المقالة العلمية

تعريف المقالة العلمية:

المقالة العلمية: ورقة بحثية ممنهجة، يستخدمها العلماء لتسجيل أعمالهم وتوثيق نتائج أبحاثهم. فهي المنتج النهائي المكتوب لعمل مخبري أو حقلي أو فكري، يصدر عن التحليل و التجريب والمقارنة. ويكون الهدف منها هو تبادل المعرفة والمعلومات، من خلال نموذج متفق عليه، ومع مراعاة الأسس المتعلقة باللغة، و التنظيم، والأسلوب.

بينما المقالة الأدبية تهتم بالدعوة إلى فكرة، أو عرض قضية أو مشكلة، باعتماد أسلوب ذي خصائص أدبية.

المقالة العلمية إذن هي شكل من أشكال التعبير عن عمل الباحث، وتسعى إلى تقديم ونشر المعرفة العلمية في كل المجالات، وإيصال الفكرة أو النتيجة بلغة فصيحة وواضحة، تختلف بكل تأكيد عن اللغة المستعملة في أجناس كتابية أخرى.

شهدت المقالة العلمية تطورا في خصائصها، حيث أن جذورها الأولى ترجع إلى الخطابات العلمية المتداولة خلال القرن السادس عشر. آنذاك كانت المقالة العلمية تركز على الخبرة الشخصية للمؤلف في الملاحظة والتجربة، مع اعتماد النثر الدارج كأسلوب لغوي، يخاطب الهواة والمتخصصين قبل ظهور اللغة العلمية المعتمدة على البيانات والحقائق.

لكن ابتداء من القرن السابع عشر، حسب دراسة حديثة أجراها كل من غروس وهارمونGross and Harmon,2003، ستتطور الخواص البنيوية والبلاغية للمقالة العلمية إلى الصيغة التي نعرفها اليوم، حيث:

  • أصبح الأسلوب أكثر ميلا للموضوعية واعتماد صيغ المبني للمجهول.
  • اتسمت طريقة العرض بالتعقد المتزايد لتقديم محتوى بالغ الإحكام، بتوظيف البيانات، والجداول، والإيضاحيات، والعبارات الدالة وغيرها.
  • برز شكل معياري موحد للمقالة العلمية من حيث الأسلوب والبناء واللغة (الإنجليزية)، وأصبحت صيغ العرض محدودة لضمان شكل متخصص للكتابة العلمية.
  • تطورت منهجية الكتابة من السرد إلى الشرح والتفسير. وتم استخدام التحليل والحجج الكمية الرياضية والرموز، للتخلص من التفسيرات النوعية التي تقتصر على الكلمات.

ومع منتصف القرن العشرين أصبحت تلك الخواص قواعد وإرشادات مُلزمة لكتاب المقالة العلمية، تُمليها ضرورة الكفاءة العلمية، والمعيارية التي لا تفسح المجال بسهولة لأنساق بديلة.

أصناف المقالة العلمية:

حسب تقسيم فئوي أجراه جون ماكنزي أوين، أستاذ علم المعلومات بجامعة أمستردام-هولندا، فإن المقالة العلمية تنقسم إلى خمسة أصناف :

1- المقالة النظرية: وهي تركز على تفسير ومناقشة المفاهيم، وتشكل أساسا للتجريب والملاحظة.

2- المقالة التجريبية: تهتم بالحصول على البيانات العملية عن طريق معالجة الكيانات، وغالبا ما يتم ذلك في نطاق المختبر.

3- مقالة الملاحظة: تركز على الحصول على البيانات العملية عن طريق معالجة الكيانات، لكن خارج نطاق المختبر.

4- المقالة المنهجية: تهتم بطرق إجراء التجارب والملاحظات للارتقاء بمستواها.

5- المراجعة العلمية:  هدفها هو تحليل وتقييم نتائج البحوث المنشورة في حقل معرفي معين.

وقد تختلف تسمية بعض الأصناف حسب الحقل المعرفي الذي تنتسب إليه، كما هو الشأن في المجال الطبي مثلا، حيث يبرز صنف “دراسة الحالة” والذي يهتم بلفت انتباه الباحثين إلى ظواهر ممكنة الحدوث. وعادة ما يُستخدم هذا النوع في التقارير الطبية.

كما يرد صنف “التجربة السريرية” الذي يهدف إلى جعل نتائج التجارب السريرية معروفة للباحثين، بمجرد الانتهاء من التجربة و تحليل البيانات.

خطوات كتابة المقالة العلمية:

تخضع المقالة العلمية لأسلوب ممنهج وواضح، قد يختلف جزئيا من تخصص علمي إلى آخر. ويظل أشهر الأساليب المعتمدة هو أسلوب IMRAD، والكلمة هي دمج للحروف الأولى لأقسام المقالة العلمية:

Introduction أي المقدمة

Methods أو طرق البحث

Results أو النتائج

Discussion أو المناقشة.

ويعد هذا الأسلوب ناجحا لأنه يتيح للباحثين إمكانية تصفح واستعراض أقسام المقالة بشكل منطقي وملخص وسريع. لكن قد تحتاج المقالات الطويلة إلى عناوين إضافية لتوضيح المحتوى.

إن كتابة مقالة علمية وفق أسلوب IMRADيجب أن تراعي ما يلي :

1- العنوان: يُفضل أن يُستخرج من النتيجة الأساسية للدراسة، وأن يكون مختصرا ويصف المحتوى بشكل موجز . ومن المهم أن يتضمن الكلمات المفتاحية في النص حتى يسهل الوصول إلى الوثيقة من خلال محركات البحث العامة.

2- المؤلف: وهو الشخص الذي ساهم فعليا في إعداد المقالة. ولا ينبغي أن يتجاوز عدد مؤلفي المقالة ستة، ويتم ترتيبهم حسب درجتهم العلمية أو مدى مشاركتهم.

3- الملخص: عادة ما يكون هو الجزء الأكثر قراءة في النص، فمن خلاله سيقرر باحث آخر مواصلة القراءة أو طرح المقالة جانبا. لذا ينبغي الحرص على أن يتضمن أهم محاور البحث، خاصة المشكلة المطروحة، ومنهجية العمل، والاستنتاجات الرئيسية. إن الملخص الجيد يزيد من احتمال قبول المادة العلمية للنشر، لذا يجب أن يتناسب مع طول المقالة، ولا يتم تحريره إلا بعد الانتهاء من البحث.

4- التمهيد: يتم تشبيهه من لدن الباحثين بالقِمع أو المثلث المقلوب. فهو مدخل وجيز ينطلق من المعلومات العامة، ثم يتجه رويدا صوب حصرها في سياق الموضوع، للوصول إلى المعلومات التي تصف المشكل بدقة. وهو يتناول الهدف من المقال في سؤال واحد، تليه فرضية أو فرضيات يقوم عليها. ويمكن أن يشير إلى الأبحاث السابقة التي تناولت نفس الموضوع، لكن بشكل علمي متسلسل ومختصر.

5- الطريقة: يمكن اختزال هذه المرحلة في العبارة التالية: “متى، أين، بماذا، كيف؟” حيث يجب على الباحث أن يُبين كيفية اختيار العينة، وكيفية قياسها، وجمع البيانات، ووصف الأدوات الإحصائية و القياسية الموظفة لاختبار الفرضيات وتحليل المعطيات. وبإمكانه أن يعرض ذلك بلغة واضحة خالية من الإطناب، أو يستخدم رسوما تخطيطية أو بيانية.

6- النتائج: يتم عرضها بشكل منظم ومتسلسل منطقيا، ومن خلالها يجيب الباحث عن سؤاله ويُثبت أو ينفي الفرضيات السابقة. ولا تُعد نتائج التحليل الإحصائي رئيسية لأنها مجرد أدوات تساعد على الفهم و التعليل. وبالتالي فالاكتفاء بها لا يحقق المساهمة العلمية.

7- المناقشة: الغرض من هذه الخطوة هو تقديم تفسير واضح ومنطقي، يجيب على الإشكال المطروح، ويعتمد النتائج المتوصل إليها لمقارنتها بما جاء في أبحاث سابقة. وإذا كانت النتائج غير متوقعة فمن الضروري أن يحدد الباحث ما إذا كان من الواجب إجراء المزيد من البحوث، أو أن هناك طرق أخرى لتفسير النتائج.

8- الخلاصة: تقدم حصيلة الأفكار التي توصل إليها الباحث، والتي تجيب عن السؤال المطروح في التمهيد.

9- الملاحق : في حالة وجودها فهي تتضمن المعطيات الخامة، والأشكال البيانية، وشروحا لبعض الصيغ الرياضية وإجراءات تحليل البيانات وغيرها.

10- الإحالات و المراجع: مؤشر على خبرة ومعرفة الباحث بالموضوع، وهي تساعد على تقييم جودة المقالة وأهميتها العلمية من خلال تحديد العلاقة بين الموضوع و المصادر الببليوغرافية التي تم الاستدلال بها.

إن فهم أساسيات المقالة العلمية خطوة ضرورية لتنسيق محتوى جيد، وبالتالي الإسهام في إكساب المجتمع خبرة علمية، وتحقيق إضافات أو تعديلات في ميادين العلوم المختلفة. من أجل ذلك فإن تقديم الحقائق العلمية ومناقشتها يستلزم أيضا الابتعاد عن الذاتية، وتحري الصدق والدقة، والابتعاد عن آفة السرقات العلمية.

إن كون المرء باحثا علميا لا يعني بالضرورة أن يكون حكيما، فهو ككل فرد في الجماعة الإنسانية، عرضة لانطفاء البصيرة !

 

ومن اهم ميزات خدمات استكتب امكانية توفير خدمة كتابة مقال علمي،

يمكنك الحصول عليها من خلال الضغط على الرابط  مقال علمي .

 

Photo by Christina Morillo from Pexels