إذا كنت تكتب مقالة أو محتوى بشكل عام فليس هناك حاجة للتأكد من أنه غير مكرر، فلكلّ شخص صياغته وما دمت أنت من كتبت المحتوى بنفسك وبطريقتك فليس هناك أي احتمال لتجد مقالة أخرى بنفس الشكل ونفس الجمل والعبارات والتفاصيل، فهذا يحدث في حالة نسخت مقالا أو قام أحدهم بنسخ محتواك بعد نشره.

لكن هذا المقال مفيد بالنسبة لأصحاب المواقع الذين يوظفون المحررين والمدونين لأغراض التحرير والتدوين وتوفير المحتوى الجديد على مواقعهم.

كذلك مفيد لمن يشتري المقالات من مواقع بها متخصصين في صناعة المحتوى بما فيها منصة استكتب، ومن حقه أن يتأكد أن ما حصل عليه هي مقالة فريدة على مستوى المحتوى الذي تأتي به وليس مقالا منسوخا كله أو يتضمن فقرات تم نسخها من مقالات منشورة أخرى.

كيف تتأكد أن المحتوى إبداعي وغير منسوخ؟

هذا هو السؤال الذي نسعى للرد عليه في هذا المقال.

  • العنوان لا يكفي للحكم على أن المقالة منسوخة أم أصلية

طبيعي أن تجد في نتائج بحث جوجل عدداً من النتائج بنفس العنوان لكن المحتوى مختلف، فمثلا عند البحث عن “طريقة غسل الملابس باليد” في جوجل قد نجد العديد من نتائج البحث بنفس العنوان، وتتساءل إن كان جوجل لم يطبق في هذه الحالة عرض المحتوى الفريد بل أعطى الأولية للمحتوى المنسوخ.

لكن عندما تفتح كل نتائج البحث ستجد أن هناك اختلافات بينها في الصياغة والتفاصيل وكل واحدة منها تقدم قيمة مضافة من ناحية معينة.

وللعلم هذا طبيعي أيضا في الويب الأجنبي، كتابة مقالة بعنوان شائع لا يدفع جوجل ومحركات البحث لاعتباره محتوى مكرر إن كان بصيغة خاصة.

  • السرّ في التحقق من الفقرات والجمل والعبارات

يمكنك أن تكتشف أن المقالة التي بين يديك منسوخة من موقع آخر بالبحث عن المقدمة، فإن لم تجدها في محرك بحث جوجل، جرب فقرة أخرى أو عبارة معينة وستكتشف المقال الأصلي إن كان منسوخا فعلا.

ما يجعلك قد لا تعثر على المقالة المنسوخة في حالة قمت بالبحث عن الجملة الأول أو الفقرة الأولى، هي أن بعض المدونين الذين يستخدمون الغش يكتبون الفقرة الأولى ثم الباقي مسروق!

  • لكن الاقتباسات تنسخ وتكرر ولا تعتبر محتوى ممنوعا

يمكن أن تتضمن مقالات الأخبار اقتباسات معينة تجد أن مواقع الأخبار تتناقلها فيما بينها، منها مثلا “وقال المسؤول الفلاني: قلة الأمطار هذه السنة من شأنها أن تؤثر على النمو الإقتصادي في البلاد بشكل سلبي، خصوصا وأن الإقتصاد المحلي يعتمد على الفلاحة”.

مثل هذه العبارات مقبولة أن تكون منسوخة، وتجد أن مواقع إخبارية قدمت الخبر وهو يتضمن تلك العبارة، فعليك أن لا تحكم على أن المقالة مسروقة، ركّز على بقية التفاصيل وتحقق من أن صياغة الخبر فريدة.

 

كيف تتأكد أن المحتوى إبداعي وغير منسوخ

أدوات تساعدك على اكتشاف المحتوى المنسوخ

بعيدا عن استخدام جوجل في العثور على المحتوى المنسوخ، هناك أدوات تستخدم على نطاق واسع عالميا وهي التي تمكن أصحاب المواقع من اكتشاف النسخ على مواقعهم.

  1. أداة  Plagiarisma التي تدعم التحقق من المحتوى الإنجليزي والعربي وبمختلف اللغات الأخرى.
  2. أداة Dupli Checker التي تتيح لك لصق النص الخاص بك والتحقق منه أو من خلال رفع المستند للتحقق من أنه أصلي.
  3. أداة CheckForPlagiarism التي تدعم العديد من اللغات وهي الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإسبانية، الإيطالية، الدانماركية، البرتغالية، الصينية (المبسطة والتقليدية)، اليابانية، الكورية، الهندية، العربية، وتتطلب منك فقط رفع الملف للحصول على تقرير على بريدك الإلكتروني.

ومن اهم ميزات خدمات استكتب امكانية توفير محتوى ابداعي غير منسوخ ، يمكنك الحصول عليها من خلال الضغط على الرابط 

كتابة خدمات ابداعية غير مسوخة 

كيف يضر نسخ المحتوى بعملك؟

قبل 10 سنوات كان من الممكن أن تنشئ مدونة أو منتدى أو أي موقع محتوى وتعمل على نسخ المحتوى من المواقع الإلكترونية الأخرى وتغير فقط العنوان وتتصدر نتائج البحث على جوجل لتحصل على الزيارات والقراءات.

في تلك الفترة انتشرت المنتديات التي تنسخ من بعضها البعض أي محتوى جديد وحصري، بل تم ابتكار برمجيات وتطبيقات للمواقع تعمل على جلب الأخبار والمقالات الجديدة من المواقع التي تنشر المقالات الأصلية فتقوم بطرحها تلقائيا بعد أقل من دقيقة على توفرها في الموقع المصدر.

والنتيجة؟ نتائج بحث مكررة ومملة جدا، تبحث مثلا عن موضوع حول التدوين وتجد نفس الموضوع في نتائج البحث كلها بنفس العنوان أو ببعض الإختلافات على مستوى العنوان، لكن المحتوى هو نفسه.

بينما أصحاب المواقع الذين يستخدمون هذه السياسة يستمتعون بتزايد هائل في الزيارات والأرباح، لقد كان عمل موقع إلكتروني ونشر المحتوى عليه حينها بهذه الطريقة سهلا.

المواقع التي تنشر المحتوى الأصلي تضررت بالفعل ولاحظت أن من يسرق منها المحتوى يأخذ منها القراءات والزيارات وهو ما كان محبطا لصناعة المحتوى حينها، لكن كان هناك رهان صحيح وصادق وهو أن المواقع التي تعتمد على المحتوى المنسوخ مصيرها هو الفشل والزوال.

بعدها لاحظت جوجل أن تكرار نتائج البحث وتقديم نفس المحتوى في مختلف نتائج البحث يسيء إلى تجربة البحث الإلكتروني، وقررت تطوير خوارزميات بحث وأطلقت تحديثات باندا، والطائر الطنان وأنواع أخرى كان هدفها الأساسي هو القضاء على المحتوى المنسوخ.

مع مرور السنوات لاحظنا تساقط المنتديات التي تعتمد على النسخ واللصق والبقاء لتلك التي استثمرت في المحتوى من خلال توظيف محررين ومشرفين قادرين على الكتابة والترجمة وابتكار المحتوى، واختفت معها المدونات والمواقع الإخبارية التي تنسخ المحتوى.

ووصلنا الآن إلى عصر يكفي أن تقوم فيه بالتبليغ عن موقع ينسخ المحتوى من موقعك لتجده معاقب، بل إن خوارزميات جوجل أصبحت ذكية ولم تعد تسمح بالنجاح لمثل هذه الأنواع من المواقع.

والحقيقة أن محاربة المحتوى المنسوخ لم يأت من فراغ فهو ضرر كله لك ومضيعة كبيرة للوقت والجهد.

  • المحتوى المنسوخ يخرجك من المنافسة بنتائج البحث

المواقع التي تعتمد على نسخ المحتوى قد تنجح في جلب الزيارات من فيس بوك وبعض الشبكات الإجتماعية، لكنها على الأقل خسرت المصدر الأساسي للزيارات الدائمة وهو جوجل.

خسارة جوجل تعني أن حجم البحث عن الكلمات المفتاحية التي تستهدفها يستفيد منها منافسوك بينما أنت محروم منها.

النقطة الأخرى التي يجب الإنتباه إليها هو أن جوجل يعطي سعر نقرة أكبر للمواقع التي تعتمد على إعلانات أدسنس ومجمل زياراتها من محرك البحث وليس من فيس بوك.

  • المحتوى المنسوخ يضر بسمعة موقعك الإلكتروني

ما الذي يميز المواقع الناجحة اليوم؟

بكل تأكيد الاستثمار في المحتوى وتقديم مقالات أصلية وتشجيع الإبتكار في هذا المجال.

أما المواقع الفاشلة، فهي تحاول إحياء الطريقة القديمة للتصدّر وهي نسخ المحتوى وتعديل العنوان ومحاولة القيام ببعض التلاعبات الميؤوس منها دون فائدة ترجى.

تتمتع المواقع الناجحة بجمهور متنامي يثق بالمحتوى الجديد الذي يتم نشره، وينتظر المزيد باستمرار لأنه يعرف أنها المصدر والأصل وعليها سيكون المقال منشورا لأول مرة قبل أن تتهافت المواقع الفاشلة على نسخه وسرقته.

  • المحتوى المنسوخ يحذف الإحترافية ويضر سمعة الشركات

تحاول كل علامة تجارية أن تؤكد على أنها مؤسسة ابداعية تشجع على الإبداع والإبتكار وأنها تتبرأ من النسخ والتقليد.

لكن عندما تلجأ إلى نسخ المحتوى من مدونة الشركة المنافسة لها أو موقع آخر لصالح موقعها، فهي تحذف الاحترافية وتنفي بنفسها ما تدعيه من إبداع وابتكار.

في هذه الحالة يخسر التسويق بالمحتوى فاعليته في تعزيز الثقة وبناء جمهور أكبر ويتحول إلى أسلوب للترويج للشركة على أنها مؤسسة مقلدة للمنافسين.

 

 

حقوق الصورة البارزة