ما هو التدوين وما هي أسراره وكيف تكون مدوناً ناجحاً

 

نسمع كثيرا بالتدوين ولكن نسبة قليلة فقط من الناس يعلمون بتعريفه الصحيح ولا يختصرونه في الكتابة وتدوين النصوص، ومن المعلوم أن سؤال “ما هو التدوين” يتكرر كثيرا في ظل الثورة التي يعيشها هذا القطاع في الوقت الحالي، وفي المقالة التالية سنجيب عن تساؤل: ما هو التدوين وما هي أسراره وكيف تكون مدوناً ناجحاً

ما هو تعريف التدوين ؟

بعيدا عن التعقيدات فإن التدوين هو عملية تسجيل خبر أو رأي أو مشاعر عبر كتابتها أو تسجيلها صوتيا أو من خلال بثها بالفيديو.

تدوين قصة يعني تحويلها من أفكار لدى الكاتب إلى حروف وكلمات على ورق أو برنامج للكتابة على الحاسوب أو أي جهاز آخر، وقد يكون التدوين صوتيا من خلال تسجيل صوتي أو من خلال تسجيل مرئي من خلال فيديو.

وقد يكون التدوين عبارة عن صورة أو لوحة فنية تعبر عن أفكارك، وهذا شائع في القصص المصورة التي لا تأتي مع كلمات وغالبا ما تكون موجهة للصغار أو أنها موجهة للكبار لتمنحهم مساحة الفهم والتأويل!

غير أن التدوين الكتابي هو الأكثر انتشارا رغم الإقبال على التدوين الصوتي  ومقاطع الفيديو، ولا يزال أول ما يفكر فيه أي شخص بمجرد أن يسمع كلمة التدوين.

كيف تكون مدونا ناجحا؟

في أي عمل أو هواية أو نشاط لا يمكنك أن تصل للنجاح بين ليلة وضحاها، فالوصول يتعلق بالممارسة المتكررة والمستمرة بشغف متجدد للتطوير وتقديم الأفضل.

وأن تكون مدونا ناجحا هي مسيرة سنوات من ممارسة التدوين، فمثلا إن كنت كاتبا للمقالات فالنجاح يمكن الوصول إليه بكتابة الكثير من المحتوى على أن يكون كل مقال أو تقرير أو كتاب تقدمه ذا قيمة يلمسها القارئ، مثل مساعدته في حل مشكلة، أو تمرير رسائل وقيم ايجابية له من وراء القصة أو الكتاب.

إن الاستمرارية في هذا المجال هي السر في الوصول إلى النجاح، وليس من المعقول أن تسمي نفسك مدونا بينما مقالاتك وأعمالك لا تتجاوز أصابع اليد. وحتى تحقق تلك الاستمرارية لا بد من وضع أهداف ذكية لمدونتك ، تساعدك على تحقيق النجاح الذي ترغب برؤيته.

كما أن الشغف وحب التدوين هو ما يجعلك في الواقع تستمر في هذا المجال دون كلل ولا ملل وتقوم بالأمر في الأساس لأنه عمل تحبه قبل أن تسعى من خلاله إلى الربح وتحقيق عائد مادي بشكل مستمر.

ومن المواصفات التي يجب عليك اكتسابها كي تكون مدونا ناجحا نجد أنه عليك تحري الدقة في ما تقدمه من مقالات وأعمال أدبية والمحتوى بشكل عام الذي توفره لجمهورك، من خلال تقديم معلومات صحيحة والإبتعاد عن الأخبار المزيفة والمعلومات المضللة.

وبشكل عام يجب أن تجيد أخلاقيات الصحافة والنقاش وتوصيل الأفكار وفق أدبيات تحترم عقل القارئ وتوفر له مساحة للحكم واتخاذ موقف من القضية التي تتحدث عنها.

تذكر أن المدون الناجح هو الذي يحترم الأشخاص والأديان والمعتقدات ومنفتح على الإختلاف، وهذا ما يجعله يتجنب كتابة المقالات التي تحرض عادة على الفتنة والفوضى، ويزن كل كلمة يكتبها أو يقولها بميزان العقل والحكمة.

إن من الأسرار الجيدة للنجاح في التدوين هي تقديم المقالات والمحتوى بطريقة جديدة وفق رؤية مميزة وتقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات وحلول جديدة للمشاكل التي تعالجها، وذلك لتتميز عن المدونين الآخرين في تناول القضايا.

إضافة لما سبق، عليك الانفتاح على مختلف التعليقات وتقبل الانتقاد والاستفادة من تعليقات وتعقيبات الجمهور والتفاعل معها، كي يستمروا في التفاعل مع كل ما تقدمه ومتابعتك دائما.

أيضا ليس عيبا أن تعدل موضوعك لإضافة أفكار جديدة للقراء الجدد أو في حالة ورود أخطاء بالمعلومات والتنبيه إلى أنه تم تعديل المقال.

 

ولا تنس أخيرا أن تتطرق إلى المواضيع الجديدة الشائعة التي يهتم بها الناس في الوقت الحالي، وهذا يتطلب منك السرعة وحسن الاختيار والمعرفة بتفاصيل الأحداث والقدرة على تحليلها.

فوائد التدوين السبعة، للمدون والكاتب ومن يسعى!

المحتوى هو الملك! المحتوى هو الملك!

دومًا تسمع” المحتوى هو الملك! المحتوى هو الملك!”، وربما تندهش من هذا الإصرار الغريب على هذه النصيحة لأي شخص يُبنى عمله على الإنترنت، من خلال موقع أو مدونة؛ فلابد من عمل قسم خاص بالتدوين، قد يضم عدة تدوينات خاصة بما يطرحه الموقع، أو تدوينات تثقيفية، تلقي الضوء على الكثير من الأشياء الهامة، المتخصص فيها الموقع بالفعل.

عودة لذات السؤال: لماذا سيظل المحتوى هو الملك؟ دعني أجيبك عن هذا السؤال من خلال طرح فوائد التدوين السبعة التي  ستجنيها من التدوين أو كتابة المحتوى:

الفائدة الأولى:

سيظل المحتوى هو الملك؛ لأن هذا هو ما يبحث عنه الناس. محركات البحث – وعلى رأسها جوجل– تقوم في معظمها على أساس بحث الناس الدائب مع أجوبة لأسئلتها.

هذه الأسئلة هي ما تقودهم لمدونات ومواقع تحتوي على أجوبة شافية لما يبحثون عنه. عندما تقوم بعمل مدونة، وتهتم بإتاحة مجموعة من التدوينات أو المقالات، وتطرحها عبر قواعد السيو؛ فإنك بهذا تضمن عددًا لا يُستهان به من العملاء المحتملين، الذين سيأتون إليك يوميًا دون أن تتعب في البحث عنهم.

أي أن المحتوى الذي تقدّمه سيجعل الزوّار يفدون إليك عبر بوابة موقعك أومدونتك المفتوحة على مصراعيها.

الفائدة الثانية:

عندما تطرح منتجًا ما، أو خدمة ما؛ فما الذي سيجعلني أهتم بك؟ أنا لا أعرفك، وحتى لو كانت سيرتك الذاتية ملهمة؛ سينتابني بعض الشكّ في مقدرتك على ما تقدمه.

يأتي المحتوى ليغرس بعض الثقة في نفسي ناحيتك، أقرأ تدويناتك؛ لأجد فيها بعض ما أبحث عنه. هنا تنشأ الثقة بيني وبينك. المحتوى يخلق ثقة فيما يقدمه صاحب المدونة أو الموقع.

الفائدة الثالثة:

هل تسمع عن الأفلييت، أو نظام التسويق بالعمولة؟

في الحقيقة هو قائم على المحتوى الذي تكتبه. عندما يقوم أحدهم بالحديث عن كتابٍ رائعٍ قد قرأه، ويتكلم بطريقة تحفيزية ملهمة، تجعل القارئ يسيل لعابه؛ ليقرأ هذه التحفة، ثم يضغط على رابط الكتاب الموجود بلون مختلف، ويشتري نسخة ورقية أو إلكترونية.

المحتوى هنا صنع عميلًا حقيقيًا، تأثر بما يقرأه أو يسمعه، وتصرف على أساسه. طبعًا قسْ على هذا كل شيء قابل للبيع، من خلال محتوى جيد، صادق، لا يعتمد على التهويل أو المبالغة؛ بل يشرح الأمور بشكل متزن وحقيقي.

أنت تصنع طابورًا من العملاء يقف؛ لكي يُجرب ما جربته أنت، ويستمتع بما استمتعت به أنت. نصيحتي عندما تقوم بعمل تدوينة عن منتج؛ فلا تتحدث عن شيءٍ لا تعرفه أو لم تجربه. الأمانة أن تتكلم عن شيء قد عرفته وجربته فعلًا.

الفائدة الرابعة:

وماذا لو لم يكن هناك منتجات تتحدث عنها؟

في الحقيقة عندما تقدم محتوى مجاني، لا يعتمد على منتجات معينة، تربح نسبة منها؛ وترغب في تثقيف الناس في شيء ما؛ فهذا شيء عظيم. شيء عظيم؛ لأنك ربما تتحدث عن شيء جديد في العالم العربي.

هذا الشيء لن يتقبله الناس بسهولة. لهذا تبدأ في نثر مقالاتك وتدويناتك بشكل منتظم وذكي. الحقيقة أن المحتوى هنا يقوم بتغيير طبيعة القرّاء ببطء.

فأنت تغرس أفكارك من خلال التدوين، تخلق قاعدة متابعين لك، تنمو ببطء، وتتابع ما تكتبه بنهم، وتقوم بمشاركة تدويناتك؛ لتجلب لك المزيد من العملاء المحتملين.

الفائدة الخامسة:

التدوين يخلق متابعين، والمتابعون يجلبون متابعين أكثر، وحركة المرور الهائلة هذه؛ ستجعل الشركات الخاصة التي تريد الإعلان لديك؛ تهرع إليك وتدفع لك، من أجل أن تضع إعلاناتها عندك.

الفائدة السادسة:

التدوين رائع على المستوى الشخصي؛ فأنت عندما تُلزم نفسك بكتابة تدوينة كل يوم، أو كل أسبوع؛ فأنت تمارس الكتابة، وتجوّدها، وتتعلم وضع أفكارك بشكل محدد ومنطقي على الورق، والأكثر أنها ستتيح للناس أن تتفاعل معك، وتشاركك آراءها.

الفائدة السابعة:

التدوين يعلمك الالتزام، إنجاز المشاريع، يعلُّمك كيفية أن تفكر في الشيء وتفعله دون تأخير. بمرور الوقت هذا؛ سيخلق عادة صحية لك؛ ستجني ثمارها على المدى البعيد.

وبعد استعراض فوائد التدوين أعلاه، هل تلمست إحداها في طريق صناعتك للتدوين من قبل؟

بقلم عارف فكري – مدون وروائي وكاتب سيناريو من مصر

 

اترك تعليقاً

  1. […] التدوين في الإعلان والتسويق بعد ، فتعرف أولا إلى ماهية التدوين وكيف تكون مدونا ناجحا، ثم اقرأ هذه المقالة لتعرف كيف تساعد المدونة على  […]

  2. خضرأحمدمحمد 30 أغسطس، 2022 at 5:33 م - Reply

    شكرا علي المعلومات القيمة ،نتما لكم التوفيق التقدم والازدهار

    • استكتب 12 سبتمبر، 2022 at 2:14 ص - Reply

      على الرحب والسعة، يسعدنا تقييمك ورأيك الكريم

مقالات مشابهة