المحتوى العربي ما هو تأثيره، ترتيبه ومستقبله بين المحتوى العالمي؟

قبل الحديث عن المحتوى بشكل عام والمحتوى العربي على وجه الخصوص، لنتأمل قليلاً في مسميات شبكة الإنترنت، فإحدى تلك المسميات هو “الشبكة المعلوماتية”، ومن البديهي أن نلاحظ أن معظم المعلومات على هذه الشبكة هي بالأساس معلومات نصية، مما خلق توجه واضح لدى الكثير من المؤسسات التجارية والأنظمة الإعلامية للتركيز على المحتوى النصي، بل والاستعانة بمحترفين من الشركات والأفراد لصياغته كوسيلة أساسية لاجتذاب الجمهور والعملاء على حد سواء.

ما هي درجة أهمية المحتوى النصي العربي وما هي درجة جودته؟ وإلى أي حد ينافس المحتوى النصي العربي المحتوى باللغات العالمية الأخرى؟ استكتب – Istakteb يجيب على تلك الأسئلة:

ما هي أهمية المحتوى العربي ؟

في بدايات ظهور الشبكة المعلوماتية (شبكة الإنترنت)، اعتمدت الشركات العربية، التجارية وغير التجارية، على المحتوى النصي العالمي وخاصة المحتوى النصي باللغة الانجليزية، ويرجع ذلك لتأخر اعتماد الشركات والأفراد من العرب على الإنترنت كوسيلة للتواصل مع الجمهور وتحقيق الأهداف.

ولكن وبعدما أصبحت شبكة الإنترنت – في العالم العربي – هي الوسيلة الأولى لإنجاز الأهداف وايصال الرسائل الفكرية واجتذاب العملاء، بدأ التركيز على إنشاء محتوى عربي أصيل، بعد أن كان المحتوى العربي مكوّن من محتوى مترجم من لغات أخرى بنسبة ساحقة (خاصة اللغة الانجليزية).

تجلت أهمية المحتوى العربي بعد أن نقلت الكثير من المؤسسات والشركات العربية نشاطها (أو على الأقل جزء كبير منه) إلى عالم الإنترنت، وأدّى توجه المجتمعات العربية إلى الإنترنت إلى ظهور متاجر الكترونية عربية وشركات تجارية تحتاج إلى التعبير عن نفسها لجمهورها وعملائها بلغتهم (اللغة العربية) واستخدام المحتوى النصي في مواقع التواصل والمدونات للتسويق ومخاطبة الزوار. أَضحى المحتوى النصي العربي (بغض النظر عن درجة الجودة والمنافسة مع المحتوى العالمي) علامة فارقة حتى بالنسبة للمستخدم البسيط في الدول العربية، ما يدفع الكثيرين اليوم للاستعانة بالخبراء والمحترفين في كتابة المحتوى النصي وتخصيص ميزانيات لا بأس بها لهذا الغرض.

هل يمكن القول أن المحتوى العربي أصبح ينافس في الجودة المحتوى باللغة الانجليزية مثلاً؟

رغم أن العرب هم في المرتبة الرابعة عند الحديث عن عدد مستخدمي الإنترنت (حوالي 170 مليون مستخدم) [1]، إلا أن نسبة كبيرة من المحتوى العربي ما زال عبارة عن ترجمات لمعلومات من مصادر أجنبية (انجليزية بالدرجة الأولى)، ولكن هناك توجه واضح نحو انشاء محتوى عربي أصيل كنتيجة لواقع فرضه وجود الآلاف من الشركات والمنظمات التي تقدم خدمات ومعلومات جديدة لا يمكن الاعتماد على المحتوى الأجنبي للتعبير عنها.

ماذا عن نسبة المحتوى العربي من النسبة الإجمالية للمحتوى على الإنترنت؟

وفقاً لإحصائية أُجريت في أبريل 2019 ، يشكل المحتوى العربي من 5.2% من المحتوى العالمي، حيث يهيمن المحتوى الانجليزي بطبيعة الحال على النسبة العظمى (حوالي 25%). ويتوقع تضاعف هذه النسبة خلال سنوات قليلة كنتيجة لتنامي هيمنة الإنترنت في قطاعي الاعلام والتجارة وتأثر الدول العربية بذلك، مما سيدفع نحو المزيد من الجهود لرفع المزيد من المحتوى العربي على الشبكة المعلوماتية.

هل هناك جهود تبذل حالياً للارتقاء بمستوى المحتوى النصي العربي؟

مع ازدياد الطلب على المحتوى العربي الخالص بعيداً عن الترجمات، ظهرت العديد من الشركات والمنصات المتخصصة في إنشاء المحتوى النصي العربي، مثل منصة استكتب – Istakteb التي تركز على خدمات المحتوى النصي العربي الأصيل بالدرجة الأولى وترجمة المحتوى الأجنبي إلى العربية بالدرجة الثانية. يُتوقع أن تتصدر خدمات المحتوى النصي في العالم العربي الخدمات المطلوبة في منصات العمل الحر استجابة للتغيرات وتأثير المحتوى تسويقياً وفكرياً على زوار الشبكة المعلوماتية.

المصــادر

  1. https://en.wikipedia.org/wiki/Languages_used_on_the_Internet#Internet_users_by_language
  2. https://en.wikipedia.org/wiki/Languages_used_on_the_Internet#Content_languages_for_websites