المحتوى الجيد والمحتوى الرديء 

 

في هذا العصر المذهل باتت الإنترنت تطالنا في مدها وجزرها من كل جانب، ولم نعد بعد الآن في مأمن على شطآننا من المحتوى الجارف، فمنّا من راح يعوم في بحر محتوى ملح أجاج ومنّا من بات يعوم في محتوى عذب فرات، ويأتي هنا دور صانع المحتوى، ربان السفينة، في نقل ركّاب سفينته ( زوّار موقعه الإلكتروني) إلى برّ الأمان، فإمّا صانع محتوى جيد يعرف كيف يركب البحر ويصل بقارئي محتواه إلى وجهته المقصودة، وإمّا صانع محتوى ردئ يتخبط  ويضيع وسط البحر ولا يجد منارة يستهدي بها، لذلك سنحاول في هذه المقالة أن نميّز بين المحتوى الجيد والمحتوى الرديء، وأن نرى مدى تأثير ضعف المحتوى وما هي تبعاته، لاسيما وأن المحتوى في العالم العربي يعد ضعيفاً حتى اليوم.

ميزات المحتوى الجيد

1-يحرّك المشاعر:

يجب أن تحرّك مشاعر الجمهور بمحتواك فيلامس قلوبهم قبل أن يخاطب عقولهم، فالمحتوى الجيد سواء كان محتوى تعليمي أو تثقيفي أو تجاري أو ترفيهي أو أياً كان نوعه هو الذي يجعلك تشعر بشعور ما، ويترك في نفسك أثراً.

2-يلبي أغراض الجمهور:

ليس المحتوى الجيد هو الذي يثير اهتمام الجمهور فحسب، بل الذي يلبي حاجات الجمهور وأغراضه، لذلك يجب أن يكون تركيز صانع المحتوى الأساسي عند الكتابة على مدى الفائدة التي سيحظى بها الجمهور منه. فلا يشعر القارئ بأن وقته قد ضاع سدى في محتوى لا يحمل أية قيمة أو يعود بأية منفعة.

3-يدعم الهدف التجاري:

تتعلق جودة المحتوى أيضاً بمدى دعمه للمنتجات أو الخدمات المراد تسويقها للجمهور، فيجب على كاتب المحتوى أن يربط المحتوى بالعلامة التجارية للمنتج الذي يسوّقه، مما يخلق الوعي لدى الجمهور بالمنتجات أو الخدمات المقدمة، ويشجّع الجمهور على شراء تلك المنتجات أو الخدمات.

4-يصل إلى الجمهور المستهدف:

التغيّر السريع في سلوك المستهلك اليوم يجعل من الضرورة بمكان أن يولي صانع المحتوى اهتماماً كبيراً بمسألة كيفية وصول المحتوى للجمهور المستهدف، وأنسب الأوقات لعرضه على الجمهور.

ما الذي يجعل المحتوى رديئاً؟

ثمّة أمور يجب أن تأخذها بعين الاعتبار حتى لا يتحوّل محتواك إلى محتوى رديء منها:

  • ألّا يكون مملاً:

لا تكرر نشر نفس المحتوى عدة مرات، بل اعمل على أن يكون متجددا وإبداعياً ويحمل أفكاراً جديدة، فلا يصيب الجمهور بالملل.

  • ألّا يكون متمركزاً حول “الأنا”:

لا تجعل “الأنا” تطغى على محتواك فيكون بأكمله متمركزا حول نفسك أو شركتك، فينفر المتلقي من متابعة محتواك، بل الأفضل من ذلك أن يكون الجمهور المستهدف هو المركز الذي يدور حوله المحتوى.

  • أن يكون مُدعّما بالمصادر:

إن المحتوى الذي يقدّم معلومات خاطئة أو غير دقيقة أو يكون منسوخا من مكان آخر غالباً ما يسبب الإحباط لدى الجمهور، لذلك من المهم أن تدعم المعلومات في محتواك بمصادر موثوقة تساعد الجمهور على الاقتناع بالمحتوى.

  • ألّا يكون قطعة طويلة من الكتابة:

من الأفضل أن يكون المحتوى نصا قصيرا ومختصرا لا إطالة فيه تدعو إلى الملل، فخير الكلام ما قلّ ودل. فقد وجدت إحدى الدراسات أن القارئ غالباً ما يقرأ ما نسبته 20% فقط من المحتوى النصي.

  • ألّا يغلب الطابع الترويجي على المحتوى:

تفترض بعض العلامات التجارية أن ما يهمّها هو يهمّ الجمهور بلا شك، فتنشر على منصاتها الاجتماعية محتوى ترويجيا يحث الناس على شراء منتجاتها، وهذا خطأ فادح بالطبع، بل من الأفضل أن تولي اهتماماً بحاجات الجمهور واهتماماته.

  • ألّا يكون سياسيا أو دينيا:

 تجنب التّطرق إلى المواضيع السياسية أو الدينية في محتواك ما لم تكن منظمة سياسية أو دينية في الأساس، فمن المحتمل أن يسيء محتواك السياسي أو الديني إلى فئة من جمهورك لها وجهات نظر مختلفة.

  • خلوه من الأخطاء القواعدية والإملائية:

تأكد من خلو محتواك من الأخطاء الإملائية والقواعدية، ومن هنا تأتي أهمية تدقيقه قبل نشره.

  • حشوه بالهاشتاغات hashtags:

يلعب الهاشتاغ دوراً فعالاَ في انتشار محتواك ومشاركته بشكل واسع واكتساب المزيد من المتابعين، ولكن إياك وكثرة الهاشتاغات والتي لا تمت له أو للمتابعين بصلة.

عندما تنشر بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون من السهل اكتساب بعض العادات السيئة في كتابة ونشر المحتوى، وغالباً ما تخطئ بعض العلامات التجارية حين تظن بأن نشر أي محتوى أفضل من عدم نشر أي شيء، ولكن على النقيض فإن نشر محتوى رديء أو غير مناسب يمكن أن يلحق الضرر بالعلامة التجارية ويتسبب في ضعف محتواك الخاص بموقعك مما يؤدي لخسارة المتابعين، فاحذر جيداً قبل أن تنشر أي محتوى وتأكد من جودته تماماً.

  • ألا يكون المحتوى تافهاً :

انتشر فيالآونة الأخيرة الكثير من المحتوى التافه وساهم في صناعة مؤثرين تافهين لا يقدمون في محتواهم أي قيمة، فحتى تكون مشهورا تافها يكفي أن تخترع المقالب أو الاستهزاء بأصحاب الأعمال البسيطة أو القيام بحركات مخلة بالحياء وحينها ستكسب الكثير من المتابعين لكنك ستخسر الكثير من القيمة.

بعض المراجع

https://www.searchenginejournal.com/weak-content/217809/#close

https://www.socialmediatoday.com/news/9-types-of-content-to-stop-posting-on-social-media/558801/

https://www.native.ai/blog/good-content-vs.-bad-content-top-strategists-explain-the-difference

https://contentmarketinginstitute.com/2018/01/reasons-content-sucks/

 

حقوق الصورة البارزة