من نجاحات دراسية ومهنية.
على الرغم مما يقوله المتنمر. وما ينعتك به من صفات قد تحبطك أو تهز عزيمتك. هناك العديد من الصفات الرائعة فيك. ذكّر نفسك بها واجعل صورتك الداخلية عن نفسك جميلة وثق بنفسك. فبعض الكلمات كسراب يحسبه الظمآن ماء ثم ما تلبث أن تختفي.
إن إيجاد طرق صحية لتخفيف الضغط الناتج عن التنمر الرقمي يمكن أن يجعلك أكثر مرونة في التعامل مع التجارب السلبية. فممارسة الرياضة والتأمل والحديث الذاتي الإيجابي. واسترخاء العضلات وتمارين التنفس كلها طرق جيدة للتعامل مع ضغوط التنمر.
تذكر أنه مهما كان الآخر مختلفا عنك، فإننا جميعًا نستحق أن نُعامل باحترام. خذ دائمًا لحظة للتفكير قبل أن تقول أو تفعل شيئًا قد يؤذي شخصًا آخر. وإذا أخطأت فاعتذر. بغض النظرعن مدى تعرضك للأذى أو الإحراج، فهذا ليس عذراً للتنمرعلى الآخرين.
إذا كنت تتعرض للتنمر وتخفي ذلك عن والديك خوفا من أن يسلبوا منك الهاتف أو الكمبيوتر، لا تخف فقط قم بشرح مخاوفك لوالديك. دعهم يعرفون مدى أهمية البقاء على اتصال مع أصدقائك، واعمل معهم على حل لمشكلة التنمر وكيفية التعامل مع المتنمرين.
يمكنك أيضًا التحدث إلى معلمك في المدرسة أو شخص في العائلة تثق به. خاصة إذا شعرت أن التنمر يتسبب لك في مشاعر الخزي والخجل أو كان يؤثر على نومك أو تركيزك.
أخيرا، بدلاً من التحكم في الوصول إلى الإنترنت، يجب تركيز الجهود على تثقيف الشباب والأطفال حول مخاطر التنمر الرقمي. والتحدث معهم حول كيفية إتخاذ خيارات ذكية أثناء تصفحهم للإنترنت وكيفية الإبلاغ عن التنمر الإلكتروني في حالة حدوثه.
المشاركة تعني الاهتمام، أظهر إعجابك وشارك المنشور مع أصدقائك.
الرجاء تسجيل الدخول للتعليق على هذا المنشور. إذا لم يكن لديك حساب، يرجى التسجيل.