ما هو عمل المترجم؟

يعمل المترجم على ترجمة (المستندات أو الوثائق أو المحاضرات أو الخطابات أو مقاطع الفيديو) من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف، وقد يكون عمل المترجم مختصاً في مجال واحد أو عدة مجالات. ويعمل المترجم في مجموعة متنوعة من الصناعات والقطاعات مثل الطب والعلوم والقانون والسياسة والتعليم والتجارة والأدب وغيرها الكثير.  وعلى الرغم من التطور التقني الهائل في مجال الترجمة الآلية إلا أنه لا تزال الحاجة إلى مترجم بشري قائمة في هذا العصر الإلكتروني. ويشير كتيب التوقعات المهنية لمكتب إحصاءات العمل أنه من المتوقع أن يتسارع النمو في مجال الترجمة بشكل أكبر من المتوسط في السنوات القادمة.

 المهارات التي يحتاجها المترجم المحترف

أربعة أنواع من المهارات التي يحتاجها المترجم المحترف ، لتكون مترجم ناجح تحتاج لعدة مهارات وخبرات أساسية.

1- مهارات الكفاءة الأساسية للمترجم

هي المهارات الأساسية التي يحتاجها أي مترجم لاحتراف الترجمة وهيخمس مهارات:

  • اولا:الإتقان اللغوي

لا يمكن أن يترجم المترجم أي نص أو حوار دون أن يفهمه، لذلك إتقان اللغة المصدر واللغة الهدف من الأساسيات لأي مترجم، ولا يعني بالضرورة أن المعرفة العامة لأي لغة تؤهلك لتكون مترجماً بل تحتاج لمعرفة لغوية متقدمة وعميقة لكل من اللغة المصدر واللغة الهدف.

كيف تكتسب معرفة لغوية متقدمة؟

  1. دراسة اللغتين المصدر والهدف والحصول على درجة علمية أو شهادة إتقان لهما.
  2. القراءة الكثيفة في كل من اللغتين المصدر والهدف.
  3. الاطلاع على ثقافة البلدان التي تهتم بتعلم وإتقان لغتها لتكسب معرفة ثقافية.
  4. الاستمرار في تعلم اللغة وإتقان مهاراتها الأساسية من الكتابة والقراءة والاستماع والمحادثة لتصل إلى مستوى الطلاقة.
  • ثانيا:مهارات الكتابة

لتكون مترجماً محترفاً يجب أن تكون كاتباً جيداً، فالمترجم المحترف يعيد إنتاج النص المصدر ليظهر وكأنه مكتوب أساساً باللغة الهدف وليس مترجماً من لغة أخرى. فالمترجم المحترف يعمل دوماً على صقل مهاراته الكتابية وتطويرها.

كيف تتطور مهاراتك الكتابية؟

  1. القيام بدورة لتعلم وإتقان الكتابة بكافة أنواعها الأكاديمية والتسويقية والإبداعية.
  2. الاطلاع على ترجمات المترجمين الآخرين والتعلم من خبراتهم الكتابية.
  3. القراءة اليومية لاكتساب المفردات والتعابير وتحسين الأسلوب.
  4. تدوين الصياغة والعبارات التي تصادفك أثناء القراءة وإضافتها إلى الذخيرة اللغوية.
  •  ثالثا:المعرفة الثقافية

لا بد للمترجم المحترف من أن تكون لديه ثقافة واسعة وعميقة لكل من اللغتين المصدر والهدف لفهم دلالات النص، فغالباً ما تنعكس ثقافة اللغة في النص المراد ترجمته، وغالباً ما يحتاج المترجم في ترجمته إلى اللغة الهدف إلى العناصر الثقافية المقابلة في اللغة المصدر، فمثلاً ترمز “البومة” في الثقافة العربية إلى الشؤم بينما هي رمز الحكمة في الثقافة الإنجليزية.

كيف توسّع معرفتك الثقافية؟

  1. القراءة المستمرة في اللغتين وفي كل المجالات.
  2. السفر لو أمكن إلى البلد الذي تتقن لغته لتتعرف على ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
  3. حضور الفعاليات الثقافية.
  4. البحث عن جوانب الثقافة التي لم تختبرها بعد.
  •  رابعا:مهارات البحث

يستخدم المترجم المحترف مهاراته في البحث دوماً ليسهل عملية الترجمة، فالمترجم مهما كان محترفاً يحتاج إلى عملية البحث أثناء ترجمته، فقد يبحث عن معاني مصطلحات أو مفردات أو عن موضوع معين ليفهمه أكثر. فمهارة البحث مهارة أساسية في عمل أي مترجم ليصل إلى ترجمة ذات جودة عالية.

كيف تطوّر مهارات البحث لديك؟

  1. ابدأ البحث على نطاق واسع ثم تعمّق بالتفاصيل.
  2. تأكد من مصداقية المصادر التي تبحث فيها وجودتها وذلك باستخدام مهارات التحليل والتفكير المنطقي ومقارنة المصدر مع المصادر الأخرى.
  3. كم منظماً في عملية البحث وجمع البيانات ولا تتردد أن تسأل في منتديات المترجمين.
  4. ضع إشارات مرجعية في متصفح الانترنيت للعودة إلى عمليات البحث عند الحاجة.
  •  خامسا:مهارة استخدام الحاسوب وأدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools

يحتاج المترجم في عمله إلى معرفة تقنية في استخدام البرامج الحاسوبية مثل برنامج الوورد أو برنامج إكسل أو بوربوينت أو غيرها من البرامج المكتبية الأخرى، فالمترجم قد يتعامل مع صيغ مختلفة للملفات لذلك من الضروري أن يكون لديه معرفة جيدة في مثل هذه البرامج. كما وأصبحت أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools من الأدوات الهامة والمطلوبة اليوم لعمل أي مترجم لما لها من دور في الوصول إلى الجودة في الترجمة والسرعة في إنجاز ترجمة الملفات.

كيف تحسّن من مهارات استخدام الحاسوب وأدوات الترجمة؟

  • اتباع دورات تعليمية لاستخدام الحاسوب وأدوات الترجمة باستخدام الحاسوب CAT Tools.
  • التعلم من مقاطع الفيديو التعليمية المتوفرة وبكثرة على اليوتيوب والتدريب المستمر على استخدامها.
  • البحث عن حل للمشكلات التقنية التي قد تواجهها.
  • الاستعانة بالخبراء باستخدام هذه الأدوات عند الحاجة

2- المهارات والصفات الشخصية للمترجم المحترف

  •   التنظيم الجيد: ينظم المترجم المحترف وقته جيداً ويحتفظ بالملفات المترجمة منظمة ومرتبة في مكان آمن.
  • الاهتمام بالتفاصيل: المترجم المحترف يهتم بأدق التفاصيل في عمله ليصل إلى الجودة والإتقان المطلوبين.
  • الدافع الذاتي: يكون أساس نجاح المترجم هو الدافع الذاتي له ومقدار شغفه بمهنته وعمله.
  • الالتزام: أهم ما يجب أن تكسبه من العميل هو ثقته بك وغالباً ما تأتي هذه الثقة من الالتزام بالعمل وتسليمه في الوقت المتفق عليه.
  • القدرة على التكيّف: قد يطلب منك العمل على مشاريع جديدة بالنسبة لك أو أن تعمل في مكان جديد غير مألوف أو أن يطلب منك العميل طلبات غير اعتيادية ففي كل هذه الظروف تحتاج للقدرة على التكيّف معها.
  • النزاهة والمصداقية: المترجم المحترف هو المترجم الذي يحافظ على أخلاقيات العمل والمهنة ويحترم خصوصية العملاء فلا ينشر أي معلومات عن ملفاتهم التي ترجمها لأنها قد تحتوي على معلومات سرية وخاصة.
  • الابداع:  المترجم المحترف هو المترجم المبدع الذي يجدد من أساليبه في الترجمة وتقنياته وأدواته.
  • الفضول: لا يتردد المترجم المحترف في استلام المشاريع الكبيرة أو التي لم يترجم مثلها من قبل، بل يدفعه فضوله للخوض في المجالات الجديدة واكتساب المزيد من المهارات.

3- مهارات العمل التي يحتاجها المترجم المحترف

  •   التركيز على العميل: ينظر المترجم الناجح إلى الأمور من وجهة نظر العميل، ويسأل نفسه دوماً عما يريده منه العميل حقاً ويضع نفسه مكان العميل محاولاً الوصول إلى إرضاء رغباته.
  • مهارات الاتصال والتواصليتمتع المترجم المحترف بمهارات جيدة للاتصال والتواصل مع العملاء، فيتجنب بذلك أي سوء فهم قد يحصل ويقوي علاقته الودية مع العملاء. فالمترجم الناجح يكون ودوداً ومهذباً وعمليّاً مع العملاء.
  • تقديم صورة احترافية: لا يرغب العملاء عادة في التعامل مع المترجمين غير المحترفين، لذلك أنت بحاجة لتظهر بصورة احترافية أمام العميل. والمترجم الناجح يحاول إظهار احترافه في كل ما يقوم به فمثلاً يتأكد من ترتيب وتنسيق رسائله الإلكترونية التي يرسلها للعميل، ويراجع محتوى الويب الخاص بموقعه ويركز على تصميمه باحترافية، ويقدم سيرة ذاتية احترافية ومنسقة بشكل جيد، وينسق ملفات الترجمة بشكل جذاب قبل أن يرسلها للعميل، ويرد على طلبات العميل واتصالاته بشكل فوري قدر الإمكان.

4- مهارات إضافية يحتاجها المترجم محترف

  •  التخصص: ليس بالضرورة أن تكون متخصصاً في مجال محدد لتكون مترجماً ناجحاً لكن الاختصاص في المجال الذي تترجم فيه يحدث فرقاً كبيراً في دقة ترجمتك وجودتها.
  •  القدرة على التسويق: يحتاج أي مترجم ليسوّق نفسه والخدمات التي يقدمها للعملاء باحترافية ومهارة عالية، فقد يكون المترجم محترف في عمله لكن لا يعرف كيف يسوّق نفسه، لذلك معرفة مهارات التسويق لا تقل أهمية عن معرفة مهارات الترجمة.
  • إنشاء شبكة علاقات: يساعد إنشاء شبكة علاقات مع العملاء أو زملاء العمل من المترجمين الآخرين على تعزيز فرصك في اكتساب فرص عمل أكبر وعلى اكتساب المزيد من الخبرات والمهارات.
  • الفطنة التجارية: وهم فهم العمل جيداً ومعرفة اكتساب فرص العمل المتاحة وتوسيع الأعمال والمشاريع وبالتالي زيادة الأرباح المادية واستثمارها بالشكل الأمثل، فقد ينجح المترجم في إنشاء عمل خاص به بدلاً من العمل لدى الآخرين من العملاء والشركات.

كيف تصبح مترجماً ناجحاً

هل فكرت يوماً ما أن تكون مترجماً؟ يقال حتى تكون مترجماً ناجحاً يجب أن تتقن على الأقل لغتين، ولكن تذكر دوماً أن معرفتك بلغة ما وإتقانها بالإضافة إلى اللغة الأم لا يعني بالضرورة أن لديك المؤهلات المطلوبة لتكون مترجماً. ولكن ألا يعد إتقان لغة ما هو الحجر الأساس في الترجمة؟ بلى، ولكنه ليس كافياً لتصبح مترجماً، فالترجمة تتطلب مهارات عديدة وخبرات واسعة في المجالات التي تتخصص في ترجمتها والأدوات التي تستخدمها. وكلما كان شغفك بالعمل في الترجمة كبيراً سهلت عليك الطريق الوعرة لهذه المهنة ووصلت إلى مرحلة الاحتراف بسرعة. إذاً لتكون مترجماً محترفاً كل ما يلزمك هو الشغف والاجتهاد.

    إن صناعة خدمات الترجمة صناعة ضخمة وتزداد يوماً بعد يوم في كل أنحاء العالم، وذلك للحاجة الملحّة للتواصل بين الشعوب والحضارات المختلفة وفهم الآخر. مما يبشّر بمستقبل واعد لهذا المجال ويشجع الكثير من الكفاءات لدخول عالم الترجمة. إن التنافس في مجال الترجمة بين شركات الترجمة على أشده، نظراً لقلة المترجمين المحترفين أمام الطلب الكبير في السوق على خدمات الترجمة. فإن كان لديك الشغف والرغبة لتصبح مترجماً لا تتردد في تحقيق هذا الحلم، كل ما عليك فعله هو أن تعرف الخطوات اللازمة لتصبح مترجماً محترفاً وتطبيقها، ومعرفة صفات المترجم الجيد، وكيف يمكن أن تجد عملاً في مجال الترجمة. سنتناول كل هذه النقاط في هذه المقالة لتكون دليلاً لكل مترجم مبتدئ لا يعرف من أين يبدأ وكيف يبدأ.

الطريق نحو احتراف الترجمة 

طريق مهنة الترجمة كغيرها من المهن ليست سهلة، بل تحتاج إلى الاجتهاد والمثابرة والشغف، وتتطلب أيضاً التعلم المستمر وإتقان مجموعة من المهارات:

1.مهارات اللغة

إتقان اللغة هو المهارة الأساسية التي تحتاجها إن أردت أن تصبح مترجماً، فيجب أن يكون مستواك ممتازاً في لغتك الأم التي ستترجم إليها اللغة المصدر (العربية مثلاً)، وأن تكون طليقاً في اللغة المصدر التي ستترجم منها (الإنجليزية أو الفرنسية مثلاً)، وتتطلب الترجمة أن تكون بارعاً في الكتابة باللغة الأم ولديك حصيلة وافرة من المفردات والكلمات، ومتمكناً من نحو لغتك الأم وقواعدها. وبالمقابل يجب أن تكون على مستوى جيد أيضاً باللغة المصدر ومتقناً للهجاتها المختلفة إن وجدت، وأن تكون قادراً على فهم النص المصدر فهماً كافياً لتتمكن أن تترجم ما فهمت إلى اللغة الهدف، فعدم فهم النص المصدر سيؤدي حتماً إلى خطأ في الترجمة وابتعاد عن المعنى المراد إيصاله أو حتى تحريفه، ومثل هذه الأخطاء قد تكون قاتلة ومدمرة في المجالات التي تكون الدقة فيها مهمة للغاية كالمجال الطبي مثلاً أو المجال القانوني أو غيرها من المجالات الأخرى.

2.مهارات الحاسوب 

تعلم مهارات الحاسوب وإتقانها أمر هام للغاية لكل مترجم، ففي عصر التكنولوجيا لم يعد هناك مكاناً للقلم والورقة، بل أصبح استخدام الحاسوب وتقنياته من أهم متطلبات عمل المترجم. إن تقنيات الحاسوب وبرامج مايكروسوفت وبعض الأدوات مثل أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools توفر للمترجم وقته وجهده وتساعده في تحقيق الجودة والدقة في الترجمة، ولم يعد تعلم كيفية استخدامها أمراً كمالياً أو ثانوياً بل أصبح ضرورياً لكل مترجم. فقد أصبحت من الأمور الأساسية التي تطلبها أي شركة إذا ما تقدمت بطلب للعمل مع هذه الشركة. وكلما كنت متقناً لاستخدام الحاسوب وبرامجه وأحد أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools مثل ترادوس وميمو كيو ووورد فاست وغيرها من الأدوات زادت فرصك في الحصول على عمل في شركات الترجمة المحلية والعالمية. والمترجم الجيد هو من يسعى دوماً لتطوير ذاته ومهاراته وأدواته، كما أن تعلم كيفية العمل على الحاسوب وإتقان استخدام برامجه أصبح متوفراً لكل شخص، وذلك عبر الفيديوهات التي تنشر على اليوتيوب أو عبر منصات التعلم أو غيرها من المصادر الأخرى.

3.مهارات التسويق

إن امتلاكك لمهارتي اللغة والحاسوب ليس كافياً دائماً لتحظى بفرصة عمل للترجمة كمترجم دائم أو فريلانسر، ولذلك يجب أن تعرف كيف تسوّق لنفسك ولخدماتك كمترجم محترف تسويقاً فعّالاّ، وكيف تقدّم نفسك للعملاء وشركات الترجمة لإقناعهم بمهاراتك في الترجمة. فإن كنت تسعى للحصول على فرصة عمل جيدة يجب أن تثبت للعميل مهارتك في الترجمة وما تتميز به عن غيرك من المترجمين لتحظى بفرصة العمل تلك. ومن الأمور الأساسية في التسويق لخدماتك هي كتابة سيرة ذاتية إبداعية ومختصرة نوعاً ما، تركّز فيها على المستوى التعليمي ذات الصلة بعمل الترجمة وعلى المهارات التي تمتلكها كمترجم والخدمات التي ستقدمها، كما أنه من المستحسن أيضاً أن تذكر في سيرتك الذاتية سنوات خبرتك في هذا المجال إن وجدت، وأن تذكر بعضاً من الإنجازات المهمة التي حققتها في مجال الترجمة كالمشاركة مثلاً في ترجمة كتاب ما أو فلم أو عرض تلفزيوني ما أو حضور دورات تدريبية ذات صلة مثلاً أو غير ذلك.

كما يجب أن تضع قائمة بالشركات التي تريد العمل معها مثلاً، وأن تتقدم بطلب للعمل معها بالإضافة إلى إرسال سيرتك الذاتية، وربما تكون فكرة إعداد فيديو إبداعي قصير تروّج فيه عن خدماتك فكرة مبتكرة وفعّالة. وتذكر دوماً أنك أن الصبر والمثابرة هما أساس النجاح في أي مهنة.

بعض الخطوات التي تؤهلك لتصبح مترجماً محترفاً

1.تعلم لغة المصدر وإتقانها

 أول خطوة في تحقيق حلمك لتصبح مترجم هو اختيار لغة ودراستها بشكل كافي ووافي حتى الإتقان، وذلك بالإضافة طبعاً إلى لغتك الأم التي يجب أن تكون ملماً بها من كل النواحي. وثمة فرص عمل في الترجمة لكل لغة حيّة في العالم متوفرة ومتاحة وإن تفاوتت نسبة هذه الفرص، فمن الطبيعي أن تكون نسبة العمل في ترجمة اللغات المعروفة هي أكبر من نسبة العمل في ترجمة اللغات الأخرى، وبالتالي تشتد المنافسة في السوق للعمل في الترجمة من هذه اللغات كون معظم الناس قد درسوا هذه اللغات، مما يسبب قلة في فرص العمل المتاحة للترجمة من هذه اللغات. بينما نجد أن عدد المترجمون الذين يترجمون من اللغات الأقل شيوعاً في العالم أقل، وبالتالي تكون فرص الحصول على عمل في مجال تلك اللغات أكبر. ولو كنت مهتماً في مجال ما فيجب عليك أن تعرف اللغات الأكثر استخداماً في هذا المجال، فمثلاً لو أنك ترغب في التخصص بالترجمة السياسية والدبلوماسية فسيكون مجدياً تعلم إحدى اللغات الرسمية المستخدمة في الأمم المتحدة (الإنجليزية والفرنسية والعربية والروسية والصينية والإسبانية).

2.اختيار مجال الترجمة المناسب

 يأتي بعد اختيار اللغة المصدر التي ترغب بالترجمة منها اختيار مجال ترجمتك مثلاً المجال الطبي أو القانوني أو السياسي أو الإعلامي أو الأدبي أو غير ذلك من المجالات الأخرى، فقد يكون المترجم قادراً على الترجمة في عدة مجالات دون أن يتخصص في مجال محدد، وهذا أمر رائع ولكن ربما من الأفضل أن يحدد ويختار المجال الذي يجد نفسه مبدعاً فيه أكثر من غيره، وأن يعمل باجتهاد أكثر ليصبح مترجماً محترفاً في هذا المجال، لأن ذلك سيزيد من فرصته في إيجاد عمل في مجال تخصصه أكثر. وحاول في الترجمة كما في الحياة أن تعرف عن كل شيء شيئاً ما، وأن تعرف كل شيء عن شيء ما. فالتخصص في مجال أمر ضروري لأنه من شأنه أن يصقل موهبتك في الترجمة في هذا المجال وينمي مهاراتك بشكل أسرع، لطالما التركيز والعمل يكون دوماً في مجال تخصصك. ولتتذكر دوماً أن الإكثار من القراءة في مجال تخصصك ينمي مهاراتك في الترجمة أكثر ويجعلك مترجماً متمكناً في ذلك المجال.

3.التدرب على الترجمة 

 إن دراسة اللغة المصدر وإتقانها لا يعني بالضرورة أنك قادر على العمل في الترجمة، حتى ولو كنت طليقاً في تلك اللغة، وذلك لأن الترجمة تحتاج لمهارات أخرى تمكنك من نقل النص المترجم بجودة ودقة دون أن يبدو على ذلك النص أنه قد ترجم، بل يجب أن يبدو طبيعياً وكأنه قد كتب باللغة الهدف. وهذا ما يتقنه المترجم المحترف من فهم النص المصدر فهماً عميقاً وإيجاد المكافئ له من حيث الأسلوب والمفردات والعبارات الاصطلاحية في اللغة الهدف، فيخرج لنا بعمل متكامل يجمع ما بين الجودة والدقة في نقل النص المصدر إلى اللغة الهدف. ولن تتمكن من تحقيق ذلك ما لم تواصل التدرب على الترجمة بشكل مستمر، وربما من الأفضل لو كان هذا التدريب تحت إشراف مترجم مخضرم ومحترف، يصوب لك الأخطاء ويوجهك باتجاه الطريق الصحيح، وهذا لا يعني أنه لا يمكنك أن تدرب نفسك بنفسك، فثمة مصادر عديدة يمكنك الاستعانة بها في التدرب على الترجمة مثل مواقع وكالات الأنباء على سبيل المثال التي تنشر أخبارها بأكثر من لغة، مما يتيح لك المجال لتترجم خبر ما أو مقالة ما ثم تقارن ترجمتك بالترجمة المتوفرة على الموقع، وبالعمل والتدريب المتواصل ستتحسن ترجمتك شيئاً فشيئاً حتى الاحتراف.

4.تعلم مهارات الحاسوب وكيفية استخدام CAT Tools 

 دخل الحاسوب في كل مجالات الحياة العصرية اليوم، وأصبح تعلم مهاراته وكيفية استخدامه ضرورة لا غنى عنها، وكذلك هو الحال في مهنة الترجمة، فقد سهّل الحاسوب عمل المترجم كثيراً عمّا كان في السابق. كما أنه تم تطوير برمجيات وأدوات ترجمة بمساعدة الحاسوب CAT Tools لتساعد المترجم في عمله وتوفّر عليه الكثير من الوقت والجهد. فإن أردت أن تصبح مترجماً ناجحاً فلا بد أن تتقن استخدام هذه الأدوات. ومن هذه الأدوات التي من الضروري تعلمها في مجال الترجمة هي ترادوس SDL TRADOS  وبرنامج ميمو كيو MemoQ وبرنامج ووردفاست Wordfast ، وبرامج ترجمة الشاشة مثل Subtitle Edit أو Subtitle Workshop أو غير ذلك من برامج الترجمة. واستخدام هذه الأدوات لا يعني التقليل من شأن مهاراتك في الترجمة، وإنما هي أدوات تم تطويرها لتسهيل عملية الترجمة وتسهيلها، كما أنها توفّر إمكانية التعاون بين المترجمين في ترجمة مشروع ما وتبادل الخبرات.

5.التعلم المستمر

 أحد أسس النجاح هو التعلم المستمر، فكلما تعلمت أكثر اتسعت آفاق تفكيرك أكثر وارتفع رصيدك في النجاح في عملك أكثر. والترجمة مثلها مثل أي مهنة أخرى تتطلب التعلم المستمر والاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال سواء من أساليب ونظريات في الترجمة، أو الأدوات والبرمجيات التي تساعد المترجم في عمله، ولا شك أن القراءة المتواصلة في كل من اللغتين المصدر والهدف تعزز من مهاراتك في الترجمة. والمترجم الناجح هو المترجم الذي في كل حالاته يتعلم، ففي أثناء عمله في الترجمة يضيف إلى حصيلته اللغوية المزيد من المصطلحات والمفردات، وإن كان لا يعمل في ترجمة ملف ما أو مشروع ما فإنه يراجع ترجماته السابقة ويستفيد من تجاربه في مشاريع الترجمة القادمة.

صفات المترجم الناجح

ثمة صفات يتمتع بها المترجم الناجح في مهنته عن غيره من المترجمين، ومن هذه الصفات:

-الطلاقة في اللغة: كل مترجم ناجح غالباً ما يكون طليقاً في كل من لغته الأم واللغة المصدر التي يترجم منها، فتراه متمكناً من كافة علوم اللغة من نحو وقواعد وبلاغة وتعبير، فيفهم النص الأصل فهماً جيداً وينقله إلى لغته الأم نقلاً دقيقاً وبسلاسة دون تكلف.

-الشغف: العنصر الأساسي في نجاح المترجم هو شغفه وحبه لعمله، فحب المهنة يساعدك على التغلب على الصعاب والمشقات التي تواجهها في مسيرة عملك، ويكاد لا يخلو عمل المترجم من الصعوبات والمعوقات التي قد تقف في طريقه.

-الصدق والالتزام: المترجم الناجح هو الذي يكون صادقاً في عمله وملتزماً مع العملاء في مواعيد تسليم العمل في الوقت المتفق عليه دون تأخير أو تأجيل، ولو حالت بعض ظروفه دون إنهاء العمل في الوقت المحدد تراه يخبر العميل بذلك ويعتذر منه، فيكسب بالتالي ثقة العميل واحترامه.

-الأمانة والدقة: تتطلب الترجمة أن يكون العمل المُترجم دقيقاً وجودته عالية، والمترجم الناجح هو من يكون حريصاً دوماً على نقل النص المصدر بكل أمانة ودقة إلى اللغة الهدف، دون أي تحريف أو تغيير للمعنى الذي أراد أن ينقله لنا النص المصدر.

-الحيادية والموضوعيّة: يجب أن يلتزم المترجم الناجح بالحيادية والموضوعيّة في الترجمة، فلا يسمح لمشاعره أن تؤثر على ترجمته، ولا يقحم رأيه الشخصي حين يترجم عملاً ما، بل ينقل النص المصدر بكل موضوعيّة.

-الثقافة وسعة الفكر: الترجمة هي نقل لغة الآخر وثقافته، ولكي يكون المترجم ناجحاً لا بد أن يتمتع بخلفية ثقافية تمكنه من فهم عناصر النص الذي بين يديه، وتساعده على نقل هذا النص إلى اللغة الهدف مراعياً ثقافتها. والمترجم في عمله معرض للتعامل مع مواضيع شتى وفي كافة المجالات، وهنا تبرز سعة فكر المترجم الناجح في التعامل مع مثل هذه النصوص.

-الاستفادة من تجارب الآخرين: يسعى المترجم الناجح دوماً إلى الاستفادة من تجارب غيره من المترجمين الناجين، فيطلع على أعمالهم في الترجمة ويستفيد من خبراتهم في هذا المجال، ولا يفوت فرصة التعاون مع بعض زملائه من المترجمين في إنجاز مشروع كبير يصعب عليه إنجازه بمفرده.

-المغامرة والشجاعة: غالباً ما يحتاج عمل المترجم إلى المغامرة في عمله، خاصة عند التعامل مع عملاء جدد لم يسبق له أن تعامل معهم من قبل، خاصة إذا ما كان التعامل مع هؤلاء العملاء عن بعد. كما أن المترجم الناجح لا يخشى من التعامل من نوع جديد من النصوص لم يسبق له أن ترجم مثله من قبل، بل يقبل على ذلك كنوع من التحدي لمهاراته وخبراته.

-الممارسة المستمرة: الترجمة هي واحدة من المهن التي تحتاج إلى الكثير من الممارسة والتدريب، وحتى يكون المترجم ناجحاً لا بد أن يتدرب دوماً ويمارس عمل الترجمة ويراجع ترجماته السابقة.

-الإبداع: الترجمة في النهاية هي فن، ولا بد للمترجم الناجح من أن يضع لمساته الإبداعية على النص الذي يترجمه، وخاصة إذا كان هذا النص من النوع الذي يفسح للمترجم مجالاً للإبداع فيه كالنصوص الأدبية مثلاً.

بعض مجالات العمل المتاحة في الترجمة

  • العمل كمترجم أخبار لدى وكالات الأخبار العالمية أو الصحف أو المجلات، أو العمل كمترجم فوري في نشرات الأخبار.
  • العمل كمترجم فوري في المؤتمرات والاجتماعات والندوات.
  • العمل في مكاتب الترجمة سواء كانت مكاتب حكومية أو خاصة.
  • العمل كمترجم حر أو فريلانسر، فيكون العمل والتواصل مع العملاء عن بعد عبر الانترنت من خلال منصات العمل الحر مثل استكتب .
  • العمل في ترجمة الكتب وعرض هذه الترجمات على دور النشر لنشرها مترجمة باسم المترجم.
  • العمل كمترجم محلف.

بعض المقولات المأثورة عن الترجمة والمترجمين

– ” لولا الترجمة، كنا سنعيش في مناطق يحاذيها الصمت ” (جورج ستاينر، فيلسوف ومفكر وناقد أدبي أمريكي).

– ” الترجمة رحلة بحرية من ضفة إلى أخرى ” (عمارة لخوص، مؤلف جزائري).

– ” لولا الترجمة لبقيت مقيداً في حدود بلدي، فالمترجم هو حليفي الأهم، لأنه يقدمني إلى العالم ” (إيتالو كالفينو، صحفي وروائي إيطالي).

– ” الترجمة هي ما يحوّل كل شيء لكي لا يتغيّر شيء ” (غونتر غراس، أديب ألماني).

– ” الترجمة المُرضية ليست دائماً ممكنة، ولكن المترجم الجيد لا يكون أبداً راضياً عنها، ويمكن في الغالب تحسينها ” (بيتر نيومارك، أستاذ الترجمة وأحد أشهر المنظرين في علم الترجمة).

– ” المترجم كاتبٌ متميز يملك فرصة أن يعيد كتابة الروائع بلغته ” (خافيير مارياس، روائي وكاتب مقالات إسباني).

بعض المراجع:

https://www.fluentu.com/blog/how-to-become-a-translator/

https://www.fluentin3months.com/how-to-become-a-location-independent-freelance-translator/

https://www.masterclass.com/articles/how-to-improve-your-research-skills#why-are-research-skills-important

https://www.fluentu.com/blog/how-to-become-a-translator/

https://www.pactranz.com/the-translator-skillset/

Photo by cottonbro from Pexels

حقوق الصورة البارزة