التعليم عن بعد ، مفهومه وتاريخه وفوائده وأدواته

 

“اطلب العلم ولو في الصين”؛ مقولة اشتهرت لتحث على طلب العلم والتعلم حتى ولو كان في الطرف الآخر من العالم، أما اليوم وبفضل التكنولوجية في العصر الرقمي نستطيع أن نقول” اطلب العلم بنقرة زر”، أي أصبح التعليم متاحاً لأي شخص دون أن يبرح مكانه وبكبسة زر فقط. إنه مفهوم التعليم عن بعد ؛ وهو مفهوم جديد للتعليم الذي تنوعت أشكاله وأدواته وأساليبه، فما هو مفهوم التعليم عن بعد؟ وما هو تاريخ ظهوره ومميزاته ولماذا نلجأ للتعليم عن بعد؟ وما هي أدواته؟

مفهوم التعليم عن بعد

يعد مفهوم التعليم عن بعد مفهوماً جديداً نسبياً، وفي حين تجمع عملية التعليم التقليدية المتعلم والمعلم في مكان واحد، إلا أنه وبفضل تتطور تقانة المعلومات ووسائل الاتصال فإن التعليم عن بعد يتميّز بوجود المتعلم في مكان جغرافي يختلف عن مكان وجود المعلم أو المصدر التعليمي أو حتى مجموع المتعلمين، أي تحولت البيئة التعليمية التقليدية إلى بيئة إلكترونية افتراضية.

تاريخ ظهور التعليم عن بعد ومميزاته

كانت بدايات التعليم عن بعد هي ما يسمى التعليم بالمراسلة، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر في جامعة شيكاغو الأمريكية، هناك حيث بدأ أول برنامج لنظام التعليم بالمراسلة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن المتعلم والمعلم في نفس المكان بل تمت العملية بالمراسلة، وفي خمسينيات القرن العشرين ومع تطور الراديو والتلفاز أصبح كل من هما أداة تعليمية تستخدم في التعليم عن بعد، ثم قفز التعليم بالمراسلة قفزة نوعية بعد ذلك مع تطور الوسائط المتعددة والحواسيب، وبدأ التعليم بالمراسلة باستخدام المزيد من التقنيات المتطورة ليحسّن بذلك من فعالية التعليم عن بعد، وفي علم 1982 غيّر المجلس الدولي للتعليم بالمراسلة اسمه ليصبح المجلس الدولي للتعليم عن بعد، ليعكس بذلك التطورات الجمّة التي لحقت بهذا المجال من التعليم. وأصبح التعليم عن بعد اليوم جزء لا يتجزأ من المنظومة التعليمية في كل أنحاء العالم.

سمات التعليم عن بعد

  • الفصل جغرافياً بين المعلم والمتعلم.
  • استخدام وسائط الاتصال لربط المعلم والمتعلم.
  • التعلم بشكل انفرادي بدل من المجموعات.
  • التحرر من قيود المكان والزمان.
  • الدور الأكبر يقع على كاهل المتعلم.

لماذا نلجأ إلى التعليم عن بعد 

للتعليم عن بعد فوائد وميزات عديدة تجعل منه منافساً قوياً للتعليم التقليدي أو بديلاً حتى عنه في كثير من الحالات، ونذكر من ميّزاته ومحاسنه ما يلي:

1.تشكيلة واسعة من الخيارات: يمنح المتعلم خيارات واسعة من الدورات والبرامج الدراسية والتي قد لا تكون متاحة للمتعلم في جامعته أو في بلده، فيوفّر عليه بذلك عناء السفر أو التنقل.

2.المرونة: يوفر للمتعلم مرونة حيث يمكنه اختيار برنامجه الدراسي دون أن يتعارض مع دراسته الجامعية أو عمله أو التزاماته الشخصية.

3.فرصة لتوسيع شبكة العلاقات: يستطيع المتعلم الذي يتبع برنامج دراسي عن بعد أن يوسع دائرة معارفه وأن يقيم المزيد من العلاقات مع زملاء الدراسة من مختلف أنحاء العالم.

4.توفير النفقات: يمكنك أن توفر الكثير من النفقات مثل نفقات السكن والتنقل وغيرها إذا ما التحقت ببرنامج للتعليم عن بعد، فلا يكلفك سوى تكاليف المواد التعليمية ورسوم التسجيل.

5.مراعاة عجلة التقدم لدى المتعلم: يمكن للمتعلم عن بعد أن يتقدم ببرنامجه التعليمي بمرونة وذلك حسب قدراته وإمكاناته التعلمية، دون أن يصاب بالإحباط لتراجعه أو تقدم زملائه عليه كما هو الحال في التعليم التقليدي.

6.الانضباط الذاتي والتحفيز: يعزز من سلوك الانضباط الذاتي لدى المتعلم، فينظم وقته ويديره بما يحقق له المزيد من الانضباط والالتزام، كما يؤدي إلى تحقيق المزيد من التحفيز الذاتي لدى المتعلم.

7.تنوع مصادر التواصل والاتصال: ثمة العديد من طرائق الاتصال بين المعلم والمتعلم عن بعد من محادثات هاتفية أو دردشات مباشرة أو التراسل عبر البريد الإلكتروني أو غيرها من وسائط التواصل.

8.المزيد من التركيز: يستطيع المتعلم أن يخلق بيئته التعليمية الخاصة به في التعليم عن بعد بعيداً عن المكتبات المزدحمة أو الصفوف الدراسية المكتظة بالطلاب، مما يمنحه فرصة المزيد من التركيز في دراسته.

9.تعزيز فرصة النقاش والحوار: يمكّن المتعلم من التعبير عن رأيه في المواضيع الدراسية وتبادل الآراء مع زملائه وفتح مجالاً للنقاش والحوار عبر منتديات الحوار أو الدردشات.

10.مراجعة المواد التعليمية مراراً وتكراراً: يمنح التعليم عن بعد المتعلم فرصة مراجعة المواد التعليمية وإعادة دراستها أكثر من مرة، حيث يكون متاحاً للمتعلم الوصول إلى المواد والفيديوهات التعليمية في أي وقت.

11.إجراء اختبارات مباشرة والحصول على النتيجة مباشرة: يتيح التعليم عن بعد للمتعلم إجراء اختبارات مباشرة والحصول على النتيجة بشكل فوري.

12.البديل المثالي للتعليم التقليدي: تلجأ بعض الدول إلى فرض نظام التعليم عن بعد كبديل للتعليم التقليدي في ظل الأزمات والحروب حيث يصعب توجه الدارسين إلى المؤسسات التعليمية، ولعلّ أزمة تفشي فيروس كورونا في العالم اليوم هي خير مثال على أهمية اتباع نظام التعليم عن بعد كنظام بديل للتعليم النظامي.

أدوات التعليم عن بعد

تعددت وتنوعت أدوات التعليم عن بعد ونذكر منها:

1.الكتب الإلكترونية

2.الصحف

3.الفيديوهات

4.المحاضرات المسجلة

5.منتديات الحوار

6.جلسات الدردشة المباشرة

7.المقابلات والاختبارات

بعض الأرقام والحقائق عن التعليم عن بعد 

  • 5.8 مليون طالب حول العالم مسجل الآن في الفصول الدراسية عبر الإنترنيت.
  • 75% من الطلاب الذين لم يتخرجوا تزيد أعمارهم عن 25 عاماً.
  •  90% من الطلاب يعتقدون أن التعليم عن بعد هو مساو للتعليم التقليدي إن لم يكن أفضل منه.
  • تعد هذه الوظيفة من ضمن أفضل 10 وظائف في المستقبل 

بعض المراجع:

https://online.illinois.edu/articles/online-learning/item/2017/06/05/5-benefits-of-studying-online-(vs.-face-to-face-classroom)

https://www.thoughtco.com/reasons-to-choose-online-education-1098006

https://www.straighterline.com/blog/34-top-secret-benefits-of-studying-online/

https://www.educations.com/study-guides/study-online/

 

حقوق الصورة البارزة