لعلك لاحظت عبر تتبعك لأخبار كأس العالم المقام في قطر 2022 كماً هائلاً  من الأخبار الرياضية وأنواعا مختلفة من محتوى رياضي منشور في الكثير من القنوات الإعلامية، ما بين فيديوهات وتعليقات ومقالات وصور وغيرها الكثير.

فإذا كنت صانع محتوى وممن يهتمون بعالم الرياضة وترغب بدخول عالم صناعة المحتوى الرياضي، فهنالك سبعة قواعد ذهبية لكتابة محتوى رياضي مميز نفردها لك في المقال التالي، لابد من التركيز عليها حتى تعطي جمهورك الرياضي الذي يشجع فرقا متنوعة محتوى شيقا ماتعا وحماسيا.

 

كيف بدأ المحتوى الرياضي ؟

حتى وقت قريب لم تكن أخبار أولئك البسطاء الذين يكسوهم الطين وهم يركضون في الملاعب الموحلة، تشغل سوى حيز هامشي في الصفحات الأخيرة من الجرائد، أو دقائق من البث الإذاعي ظهيرة كل عطلة أسبوع. يكتب عنهم صحفيون كسالى أو فشلة لتبرير وجودهم داخل المؤسسات الإعلامية.

 أما اليوم فقد أصبحت التغطية الرياضية مهمة بصورة أساسية، لبقاء وازدهار الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع. فمنذ أن تحولت الرياضة إلى سلعة تجارية وأداة لتحقيق المبيعات، أصبح الرياضيون من أكثر الناس شهرة، وأعلاهم أجرا على هذا الكوكب. وصار من المألوف أن تجد أزيد من مئة صحفي يقومون بتغطية مباراة في الدوري الممتاز لكرة القدم الإنجليزية، وأن يحتل الخبر الرياضي ما يزيد على 20 صفحة من مساحة النشر في صحيفة الصانداي.

أصبحت الرياضة جذابة إذا قورنت بالملل الذي تُحدثه أخبار السياسة، في ظل تراجع التأثير الذي كانت تتمتع به الأحزاب والنقابات العمالية. ويرجع السبب إلى ما تتمتع به الفعاليات الرياضية من إثارة وحس درامي متزايد، وقابية للتنبؤ. لذا أصبح التقويم الرياضي العالمي حافلا بالبطولات، والألعاب الأولمبية، والسباقات بلا توقف.

بالموازاة مع هذا التطور، انتقلت الكتابة الصحفية من جرد النتائج كل نهاية أسبوع إلى تغطية يومية للطيف الرياضي بأكمله. وأصبح المحرر الصحفي الأكثر لمعانا هو القادر على تقديم موجز متنوع لأهم الأحداث الرئيسية في عالم الرياضة.

ما هي قنوات نشر المحتوى الرياضي؟

وفق مقالة نشرها موقع بي بي سي حول أكثر القنوات الإعلامية التي ينشر فيها أي محتوى رياضي مميز، أشارت إلى وجود خمس قنوات هي:

1- التلفاز: حيث تخصص بعض القنوات الرياضية لبث الأخبار الرياضية مجاناً، ويتيح بعضها الآخر الاشتراك بخدماتها للحصول على أهم وآخر الأخبار الرياضية مثل قناة بي ان سبورت.

2- الراديو: وهو الوسيلة القديمة التي ارتبط في  أذهان الجمهور الرياضي والتي تطورت اليوم لتصبح على هيئة بتدوين صوتي أو ما يسمى بالبودكاست يتيح لك سماع أهم أخبار الرياضة في العالم.

3- الصحافة: الورقية والالكترونية منها، حيث هنالك مئات المجلات والصحف المختصة بالرياضة، والتي تحولت اليوم في كثير منها إلى الالكترونية لتضمن الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة ممن يتابعون مختلف أنواع المحتوى الرياضي.

4- الانترنت: وهو الفضاء الأرحب اليوم، حيث هنالك آلاف المدونات الرياضية ومئات المواقع الرياضية التي تتابع جميع تطورات الرياضة بمختلف أنواعها، ولعلك ممن يذكرون موقع كووورة الشهير في عالمنا العربي، الذي ما يزال حتى يومنا هذا وجهة أساسية لكثير من متتبعي أخبار الرياضة المحلية والدولية. 

5- مواقع التواصل الاجتماعي: هي الساحة الأسهل والأسرع للوصول إلى أي محتوى رياضي قد ينشر، وذلك من خلال تتبع هاشتاغات معينة أو حسابات مخصصة لمتابعة فريق ما أو لاعب ما، حيث سهلت أمر التواصل بين اللاعبين ومشجعيهم كثيرا، وبات التعبير عن الآراء الرياضية بمنتهى السهولة والوصول.

 

كيف تصنع محتوى رياضي مميز؟

إن مجرد الاستمتاع بمتابعة مباراة في كرة القدم، أو حضور سباق للعدو الريفي لن يجعل منك صانعا متميزا للمحتوى الرياضي، فأنت بحاجة لأن تنقل ما لديك من معرفة وحماس إلى الآخرين، وبطريقة ممتعة وجذابة؛ وهو الأمر الذي يفرض مهارات أساسية في الكتابة لجمهور الرياضة بصفة عامة.

أولاً:

يجب الإلمام بالمعرفة الأساسية التي يحتاجها كل صانع محتوى رياضي . فالمشجعون يعرفون الرياضات التي يتابعونها بشكل مستمر، والفرق التي تمثلها. وإن لم تكن ترغب بالظهور كصانع محتوى رياضي ساذج، أو محدود المعرفة، فأنت بحاجة إلى قدر جيد من البيانات والمعلومات، بالإضافة إلى كفاءة في تحليل مستويات الأداء.

ثانياً:

ومن أجل تحقيق محتوى رياضي جيد، عليك أن تفهم طبيعة الجمهور الذي يتابع عملك. فالرياضة هي في الأخير صناعة تم ابتكارها لتنتج وتعرض يوميا جرعة هائلة من الأحداث المثيرة. لذا عليك أن تعرف كيف تفتح شهية المتابعين، إما بالتركيز على المعلومات الشخصية للاعبين وأطر التدريب والتسيير، أو بتقديم عناصر تشكل أحداثا معينة، أو بإضفاء مسحة إبداعية على تحليل مستويات أداء الفرق في التظاهرات المختلفة. زيادة على التدفق المستمر لمحتوى تغطية الأحداث الكبيرة.

ثالثاً:

عليك الاهتمام ببناء وتنمية مصادر الاتصال، أي الأشخاص المرتبطين بقطاع الرياضة، من لاعبين، ومدربين، ومسؤولين في الأجهزة الإدارية. هذا النوع الذي ستظفر به من معلومات وانطباعات يساعدك على إضافة تفاصيل أساسية وفورية، ويعزز توقعاتك وردود أفعال المتابعين تجاهها.

رابعاً:

 توفر مواقع التواصل الاجتماعي طبقة جديدة من نطاق مصادر المعلومات بالنسبة لصانع المحتوى الرياضي، خاصة بعد زيادة استخدامها من طرف الرياضيين والمشجعين. وبما أن المعلومات في هذا المجال لم تعد تتدفق في اتجاه واحد، كما في السابق، فأنت بحاجة لأن تبتكر أسلوبا قائما على التفاعل الفوري مع متابعيك، عن طريق تقديم التقارير لحظة بلحظة للأحداث الرياضية، واستخدام التغريدات والرسائل التنبيهية للمشاركين عند بدء أية تظاهرة رياضية، وتشكيل حزمة إلكترونية مستمرة للإبقاء على جمهورك في حالة ترقب ومتابعة.

خامساً:

 ليكن التنويع والإثارة سمة مميزة لأي محتوى رياضي تنشره، وهذا يقتضي أن تتنوع مواده ما بين محتوى رياضي يتم إعداده بصورة حصرية من أجل موقعك الإلكتروني أو مدونتك، وبين إعادة كتابة أو اختصار محتوى مطبوع لرفعه على شبكة الانترنيت. أما الأخبار والمعلومات المتوفرة على باقي المواقع، فيمكن إخضاعها لما يسمى بإعادة الدمج، أي جعلها أكثر سهولة وملاءمة للمتصفح، إما بوضع عناوين فرعية، أو استخدام النقاط وجداول الاقتباسات بوتيرة متوازنة.

سادساً:

 إن إعداد المقدمة من أهم فقرات المقال، لأنها تعزز جذب انتباه القارئ، لذلك لا بد من الاهتمام عند كتابة أي محتوى رياضي بإعداد مقدمة مميزة ومثيرة لانتباه القارئ، حيث إن المحتوى الرياضي يتميز عن غيره بأسلوبه المبهج والممتع. ولهذه الغاية يقترح فيل أندروز Phil Andrews نماذج للمقدمات التي تشد انتباه القارئ مثل:

المقدمة المنسدلة Dropped intro: حيث يتم تأخير الحديث عن شخصية أو موضوع المقال، مما يجعل القارئ متهلفا لمعرفته:

 ” عند دخوله من باب المطعم، بدا ضئيل الحجم في بزته الفضفاضة كشخصية لا يعرفها أحد؛ كان من الصعب الاعتقاد بأن تلك الأكتاف الضعيفة تحمل آمال وتطلعات الشعب بأكمله….”

مقدمة الاقتباس Quote intro: وهي أن تبدأ بنص مقتبس من حديث الشخصية الرياضية موضوع المقال:

    ” عندما قمت بإضاعة ضربة الجزاء تلك، في المباراة قبل النهائية لكأس العالم، أدركت  أنني كنت سببا في ضياع لقب تاريخي لفريقي، ولكن على عكس المتوقع فقد جعلني هذا الموقف لاعبا قويا..”

المقدمة التاريخية Historical intro: وذلك بوضع الحديث في قالب تاريخي، وإلقاء الضوء على الشخصية أو الحدث من خلال ربطه بواقعة تاريخية معينة:

إن هذا الفوز الكبير الذي حققه الفريق يُذكرنا بآخر تتويج باللقب منذ سبعين عاما…”

مقدمة التباين Contrast intro: وتعتمد على إجراء مقارنة بين وضع سابق للشخصية ووضعها الحالي، كالحديث عن المهاجم المشهور الذي كان عامل بناء يبني الجدران بالإسمنت، أما في هذا اللقاء فهو يبني جدارا آخر يستند عليه دفاع الفريق..

المقدمة الاستفهامية Question intro: حيث إن استخدام الصيغة الاستفهامية يشحذ خيال القارئ، ويثير تطلعاته لمعرفة الجواب:

” ترى، كم ستدفع لمشاهدة فريقك وهو يتجرع كاس الهزيمة؟

حسنا، فالجماهير التي اعتادت أن تدفع ثلاث جنيهات لمشاهدة مباريات فريقهم على ملعبهم، سوف يكونوا مطالبين بدفع ثلاثمئة جنيه لمرافقته إلى دوري أبطال أوروبا..”

سابعاً:

 لا يكفي أن تكتب ببساطة عن لاعبك المفضل أو الفريق الذي تشجعه، بل يجب أن يكون هناك سبب وجيه للقيام بذلك، حتى تضمن تفاعل القراء.

فما هي الأسباب التي تدفعك لكتابة محتوى رياضي مميز؟

أما أهم الأسباب التي تدفعك لكتابة محتوى رياضي فيمكن إجمالها كالآتي:

– قرب تنظيم حدث رياضي

– تألق لاعب أو فريق

– تراجع أداء نجم رياضي أو فريق مشهور

– إقالة مدرب

– تورط لاعبين في فضائح، كتناول المنشطات، أو ممارسات غير أخلاقية.

– سقوط ضحايا مباراة أو سباق.

– تسليط الضوء على السلوك غير الرياضي من لدن المشجعين.

– الظواهر السلبية المرتبطة بالرياضة عموما، كالعرقية، والتعصب الديني، والترويج للمواد المضرة بالصحة أو بالبيئة.

أما بشأن البنية الرئيسية للمقال فهي تحتاج إلى قدر من السلاسة، والانتقال من الوصف إلى التحليل، والاهتمام بالتفاصيل الأساسية، ثم وضع خاتمة مرضية ومناسبة.

وفي النهاية تأكد أن ما تكتبه لا يتضمن إساءة أو تشهيرا، حتى لا يضعك الشغف بالرياضة تحت طائلة القانون!

ونذكّر هنا إن كنت من أصحاب المشاريع الرياضية، أنه بإمكانية الحصول على خدمات كتابة محتوى رياضي مميز تقدمها استكتب عبر مجموعة من صناع المحتوى المميزين في العالم العربي، حيث نضمن لك الحصول على محتوى بجودة عالية يرضي جمهورك في أي قناة من قنوات نشر المحتوى التي تعمل عليها.

 

حقوق الصور البارزة

1  2  3