البودكاست.. التجربة الكندية

 

تشتهر مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك، بكونها العاصمة الثقافية لكندا، وإحدى واجهات التعددية اللغوية التي جعلت منها مركزا حيويا للإنتاج الإذاعي و التلفزي، والمسرحي الداعم للفرنكوفونية.

وأنت تأخذ جولة في منتزهاتها وشوارعها، تصادفك معارض فنية، ومهرجانات موسيقى الجاز، وأشكال فرجوية أكثرها شهرة هو مهرجان “للضحك فقط”، مما يجعل للمدينة رونقا ودفئا مميزين.

لكن لمونتريال أيضا بصمتها في عالم البودكاست وإنتاج محتوى فريد يتزايد الإقبال عليه، منذ أن قررت شركة آبل دعم البودكاست رسميا سنة 2005، وتوفير برامج تعزز التسويق الرقمي.

نعرض عليكم في هذا المقال أهم مواقع البودكاست او مايعرف بال  تدوين صوتي Podcasting التي تحظى بالمتابعة:

1-   “Passé date

وهو بودكاست يشرف على إعداده أستاذ التاريخ مارتن لاندري، بمبادرة من جمعية أساتذة التاريخ بمونتريال، وبتعاون مع راديو كيبيك. ويتناول في حلقاته تاريخ المدينة بأسلوب مشوق، يعتمد الألعاب والأحجيات، ويحول خبرة خمسة وعشرين سنة في تدريس المادة إلى عرض يستقطب شريحة واسعة من شباب المدينة، ومحبي التاريخ عموما. يقول مارتن” إن الشباب يملكون القدرة على أداء مهام متعددة في وقت واحد، لكن مع تركيز أقل. لذا قررت أن أحول دروس التاريخ إلى بودكاست يحفز الخيال”.

2- ” 3.7 Planètes

حتى نواصل عاداتنا الاستهلاكية كما هو عليه الحال اليوم ،فنحن بحاجة إلى أن يتضاعف كوكب الأرض 3,7 مرة. إنها الرسالة التي يعتمدها هذا البودكاست الشهير الذي يُعده الفنان الساخر، والبيطري سابقا، فرانسوا بيلفوي بشراكة مع راديو كندا.

يعتمد البودكاست على التوعية بأضرار الاستهلاك المفرط الذي أصبح سمة الحياة المعاصرة. ويحاول من خلال الدعابة والمفارقة الساخرة أن يحفزنا على تبني أنماط وسلوكيات صديقة للبيئة. أما فرانسوا بيلفوي فشهرته في كندا ترجع بالأساس إلى مشاركاته المميزة في مهرجان للضحك فقط juste pour rire” و الذي حصل من خلاله على عدة جوائز أهمها جائزة فكتور لسنوات 2013 و2014 على التوالي.

3- “َََAffaires et Marketing

كما يلوح من اسمه يهتم هذا البودكاست أساسا بأخبار الشركات و الأعمال التجارية عبر العالم، ويطرح لمتتبعيه نماذج في فن التسويق، ويقدم نصائح وتوجيهات مهمة لتحقيق الريادة في مجال الأعمال.

عبر هذا البودكاست المميز يوظف جان فرانسوا غيتار، أحد أشهر المحاضرين في مقاطعة كيبك، خبراته في مجال التسويق و الإشهار وخدمة الزبناء، لأجل تقديم نصائح وأفكار وتوجيهات لفائدة أرباب المقاولات وحملة المشاريع الطموحة. ويعتمد البودكاست على عرض أخبار ووقائع الشركات والمقاولات الكبرى، وأهم الصعوبات والأزمات التي اعترضتها، كتلقي شركة كوكا كولا لأزيد من أربعين ألف شكاية، وانهيار أسهم شركة خطوط الولايات المتحدة بسبب أغنية للمغني الكندي دايف كارول، اشتكى خلالها من سوء خدماتها، بعد أن تعرض غيتاره للتلف؛ مما كّلف الشركة خسائر بقيمة 180 مليون دولار بعد رواج الأغنية بشكل غير مسبوق.

4-  أكاديمية البودكاست

على امتداد أزيد من 250 حلقة، يقدم ماركو برنارد حصيلة اهتمامه وشغفه بإنتاج المحتوى الصوتي منذ 2014. ويعرض للشباب الراغب في اقتحام هذا السوق الرقمي الواعد دروسا وتوجيهات وخطوات عملية، تُمكنهم من تسويق أعمالهم، وزيادة الأرباح، واستقطاب شريحة واسعة من المتتبعين بأسلوب ناجح وفعال.

بفضل جهوده المستمرة وأفكاره المميزة، تم تصنيف الأكاديمية ضمن أفضل خمسة محتويات صوتية على الإيتيونز Itunes، كما يحظى بمتابعة 30 مليون مهتم بمجال الاستثمار وإنشاء المشاريع عبر العالم، ويدين له بالفضل أزيد من 500 صانع بودكاست.

يقول ماركو متحدثا عن القيم التي ضمنت نجاح أكاديميته: ” الالتزام، و العزيمة القوية، و التعالي على الذات. إنها القيم التي لا تكف عن إلهامي وترتيب أولوياتي مع التقدم في العمر”.

5- Ma version des faits

يهتم هذا البودكاست بعالم التحقيقات المثيرة، و الجرائم التي شغلت الرأي العام الكندي. ومن خلاله تعرض إيزابيل ريشر روايتها الخاصة للأحداث، وإعادة ترتيبها للوقائع، معتمدة في ذلك على مسار متألق في مجال الصحافة؛ حيث تحظى إيزابيل بشهرة واسعة بفضل البرامج الإذاعية التي قدمتها طوال عقود على راديو كندا، و التي تهتم أساسا بعالم الجريمة و التحقيقات البوليسية.

بحس بالغ الإنسانية، توجه إيزابيل أصابع الاتهام لمنظومة القضاء التي لم تفلح في الحد من نزعة الشر الموغلة في الطبيعة الإنسانية.

6- Deviens-tu c’ que t’as voulu ?

هل حققت ما تريد؟ سؤال يوجهه دومينيك تارديف، الصحفي و المنشط الإذاعي، للمشاهير و الشخصيات الرائدة، عبر حوارات عميقة ودافئة، لا يغيب عنها حس الدعابة و المرح. ومن خلالها يكشف ضيوف البودكاست عن بعض أسرارهم الخاصة، وتجاربهم التي يتقاسمونها لأول مرة مع المستمعين، مما أضفى شعبية خاصة على هذا البودكاست في أرجاء كندا.

7- Entre filles

توجه الشباب الى البودكاست

 

يطرق البودكاست عالم البنات بدءا من سن المراهقة، ليعرض للنقاش مخاوفهن ومشاكلهن، وأسئلتهن العميقة التي تؤرق حضورهن في عالم الذكور. وترجع شعبية هذا البودكاست إلى كون المشرفة على إعداده هي الممثلة والكاتبة سارة مود بوشيزن، والتي قدمت لتلفزيون كيبك مسلسلات وأعمالا درامية تعالج قضايا الشباب.

تستدعي سارة في حلقات البودكاست جزءا من حياتها الخاصة، ومذكراتها خلال فترة المراهقة. من الهوية و الأنوثة إلى الطابوهات والمشاكل العاطفية، تقتحم سارة كل مسكوت عنه بجرأة تستحق المتابعة.

تصف فيرونيك لوزون، الصحفية بجريدة لابريس الكندية، إقبال الشباب بمقاطعة كيبك على صناعة البودكاست بأنه أشبه باليوم الماطر. ورغم أن الإنتاج يتوزع على مختلف مجالات الحياة واهتمامات الناس، إلا أن الفن الساخر الذي تحتضنه مونتريال كل سنة، يظل هو الرابح الأكبر؛ حيث تحظى حلقات مايك وارد الساخرة بأضخم متابعة على الإطلاق، إذ تتجاوز 125 ألف متابع.

يُعلق مايك على الأمر بسخرية قائلا: يمنحك البودكاست فرصة ان تحكي حكاية لأربعين دقيقة. الأمر الذي لن يسمح به التلفزيون !


ومن ميزات خدمات استكتب امكانية توفيرخدمة كتابة محتوى بودكاست، يمكنك الحصول عليها من خلال الضغط على الرابط كتابة محتوى بودكاست

حقوق الصورة  1   2