من حيل العرب-قصص دهاة العرب

 

الدهاء والحيلة من فوائد الرأي الحكيم، ولا يُعبران دوماً عن الرغبة في الأذى أو إلحاق الضرر بالآخرين. وقد اشتهر في العرب بعض الدُهاة أمثال معاوية، وعمرو بن العاص رضي الله عنهم وغيرهم. وهي حسنة كما يقول الفقهاء مالم تكن سبيلا إلى اقتراف إثم أو ارتكاب معصية. وقديما قيل: ليس العاقل من يحتال للأمور إذا وقع فيها، وإنما العاقل من يحتال للأمور كي لا يقع فيها.

فطنة امرأة

خطب المغيرة بن شعبة وشاب وسيم امرأة، فدعتهما للحضور إليها، وجلست في مكان بحيث تراهما وتسمع كلامهما. ولما عاين المغيرة جمال الشاب أدرك أنها قد تختاره، فأقبل عليه وقال: لقد أوتيت حُسنا فهل لك صفات غيره؟ رد الشاب: نعم، وبدا يُعدد محاسنه. ثم قال المغيرة: كيف هو حسابك مع أهلك ؟ قال الشاب: ما يخفى عليَّ منهُ شيء ولو كان دقيقا. فردّ المغيرة: لكني أضع في البيت كيس النقود فلا أسأل عما أنفقه أهلي حتى يطلبوا كيسا غيره!

قالت المرأة: والله هذا الشيخ الذي لا يُحاسبني أحب إلي من شاب يُحصي عليَ مثقال الذَّرة، فتزوجت المغيرة!

السارق وكأس الماء

وجاؤوا للوالي برجلين مُتهمين بالسرقة، فطلب كوبا من الماء ثم رماه بغتة، ففزع أحدهما وثبت الآخر. فقال للذي فزع: اذهب إلى حال سبيلك، وقال للآخر: أنت أخذت المال، وهدده فاعترف بالسرقة.

لما سُئل الوالي عن ذلك قال: إن اللص قوي القلب، أما البريء فيفزع ولو تحرك عصفور!

هزم الجيش بحمامة

ومن حيلهم أن إبراهيم بن الأشتر تولى شن الحرب ضد عُبيد الله بن زياد، فنادى رجلا من قادة جيشه ودفع إليه حمامة بيضاء، وقال: إذا رأيت أن المعركة ليست لصالحكم فقل للناس: إني أجد في الكتاب وفي محكم الصواب أن الله تعالى يُمدكم بملائكة غِضاب، تأتي في صور الحمام تحت السحاب. فلما أحس القائد بتراجع قواته أرسل الحمامة، فصاح جيشه: الملائكة، الملائكة ! وأقبلوا على العدو فهزموه!

هل تعرفون المزيد من حيل العرب، أخبرونا بها.

 

 

حقوق الصورة البارزة