تلخيص الكتب

خطوات وقواعد مهمة

“إن التلخيص ليس مهارة فطرية يمتلكها عدد قليل من الناس فقط ؛ كما أنها ليست ضربا من السحر. ففي وسع هاري بوتر أن يلخص قدراته دون استخدام عصاه السحرية.” ريك ورملي

التلخيص إعادة صياغة لجوهر نص ما بأقل عدد من الكلمات، وبشكل جيد وفعال. فهو إذن سيرورة إعادة كتابة، تحول نصا أصليا إلى نص جديد بعد تقليصه.

تلخيص الكتب

إحدى مميزات التلخيص هي أن على كاتبه أن يؤدي في الوقت نفسه دور القارئ و الكاتب. ويمزج في أدائه بين فعاليات عقلية متنوعة، كالتصنيف و التعميم و البَنْيَنة. ويرى ريك ورملي أن التلخيص لا يتحقق بالكتابة فحسب، وإنما يمكن أن يتم شفويا أو بشكل فني أو بصري أو موسيقي.

وتلخيص الكتب مهارة تتطلب ممارسات محددة يجب العناية بها، حتى يمتلك المرء براعة التلخيص، ومن أهمها :

1- تنشيط الخلفية المعرفية الشخصية:  قبل قراءة الكتاب موضوع التلخيص يجب أن تُلم بمعطيات ومعلومات حول موضوع الكتاب، وأن تتوفر لديك ذخيرة معرفية، تستقر في الذاكرة طويلة المدى فتحقق لك الخبرة التي تمنح تلخيصك معنى.

2- تصنيف الكتاب وتحديد طبيعته: تتحقق هذه الخطوة أثناء قراءة الكتاب، و تتضمن ثلاث مراحل  أساسية :

أ- التصنيف المبدئي : بمعنى هل يتعلق الأمر بكتاب تاريخي، أو أدبي ،أو علمي…إلخ

ب- متابعة القرائن التي توصل للمعنى: من خلال التمييز بين الكاتبة الشارحة والكتابة الإقناعية. الشارحة تبدأ بمقدمة ثم فقرات شارحة ثم ختام. أما الإقناعية فتعتمد على وضع الحجج في البداية والنهاية.

ج- تحديد بنية النص الكامنة : معظم النصوص المكتوبة تأتي في واحدة من البنى التالية: التعداد، الترتيب الزمني، المقارنة والمقابلة، السبب والنتيجة، المشكلة والحل.

 – التعداد: يركز الكتاب على ذكر قائمة من الحقائق أو الخصائص أو السمات: ” كتاب حول المجموعة الشمسية، وخصائصها ومكوناتها….”.

– الترتيب الزمني: يضع الحقائق أو الأحداث أو المفاهيم في ترتيب يتضمن التعاقب الزمني ” كتاب حول تاريخ السينما”.

– المقارنة والمقابلة: يشرح التشابهات والاختلافات ” كتاب حول الطب في الحضارات الإنسانية”

– السبب والنتيجة: يبين كيف يمكن أن يحدث أمر نتيجة لأمر آخر. “كتاب حول إدمان المخدرات”.

– المشكلة والحل :يبين كيف يتطور موقف أو أحجية أو نزاع إلى حل، ثم يصنف خطوات المشكلة.” كتاب حول ظاهرة التلوث البيئي”.

هذه البُنى تساعد على معرفة كيفية تركيب نص، وبالتالي العثور على المعلومات المفتاحية. مثلا فقرات النص الإقناعي  تتضمن قرائن تشير إلى عناصر الحجة ” الجمل الأولى والأخيرة من الفقرة، كلمات مضغوطة، حجم النص وتغيير البنط” كل هذه قرائن مهمة.

3- القراءة الدقيقة: لتحديد الموضوعات الرئيسية التي يدور حولها الكتاب.

4- تحديد الأفكار الأساسية: أثناء القراءة الدقيقة عليك حصر الأفكار الأساسية ثم ترتيبها حسب الأهمية.

يشترط ريك ورملي قبل تلخيص الكتب أن تكتسب ما يسميه بالبراعة التلخيصية، وهي المهارة التي تُمكنك من إعداد تلخيص متماسك وواضح، بحيث يصبح نصا جديدا ومستقلا عن النص الأصلي.

أدوات  مهمة لإكتساب البراعة التلخيصية 

– الاطلاع المكثف على نماذج التلخيص: تساعدك هذه المهمة على التمييز بين أنواع تلخيص الكتب. مثل التلخيص الشامل الذي يهتم بالمضامين الأساسية للكتاب، والتلخيص الانتقائي الذي يركز على مضمون معين في النص الأصلي، ثم التلخيص الدمجي الذي يهتم بعناصر مضمون ورد في عدة نصوص أصلية.

– القراءة المتكررة: فقراءة الكتاب مرة واحدة لا تكفي لإنجاز ملخص جيد.

 – كتابة إشارات على النص: وذلك بتظليل الجمل والمعلومات المهمة، أو وضع سطر تحتها، بشكل يساعد على رسم خارطة طريق لأهم موضوعات الكتاب.  

 – الموضوعية العلمية: بمعنى أن يكون الملخص تقطيرا واضحا ونقيا للمادة المقروءة، خاليا من الآراء والأحكام الشخصية. فعليك أن تنتبه للفرق بي كتابة ملخص و قراءة نقدية.

– التدرب على إعادة الصياغة: وهي مهارة تحتاج إلى مجهود للكتابة بأسلوب مختلف. فأنت بحاجة إلى ذخيرة كبيرة من المفردات وصيغ الجمل المختلفة، والكلمات الانتقالية الصحيحة التي تساعدك على الانتقال من فكرة إلى أخرى مثل :(على الرغم، بأية حال، بينما، من جهة أخرى…)، حتى لا يتحول الملخص إلى تكرار لمفردات وعبارات المؤلف.

– تطوير المفردات: بأن تتدرب على استخدام المرادفات والأضداد وتجعل ذلك جزءا من ممارستك اللغوية اليومية، وهذا يزيد من مرونة التفكير، وسهولة اللعب باللغة.

ماهي خطوات تلخيص كتاب ؟

بعد قراءة دقيقة للكتاب تبدأ عملية التلخيص من خلال إجراءات متسلسلة أهمها :

1- جرد مضامين النص الأساسية على شكل أفكار مرتبة حسب الأهمية.

2- حذف التفاصيل التي لا أهمية لها، والإبقاء على تلك التي تشكل محور الكتاب.

3- كتابة الملخص بشكل متسلسل، وذلك بأن تكون الجمل الأولى مقدمة حول موضوع الكتاب، ثم تعرض النقاط المهمة أولا بأول.

4- إعادة صياغة العبارات بشكل صحيح دون مساس بالمعنى الأصلي. والأفضل ألا يكرر الكاتب جمل المؤلف، وإنما يوظف قدراته اللغوية الخاصة، وكلماته وأسلوبه.

5- الحرص على عدم إبداء الرأي أو اتخاذ موقف مؤيد أو معارض للكاتب.

6- مراعاة حجم الملخص مقارنة بالكتاب. وهنا تكمن براعة الكاتب وقدرته على شطب وحذف العناصر غير المهمة دون أن يمس جوهر النص. فإذا كانت الخلاصة أكثر من 25 بالمئة من حجم النص الأصلي فهذا يعني أنك لم تضغط المعلومات جيدا.

7- تقويم المسودات الأولى للملخص من خلال طرح أسئلة مثل :

                            – هل ينقل الملخص المعلومات بدقة؟       

                            – هل قارئ الملخص سيفهم الموضوع جيدا؟

                            – ما مدى تسلسل الأفكار ووضوحها؟

                            – هل تمت تنحية الآراء الشخصية جانبا؟

 

بعيدا عن عالم الكتب والمكتبات، تمتد مهارة التلخيص إلى عالم الدعاية والإعلانات، لتحقق قفزة هائلة لمبيعات شركة، أو لعلامة تجارية معينة. لقد كانت شركة “نايك” على حق عندما صدّرت دعايتها الشهيرة بعبارة ملخصة “عليك بها” Just Do It. وهو الشعار الإعلاني لمعدات وملابس رياضية، تم إطلاقه عام 1988،ورافقه ارتفاع هائل في نسبة المبيعات.

كل تلخيص يضيف جديدا إلى ذاكرتك طويلة المدى، ويُحسّن من ممارساتك اللغوية. ولن نبالغ إذا قلنا بأن فن التلخيص لا يقل إبداعا عن التأليف.

 

ومن اهم ميزات خدمات استكتب امكانية توفير خدمة تلخيص كتب ،

يمكنك الحصول عليها من خلال الضغط على الرابط  تلخيص كتب  .

 

 

 

حقوق الصورة